أنقرة تسعى إلى تمديد «مهلة الحل» في إدلب

أنقرة تسعى إلى تمديد «مهلة الحل» في إدلب

وضع تمدد القصف الروسي – السوري ليشمل محافظة إدلب (شمال غربي سورية) ومحيطها، العلاقات بين موسكو وأنقرة على المحك، في وقت اتهم معارضون سوريون طهران بإفشال التوصل إلى حل لمعضلة إدلب التي تمثل آخر معاقل المعارضة في سورية، وذلك خلال قمة زعماء الدول الضامنة لـ «آستانة» الجمعة الماضي.

وسُجلت أمس، مساع تركية لحشد ضغط دولي على حلفاء النظام السوري من أجل وقف التصعيد العسكري، في وقت أُعلن عن قمة تجمع الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين أواخر الشهر.

في غضون ذلك، نقلت وكالة «تاس» عن الجيش الروسي ان طائرات أميركية ألقت قنابل فوسفورية على محافظة دير الزور السورية في الثامن من الشهر الجاري.

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن وقف الهجمات الجوية على إدلب «يتطلب جهوداً دولية»، مشيراً الى أن بلاده «تجري اتصالات على المستويات كافة، مع كل الدول المعنية بالأزمة السورية، وتبذل جهوداً مكثفة لمنع مآس إنسانية». وأبرأ وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بلاده من «مسؤولية أي موجة هجرة من إدلب»، وحمل على ممثلي الدول الكبرى الذين «يحنون رؤوسهم دائماً عند الحديث عن المسألة السورية في الاجتماعات الدولية». وقال: «هناك تناقض كبير واختلاف بين ما يخرج من أفواههم وما يفعلونه، والجميع يعلم أنهم ينظرون إلى المسألة كمسرحية». وأضاف خلال زيارته مخيماً للاجئين السوريين أن «ما يهم تركيا في إدلب هو إنسانيتها التي تتحدى بها الجميع ولن تتخلى عنها أبداً».

وكان أردوغان كشف الترتيب للقاء يجمعه مع بوتين عقب زيارته ألمانيا يومي 27 و28 الشهر الجاري، وهو ما أكدته موسكو أمس على لسان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

وأكدت لـ»الحياة» قيادات في المعارضة السورية أن إيران عطلت التوصل إلى حل لمسألة إدلب، وأوضحت أن تركيا قادرة وراغبة في إيجاد حل على أن تعطى الوقت الكافي لإنجازه.

الناطق باسم «الهيئة السورية للتفاوض» يحيى العريضي قال إن «إيران تسعى إلى تخريب أي اتفاق لحل يجنب إدلب مجزرة وتثير خلافات بين روسيا وتركيا». ورجح «توصل تركيا وروسيا إلى تفاهمات في شأن المعابر والطرق الرئيسة والإدارة الذاتية من قبل التنظيمات التي دربتها أنقرة».

وغداة اشتباك في بلدة القامشلي بين قوات نظامية ومسلحين أكراد، اعتبر مسؤول بارز في «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد) أن «الحادث يخدم مطالبة تركيا في قمة طهران، بمنع بروز أي كيان كردي في شمال سورية، والتي بدا واضحاً أن أردوغان وضعها شرطاً للبدء بمعركة إدلب». وقال المصدر لـ «الحياة» إن «تصريحات مسؤولي النظام وإيران تشجع ذلك».

إلى ذلك، شن النظام السوري غارات على إدلب هي الأعنف منذ نحو سبعة أسابيع وألقت مروحياته نحو ستين برميلاً متفجراً على بلدة الهبيط ومحيطها في ريف ادلب الجنوبي، ما تسبب في مقتل طفلة وجُرح ستة أشخاص. كما شنت طائرات، يرجح أنها روسية وفق «المرصد السوري» عشر غارات على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لإدلب، واستهدفت خصوصاً مقار للفصائل المسلحة. وأفادت مواقع معارضة بأن الغارات تسببت في خروج مستشفى في اللطامنة من الخدمة، غداة تضرر مستشفى آخر في بلدة حاس في ريف ادلب الجنوبي، وأعلنت المجالس البلدية في قلعة المضيق، وجبل شحشبو، والجابرية، وسهل الغاب، وكفر زيتا بريف إدلب مناطقها منكوبة.

الحياة