تشهد مدينة الموصل توترا أمنيا مع عودة حوادث الاختطاف والقتل والتفجيرات وتردي الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي دفع بالكثير من العوائل في الموصل وبقية مدن محافظة نينوى إلى النزوح مجددا إلى مدن إقليم كردستان التي تشهد استقرارا أمنيا واقتصاديا.
وكانت المدينة قد شهدت الخميس، مقتل ثلاثة تلاميذ على الأقل وإصابة ستة أشخاص عندما انفجرت عبوة ناسفة على جانب طريق بالقرب من مدينة الموصل بشمال العراق الخميس. وقالت الشرطة حينها، إن العبوة الناسفة انفجرت بالقرب من حافلة تقل التلاميذ، وهم في المرحلة الثانوية، في منطقة الشورى جنوبي الموصل.
كما استهدف انفجار بسيارة مفخخة مطعما بمنطقة الموصل الجديدة تسبب بمقتل واصابة نحو 81 شخصا، فضلا عن مقتل واصابة أكثر من30 شخصا بينهم عناصر من الشرطة إثر انفجار سيارة مفخخة محملة بأسطوانات في سوق بناحية القيارة جنوب الموصل.
وقال قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري إن “عناصر داعش يحاولون زعزعة الأوضاع الأمنية من خلال خروقاتهم لمطاعم ومولات وأسواق شعبية من أجل وضع العراقيل أمام عملية تطبيع الأوضاع في الموصل.
وأضاف ان “قلق الشارع الموصلي يعود إلى تسلل بعض عناصر عصابات داعش إلى المحافظة وقيامهم بعمليات ضد أهداف هشة”، مشيرا إلى أنه تم “اعتقال نحو 40 منهم مؤخرا بعملية استباقية من أجل منع عمليات التسلل”.
وبين أن “القوات الأمنية بصدد القيام بحملة لاعتقال عناصر داعش والمتعاونين معهم الذين يبثون الإشاعات والمعلومات المضللة التي تثير وتقلق أهالي الموصل”.
ويقول أحد وجهاء شمر، الشيخ عبدالله حمود الشمري إن “الشارع الموصلي يشهد تدهورا في الأوضاع الأمنية فقد عادت الخروقات الأمنية الكبيرة في المحور الغربي عموما والذي يضم ناحية ربيعة وقضاء البعاج ومفرق الكسك وتلعفر والتي تخضع لسيطرة الحشد الشعبي”، موضحا أن “مديرية شرطة ربيعة سجلت 13 حالة اختطاف 18 حالة اغتيال منذ تحرير الناحية من داعش”.
وانخفض مؤشر بيع وشراء العقارات في الموصل وضعف إقبال الأشخاص على شراء المواد والحاجات الكمالية على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية بمحافظة نينوى والموصل مؤخرا.
من جانبه، أكد مسؤول اللجنة الأمنية إبراهيم النعيمي في مجلس محافظة نينوى إن “الموصل بدأت تسجل أعدادا كبيرة في عملية النزوح مجددا إلى محافظات إقليم كردستان وتحديدا أربيل حيث أقدمت عوائل كثيرة على مغادرة الموصل والسكن مجددا في الإقليم خشية من تدهور أكبر قد تواجهه المدينة”.
وتأتي تداعيات تدهور الأوضاع الأمنية في الموصل في وقت بدأ فيه مغرضون ببث الإشاعات وإلقاء منشورات تشير إلى عودة تنظيم داعش مجددا إلى الموصل بهدف بث الرعب والخوف وإثارة القلاقل بين المدنيين.
وتشهد مناطق عديدة من محافظة نينوي وخاصة القريبة من الحدود السورية تسلل عناصر من تنظيم داعش إلى مدن المحافظة لتنفيذ عملية اختطاف وقتل وتفجيرات ضد القوات الأمنية والمدنيين، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي العام الماضي القضاء على تنظيم داعش عسكريا في بلاده.
وشهدت المدينة، التي استعادتها القوات العراقية العام الماضي من تنظيم الدولة الإسلامية، العديد من التفجيرات خلال الشهور القليلة الماضية. وأدى أحد الانفجارات إلى مقتل ستة أشخاص في أكتوبر.
ويتهم مسؤولون أمنيون عراقيون “خلايا نائمة” من الدولة الإسلامية بتنفيذ هجمات في مدينة الموصل ومحيطها. ويشن مقاتلو التنظيم حملة خطف وقتل وتفجيرات تستهدف المدنيين وقوات الأمن.