كرست نتيجة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي أعلنت نتائجها مساء أمس الأحد، التصنيف الشائع عن أتراك ألمانيا كفئة أكثر محافظة بأنماطهم القيمية وخياراتهم الانتخابية، مقارنة بمواطنيهم فيي بلدهم الأم.
وعكست النتيجة الانتخابية حصول الرئيس رجب طيب أردوغان على تأييد كاسح من مواطنيه الناخبين في ألمانيا.
وقد صوت أكثر من ثلثي المقترعين الأتراك بألمانيا لصالح أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية، وهو ما أثار استياء سياسيين ألمان من أصول تركية اعتبر بعضهم أن هذا التصويت يمثل رفضا للديمقراطية الألمانية.
وعبر مجلس الجالية التركية عن موقف بدا متوازنا بتشديده على الحاجة لتجاوز الاحتقان السياسي السائد في تركيا، وإنهاء حالة الطوارئ وعودة المواطنين لحياتهم الطبيعية.
إقبال وتأييد
وحصل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجة على 22.1% من أصوات أتراك ألمانيا، وحل في المركز الثاني بعد أردوغان، فيما لم يتمكن مرشح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش، ومرشحة حزب الخير القومي ميرال أكشنار من تجاوز نسبة 10%.
وحصد حزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الإسلامية المحافظة على الأغلبية المطلقة بحصوله على نسبة 56.33% من أصوات الأتراك بألمانيا.
وأدلى نحو 49.7% من 1.5 مليون تركي في ألمانيا بأصواتهم في انتخابات بلدهم الرئاسية والبرلمانية، ومثلت هذه النسبة غير المسبوقة أعلى معدل إقبال انتخابي لهذه الفئة.
كما مثلت هذه النسبة استمرارا للتأييد الذي دأب الرئيس التركي وحزبه الحاكم على الحصول عليه من مواطنيه في ألمانيا بالاستحقاقات الانتخابية وفاق ما حصلا عليه من تأييد الناخبين في تركيا نفسها.
وصوت أتراك ألمانيا بنسبة 59.7% لصالح حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وأيد 63.1% من أتراك ألمانيا التعديل الدستوري الذي اقترحه أردوغان في استفتاء أبريل/نيسان 2017، في حين صوت 36.99% منهم ضد هذا الاستفتاء.
انتصار واستياء
وأثار هذا التأييد الكاسح الذي حصل عليه أردوغان وحزبه استياء سياسيين ألمان من أصول تركية، حيث اعتبر رئيس حزب الخضر السابق وعضو البرلمان الألماني (البوندستاغ) جيم أوزدمير، أن هذا السلوك الانتخابي ينبغي أن يشغل الجميع.
وقال في تصريحات صحفية: إن أنصار أردوغان الذين احتفلوا في الشوارع بانتصار حاكمهم المطلق عبروا بهذا أيضا عن رفضهم للديمقراطية والليبرالية الألمانية.
وفي تصريحات للقناة الأولى الألمانية، شبه الرسمية، (أيه. أر. دي) قالت كانسل كيزيلتيبي عضو البوندستاغ عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي: إن كشف نتيجة التصويت عن تزايد أعداد أنصار حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في ألمانيا يثير الفزع والصدمة.
وعزت كيزيلتيبي هذا التطور “لعدم وجود سياسة اندماج لاستيعاب أتراك ألمانيا في العقود الماضية، مما جعل هذه الفئة تشعر بالتهميش والعزلة”.
بالمقابل أرجع رئيس مجلس الجالية التركية غوكاي صوفو أوغلو التأييد الذي حصل عليه الرئيس التركي وحزبه في ألمانيا، إلى انتماء أكثرية الناخبين من أتراك ألمانيا إلى بيئة المهاجرين الذين وفدوا إلى البلاد في ستينات القرن الماضي والمعروفين بتوجهاتهم المحافظة.
وأوضح صوفو أوغلو أن أردوغان بالنسبة لهذه الفئة هو من بني المستشفيات والطرق السريعة ومراكز التسوق في تركيا.
وذهب إلى أن تصويت الأتراك في النمسا لصالح أردوغان وحزبه بانتخابات الأمس بنسبة 70%، يعكس نوعا من الاحتجاج على إغلاق الحكومة اليمينية النمساوية لعدد من المساجد قبل أيام.