من الصين للعالم.. كل ما تود معرفته عن طريق الحرير الجديد

من الصين للعالم.. كل ما تود معرفته عن طريق الحرير الجديد

افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ -اليوم الجمعة- قمة “طرق الحرير الجديدة” التي تستمر ليومين بمشاركة ممثلين عن 150 بلدا، وتهدف الصين من خلالها التسويق للمبادرة التي ستجعلها محورا للعلاقات الاقتصادية العالمية.

ويعرف المشروع رسميا باسم “الحزام والطريق”، وهو مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير القديم، ويهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل ذلك بناء مرافئ وطرقات وسككا حديدية ومناطق صناعية.

ويعود تاريخ طريق الحرير القديم إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويشير الاسم إلى شبكة الطرق البرية والبحرية التي ربطت بين الصين وأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، بطول يتعدى عشرة آلاف كيلومتر.

أما الطريق الجديد، فهو مشروع صيني عملاق تشارك فيه 123 دولة، تريد الصين من خلاله تسريع وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى.

وفيما يأتي أبرز المعلومات المتعلقة بالمشروع:

– بدأت محاولات الصين لإحياء طريق الحرير بداية تسعينيات القرن الماضي، عبر ما عُرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي الذي يصل بين الصين وكزاخستان ومنغوليا وروسيا، ويصل إلى ألمانيا عبر سكك حديدية.

– في نهاية عام 2013 تم الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق على لسان الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكان التركيز الأول على الاستثمار في البنية التحتية والسكك الحديدية والطرق السريعة.

– يغطي المشروع 66 دولة في ثلاث قارات، هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، وينقسم إلى ثلاثة مستويات، تشمل مناطق محورية ومناطق للتوسع ومناطق فرعية.

– يتضمن المشروع فرعين رئيسين: البري “حزام طريق الحرير الاقتصادي”، والبحري “طريق الحرير البحري”.

– يمتد طريق الحرير البحري من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط، أما الفرع البري من المبادرة فيشمل ست ممرات هي:

1- الجسر البري الأوراسي الجديد الذي يمتد من غربي الصين إلى روسيا الغربية.

2- ممر الصين – مونغوليا – روسيا الذي يمتد من شمالي الصين إلى الشرق الروسي.

3- ممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين إلى تركيا.

4- ممر الصين – شبه جزيرة الهند الصينية الذي يمتد من جنوبي الصين إلى سنغافورة.

5- ممر الصين – باكستان الذي يمتد من جنوب غربي الصين إلى باكستان.

6- ممر بنغلاديش – الصين – الهند – ميانمار الذي يمتد من جنوبي الصين إلى الهند.

– منذ إطلاق الرئيس الصيني المشروع، استثمرت بلاده ثمانين مليار يورو في مشاريع متعددة، كما قدمت المصارف قروضا بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار يورو.

– روسيا وباكستان أبرز الدول الداعمة للمشروع، وهو ما ظهر من مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في هذه القمة إلى جانب 35 رئيسا ورئيس وزراء من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

– يدعم المشروعَ أيضا بريطانيا وتركيا ودول صغيرة مثل اليونان التي اعتبر وزير خارجيتها أنه يمثل قمة الانفتاح الاقتصادي في الوقت الذي تلجأ فيه الكثير من دول العالم إلى الانغلاق على نفسها اقتصاديا وسياسيا.

– وسط تنامي نفوذ الصين والشكوك الغربية حول نواياها، يزداد قلق الأوروبيين والأميركيين إزاء المشروع، وظهر هذا جليا في اقتصار مشاركة هذه الدول في القمة التي بدأت اليوم على الوزراء، بينما لم ترسل واشنطن أحدا.

– الاستثناء الأوروبي الوحيد كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي انضمت بلاده إلى المبادرة الصينية في مارس/آذار، لتكون أول دولة من مجموعة السبع تقدم على هذه الخطوة.

– حتى الآن وقعت 126 دولة و29 منظمة دولية اتفاقات تعاون مع بكين في إطار المشروع، لكن هذه الاتفاقات لا تنص على دعم غير مشروط للمشروع الصيني، بل يقترح بعضها التعاون في دولة ثالثة أو في مجال استثمار.

– يربط خط سكك حديدية الصين بأوروبا، ويصل 62 مدينة صينية بـ51 مدينة أوروبية متوزعة على 15 دولة. وقامت تلك القطارات بـ14,691 رحلة منذ إطلاقها عام 2011. ومن المقرر أن تربط سكتا حديد الصين بلاوس وتايلند.

– تجاوزت القيمة الإجمالية للبضائع المتبادلة في الاتجاهين ثلاثين مليار يورو عام 2018.

– في كينيا، تصل سكة حديد مسماة “طرق الحرير” العاصمة نيروبي بمومباسا التي تحتوي على المرفأ الأبرز في البلاد المشرف على المحيط الهندي.

– وفي أوغندا، تم تعبيد طريق حديث يبلغ طوله خمسين كيلومترا إلى المطار الدولي بالأموال الصينية، كما تكفلت الصين بتحويل مدينة ساحلية صغيرة في تنزانيا إلى ميناء قد يصبح أكبر موانئ القارة الأفريقية.

– في باكستان شيّدت سلسلة مشاريع بنى تحتية شملت طرقا وسككا حديدية ونقاط إنتاج طاقة، لتربط الساحل الجنوبي للبلاد بمدينة كشغار الصينية (شمال غرب)، كما يتضمن هذا المشروع الذي يسمى “الممر الاقتصادي الصين-باكستان”، تشييد طرق سريعة وسدود كهرمائية وإدخال تعديلات على مرفأ غوادر الباكستاني على بحر العرب.

– تسعى باكستان عبر المشروع لتعزيز نموها القومي، أما الصين فتهدف لتأمين طريق أكثر سرعة وأمانا عبر هذا الطريق البحري لوارداتها النفطية من الشرق الأوسط.

– تقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن الإنتاج الصناعي الصيني الفائض يعد أحد أهم الدوافع التي تقف خلف المبادرة. فعلى سبيل المثال، تنتج الصين نحو 1.1 مليار طن من الفولاذ سنويا، ولكنها لا تستهلك داخليا إلا 800 مليون طن.

– يرى منتقدو المشروع أنه يعمل على تعزيز مواقع ونفوذ الشركات المتمركزة في الصين بشكل أساسي، وينصب في الوقت ذاته “أفخاخا من الديون” للبلدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية، لكن الصين تؤكد أن المبادرة تشمل مجموعة مشاريع تخدم البيئة وقابلة للاستمرار ماليا دون فساد.

الجزيرة