حظي التقدم الذي حققته المشاريع العملاقة التي أطلقتها المملكة بتركيز واهتمام كبيرين في مبادرة مستقبل الاستثمار 2018. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو، على أهمية التركيز في التفاصيل خلال تطوير المشروع وفق أسس صحيحة، سواء من ناحية الاستدامة البيئية أو من ناحية تجربة الزوار، وأدلى بتصريح مفاده “أننا نبذل كافة الجهود لإنشاء وجهة سياحية لن تكتفي بالحفاظ على البيئة الطبيعية والثقافية فحسب، بل ستعمل على تحسينها أيضاً. ونحن عازمون بجد ونشاط على أن نكون قوة تعمل للصالح العام”.
من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار مايكل راينينغر، إلى أن المشروع يتكون من خمس ركائز هي: المتنزهات والسياحة، والحركة والنقل، الطبيعة والبيئة، الرياضة والصحة والثقافة، الفنون والتعليم.
فيما أبرز الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة نيوم نظمي النصر، الأهداف الرئيسية الثلاثة للمشروع، ووصفها بقوله “الحد من تسرب الإنفاق في الاقتصاد السعودي، وأن تكون المدينة مركزاً فريداً من نوعه لاحتضان الأعمال التجارية والشركات، وجذب أبرع المواهب وألمع العقول من خلال توفير بيئة عيش تكون الأكثر جاذبية على مستوى العالم”.
كما حظيت الجلسة الحوارية حول «برامج تحقيق التوازن المالي»، شارك فيها كل من وزير المالية محمد الجدعان، ووزير المالية في مملكة البحرين الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، باهتمام كبير، حيث كشف الجدعان أن الصادرات غير النفطية للمملكة شهدت في الربع الثالث من 2018، زيادة سنوية بنسبة 48 في المئة محققة 211 بليون ريال سعودي. في ذات الوقت، زادت النفقات الحكومية في الربع الثالث من العام 2018، بزيادة سنوية قدرها 25 في المئة، ساهمت بشكل فعّال في دعم النمو الاقتصادي.
وأشار الجدعان إلى دور النفقات الحكومية في دعم الاقتصاد، وقال: «يتمحور التوازن المالي كلياً حول الاستدامة، ذلك أن التوازن المالي ليس هدفاً نقصده بحد ذاته، لأن المهم حقاً هنا هو الحفاظ على ميزانية عامة متوازنة على المدى المتوسط، وفي ذات الوقت تكون مرنة بحيث لا تضيع أي فرص تظهر».
وتحدث الجدعان عن أهمية الإطار القانوني المالي في دعم استثمارات القطاع الخاص من خلال منح الشركات نصيباً أكبر من مخططات الإنفاق الحكومي المستقبلية ورفع نسبة ثقتها في النظم المالية للحكومة.
يذكر أنه تمّ الإعلان عن اتفاقات تفوق 225 بليون ريال (60 بليون دولار) خلال فعاليات المبادرة، كما أعلنت الهيئة العامة للاستثمار في آخر يوم في المبادرة عن توقيعها مجموعة من مذكرات التفاهم يصل مجموعها إلى 14 بليون ريال (3.7 بلايين دولار) في كل من قطاعي الإسكان والبناء، وتشمل هذه الصفقات الاستثمارية شراكة استراتيجية هدفها إدخال منهجيات البناء السريعة والحديثة في السعودية، الأمر الذي يتوقع الخبراء أن يترتب عنه خلق 15,000 فرصة عمل، فضلاً عن عقدين كبيرين من عقود بناء العقارات تم توقيعها لبناء 15,000 وحدة سكنية، حيث يتوقع أن يترتب عنهما ما مجمله 4,000 وظيفة.
يذكر أن مبادرة مستقبل الاستثمار نجحت هذا العام في استقطاب أكثر من 3,500 مشاركاً أتوا من 88 دولة، من ضمنهم 8 رؤساء دول وأكثر من 20 وزيراً، من أفريقيا وآسيا والعالم العربي، كما أن البث الحي للحدث على منصة تويتر حقق أكثر من 2.18 مليون مشاهدة من حول العالم.
الحياة