ضغوط بريكست تربك تيريزا ماي قبل قمة حاسمة في بروكسل

ضغوط بريكست تربك تيريزا ماي قبل قمة حاسمة في بروكسل

 دعا ديفيد ديفيس، الوزير السابق المكلف بإدارة ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أعضاء حكومة بلاده إلى رفض خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج، ما يعمق الضغوط على ماي التي تستعد لقمة حاسمة الأربعاء، في بروكسل، قد تنتهي بإعلان انهيار المفاوضات وعودة عقارب الساعة إلى الوراء.

وكتب الوزير السابق في صحيفة صنداي تايمز البريطانية الصادرة الأحد “تنطوي استراتيجية الحكومة على ثلاثة أخطاء أساسية، تخرج جميعها إلى السطح مع اقتراب نهاية اللعبة”.

وقال ديفيس إن ماي اتخذت “قرارا غير حكيم في ديسمبر، بقبولها لغة الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع حدود أيرلندا الشمالية”، مضيفا “لقد حان الوقت لكي يمارس أعضاء الحكومة سلطتهم الجماعية”، بمعارضة الخطة.

وتابع “يجب أن نعيد ضبط استراتيجيتنا التفاوضية على الفور، وأن نقدم طريقة خروج من الاتحاد الأوروبي تفي بمطالب الاستفتاء ومصالح الشعب البريطاني”.

وتأتي التصريحات في ظل تقارير تفيد بأن ماي توشك أن توافق على مقترح يوصف بأنه يضع “حاجزا خلفيا”، ويبقي بريطانيا “مؤقتا” ضمن اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يمتد لأجل غير مسمى، وذلك قبيل قمة حاسمة لزعماء الاتحاد الأوروبي الأربعاء المقبل.

ويتعين على ماي أولا استيعاب تمرد حكومي ضدها، ثم محاولة التغلب على أزمة مفاوضات الطلاق في قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، رغم أن إحرازها اختراقا لا يزال يبدو بعيد المنال.

 

وبدأ الوقت ينفد في محادثات الطلاق الأوروبي البريطاني، وقد تكون قمة قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع حاسمة في التوصل إلى اتفاق بين لندن وبروكسل.

ومع اقتراب خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي في نهاية مارس المقبل، أكّد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة، الحاجة إلى تحقيق “تقدم جوهري” في مفاوضات بريكست، خصوصا في ما يتعلق بمسألة الحدود الأيرلندية.

ووصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك القمة التي تبدأ الأربعاء بأنّها “لحظة الحقيقة” لخروج منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أما بالنسبة لماي، فليس عليها فقط أن تفوز بثقة القادة الأوروبيين، بل أيضا بثقة حلفائها المثيرين للمشاكل في بريطانيا.

وسيبدأ مسلسل العمل الشاق لماي الثلاثاء، عندما تناقش مسألة الحدود الأيرلندية مع حكومتها، وسط تكهنات بأن وزراء آخرين قد يستقيلوا إذا ما مضت رئيسة الوزراء قدما في مقترحاتها.

ولا تريد لندن ولا دبلن ولا بروكسل أن تفرض نقاط تفتيش على الحدود بين أيرلندا الشمالية والمملكة المتحدة، لكن المشكلة لا تزال قائمة بانتظار إيجاد حل لرغبة ماي في مغادرة السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي.

واقترحت بريطانيا أن تستمر في اتباع القواعد الجمركية للاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كخيار بديل لإبقاء الحدود مفتوحة، إلى أن يتمّ التوصل إلى اتفاق تجاري أوسع يجنّب الحاجة إلى نقاط حدودية.

وتقول ماي إن ذلك سيكون مؤقتا فقط، لكن المتحدثة باسمها أجبرت على توضيح هذه النقطة بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن الترتيب “المساند” النهائي لن يكون له تاريخ انتهاء قانوني.

ويطالب المشككون بالاتحاد الأوروبي بتحديد الفترة التي ستواصل فيها بريطانيا التقيّد بالقواعد الجمركية الأوروبية والتي ستتمكن من بعدها من توقيع اتفاقات تجارية مع شركاء آخرين.

وبوسع هذا الاقتراح أن يجعل أيرلندا الشمالية متماشية مع قواعد بروكسل، وبالتالي مختلفة عن باقي المملكة المتحدة.

وأثارت هذه الخطط غضب المتشددين المؤيدين لبريكست في حزب المحافظين اليميني ، بالإضافة إلى حلفائها في الحزب الوحدوي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية.

ومع احتفاظها بغالبية بسيطة في البرلمان، تعتمد حكومة الأقلية المحافظة على الحزب الوحدوي الديمقراطي أكبر الأحزاب في أيرلندا الشمالية، المؤيد لبريكست والمعارض لأي تحركات يمكن أن تضع مسافة بين أيرلندا الشمالية والبر الرئيسي البريطاني.

وكتبت زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي آريلين فوستر السبت، في جريدة بلفاست تلغراف أنّ تهديد حزبها ليس مجرد “استعراض العضلات”، مؤكدة “أن هذا الترتيب لن يكون مؤقتا”، مضيفة أن ماي يجب ألا تقبل “صفقة مراوغة يفرضها الآخرون عليها”.

وإثر محادثات مع كبار الشخصيات في بروكسل الأسبوع الماضي، أفادت تقارير صحافية أن فوستر قالت إن عدم التوصل إلى اتفاق خروج هو الأرجح الآن، وهو ما تؤكده رسالة بريد إلكتروني بين مسؤولين بريطانيين كبار تسربت إلى صحيفة أوبزرفر.

وفي الوقت نفسه، قال جاكوب ريس- موغ النائب في حزب المحافظين والمتشكك في الاتحاد الأوروبي السبت إن هناك 39 نائبا محافظا يتشاركون في وجهات نظرهم لن يتوقفوا عن معارضة الخطط الحالية، مؤكدا أن “بريطانيا لا يمكن أن تقبل عقوبة بريكست”.

وأضاف ريس- موغ “إذا كان الاتحاد الأوروبي منظمة على غرار المافيا تقول: إذا كنت تريد المغادرة فسوف نصيبك في ركبتك، لذا فالأفضل أن نخرج”.

واقترح بعض الدبلوماسيين في بروكسل أن القادة قد يتحدثون طوال ليل الأربعاء ويوافقون على الخطوط العريضة لاتفاق، بينما هم ما زالوا في العاصمة البلجيكية لإجراء محادثات أوسع نطاقا الخميس.

واقترح هؤلاء أن يجري القادة محادثات تستمر حتى الليل والموافقة على أطر اتفاق خلال وجودهم في بروكسل تمهيدا لمحادثات أوسع في 18 أكتوبر.

وإذا لم تستطع ماي أن تقنعهم باتفاق يحترم القواعد الأوروبية المشتركة بشأن التجارة والاستثمار، فمن المتوقع أن المفاوضات ستنهار.

العرب