الولايات المتحدة- أعلنت البحرية الأميركية الإثنين أنها تتوقع “فترة من عدم اليقين” في ما يتعلق بموقف إيران في الخليج، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا في الأشهر السابقة إنّ الجيش الإيراني وضع حدًا لسنوات من التصرفات “الخطيرة وغير المهنية” ومن بينها اقتراب سفن إيرانية من سفن حربية أميركية. لكن في الثامن من مايو أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، ومذّاك تسري تساؤلات حيال رد فعل إيران.
وقال رئيس البحرية الأميركية الأدميرال جون ريتشاردسون “إننا ندخل فترة من عدم اليقين”. وأضاف “يجب علينا بالتأكيد أن نكون يقظين، أكثر يقظة من العادة، لكي نكون مستعدين لأي نوع من رد الفعل أو التطور الجديد”.
وأشار إلى أنّ أي تغيير لم يطرأ حتى الآن على سلوك الإيرانيين الذي “ما زال آمنًا” على حد تعبيره. وفي عامي 2016 و2017، اشتكت البحرية الأميركية مرارا من سلوك سفن الحرس الثوري الإيراني، جيش النخبة في النظام الإيراني، والتي غالبًا ما كانت تقترب في شكل خطير من السفن الأميركية.
وتشعر إيران بضيق حلقة الضغط الأميركية عليها تدريجيا، في وقت تحاول واشنطن الوصول إلى صيغة جديدة تضبط الطموح النووي والسياسي الإيراني في المنطقة، وترسم ملامح جيوسياسية جديدة اعتمادا على الاستثمار في تقليص نفوذ طهران.
ويقسم الغرب استراتيجية التعامل مع إيران إلى 3 مراحل، هي تعديل الاتفاق النووي، ومحاولة الوصول إلى صيغة للاتفاق مع إيران على تحديد مدى صواريخها الباليستية بحيث لا تتحول إلى تهديد للدول الأوروبية، والوصول إلى اتفاق حول دور إيران الإقليمي وسلوكها تجاه جيرانها العرب.
لكن مصادر في واشنطن قالت إن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين ليست لديهم أي خطط حول محاصرة نفوذ إيران. ويدرك الدبلوماسيون الإيرانيون ذلك، ويحاولون استغلال هذه المعضلة التي تواجه الغرب، لتقويض استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر التصعيد.
وأظهرت جولة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط، التي شملت السعودية وإسرائيل والأردن، تصميم الإدارة الأميركية على التعامل بحزم مع الحالة الإيرانية.
وأصر بومبيو على إرسال رسائل تهدف إلى تبديد أي أوهام لدى طهران من إمكانية تبدل موقف ترامب بعد لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الأميركية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي، دون الحصول على تبدل كامل في السلوك الإيراني في الملف النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران في المنطقة.
وقال مراقبون للشؤون الإيرانية إن طهران تشعر بتصاعد الموقف الأميركي بعد تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي ومايك بومبيو وزيرا للخارجية، وأن رد الفعل الإيراني أتى مدروسا على مستوى وزارة الخارجية، وشعبويا كالمعتاد على مستوى المرشد علي خامنئي.
وأصبح الإيرانيون على قناعة بأن إدارة ترامب تريد التخلص من الاتفاق النووي، الذي يرى فيه مسؤولون أميركيون أنه، تحول إلى عقبة في طريق إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي.
العرب