عدّت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تسليم روسيا منظومة الدفاع الصاروخية «إس 300» إلى سوريا، «خطوة غير مسؤولة». ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية تعليق البنتاغون الذي قال: «تزويد النظام السوري بهذه القدرات الدفاعية الجوية أمر غير مسؤول»، مشيرة إلى أن ذلك يهدف على ما يبدو لإعطاء «غطاء إضافي للأنشطة الإجرامية» لإيران والنظام السوري، شركاء روسيا.
وأعلنت روسيا أول من أمس (الثلاثاء) أنها سلمت سوريا منظومة «إس 300»، وذلك ردا على إسرائيل التي تتهمها موسكو بأنها تسببت بشكل غير مباشر في إسقاط طائرة عسكرية روسية ومقتل 15 من أفراد سلاح الجو الروسي كانوا على متنها في سوريا في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع أن «العمل انتهى قبل يوم»، مضيفا أن المنظومة الدفاعية ستعزز أمن العسكريين الروس في سوريا.
من جانبه، أكد وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الأربعاء)، أن بلاده تستطيع التغلب على منظومة «إس 300» الدفاعية الصاروخية. وردا على سؤال في مقابلة مع «راديو الجيش الإسرائيلي» بأن امتلاك سوريا النظام الصاروخي «إس 300» هل من شأنه تقييد طائرات الجيش الإسرائيلي، قال الوزير الإسرائيلي: «لا، على الإطلاق».
وأضاف هنجبي: «القدرات التشغيلية التي لدى القوات الجوية لا تستطيع معها مثل تلك البطاريات (إس 300) أن تقيد؛ في واقع الأمر، قدرات القوات الجوية على العمل».
وفي إشارة إلى طائرات «إف 35» المقاتلة التي تسلمتها إسرائيل من الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، قال هنجبي: «تعرف أن لدينا طائرات (شبح) مقاتلة؛ أفضل الطائرات في العالم. هذه البطاريات ليست قادرة حتى على اكتشافها».
وذكرت «رويترز» عام 2015 أن إسرائيل تدربت على التعامل مع نظام «إس 300» الذي قدمته روسيا إلى اليونان.
وتقول إسرائيل إن غاراتها الجوية على سوريا ضرورية لمنع عمليات الانتشار ونقل الأسلحة التي تقوم بها إيران أو ميليشيا «حزب الله» اللبناني؛ الحليفان لدمشق.
وقال هنجبي إن روسيا كانت قد نشرت سابقا نظام «إس 300» الخاص بها في سوريا، لذلك، فإن قدرات هذا النظام سبق أن وضعت لفترة طويلة بعين الاعتبار في التخطيط الإسرائيلي. وأضاف أن جيش النظام السوري سيحتاج إلى «بضعة أشهر» لبدء تشغيل نظام «إس 300» الخاص به.
وقال هنجبي: «أوضحنا للسوريين أكثر من مرة أننا لن نتراجع عن التزامنا بمنع ترسيخ (وجود) إيران في سوريا». وفي تهديد مستتر باتخاذ إجراء ضد النظام الصاروخي «إس 300» على الأرض، قال: «لقد اضطررنا بالفعل، قبل بضعة أشهر، إلى تدمير بطاريات الصواريخ السورية، وآمل ألا يتحدونا في المستقبل».
وقالت إسرائيل في 4 سبتمبر الماضي إنها نفذت أكثر من 200 غارة جوية في سوريا خلال العامين الماضيين، بمعدل مرتين في الأسبوع، وكانت روسيا تغض الطرف عن هذه الغارات إلى حد كبير.
ولم ترد أي تقارير عن أي غارات منذ سقوط الطائرة الروسية يوم 17 سبتمبر الماضي. وقال هنجبي إن أي توقف من هذا القبيل «موقف تكتيكي على مدى أسبوع أو اثنين» وليس إعادة تقييم استراتيجي من جانب إسرائيل.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران وحلفاؤها قد استغلوا هذه الفترة لتكثيف أنشطتهم في سوريا، قال إنه لا يرى «أي أساس لذلك» في تقييمات المخابرات الإسرائيلية.
القدس العربي