تفاصيل عملية الإنزال الأميركية “السرية” لاستهداف البغدادي في إدلب السورية

تفاصيل عملية الإنزال الأميركية “السرية” لاستهداف البغدادي في إدلب السورية

تتوالى الأنباء التي تشير إلى مقتل زعيم تنظيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، خلال عملية إنزال أميركية فجر اليوم الأحد، في منطقة باريشا شمالي محافظة ادلب السورية، دون أن تعلن واشنطن ذلك رسمياً حتى الآن، بانتظار نتائج تحليل عينات الحمض النووي.

ونقلت شبكات إعلامية أميركية عن مسؤول في البنتاغون قوله إن زعيم “داعش” قتل نفسه عبر تفجير سترة ناسفة كان يرتديها مع اقتراب عناصر القوة الأميركية، بينما كان أفراد أسرته حاضرين.

وحسب المصدر، فانه لم يصب أي طفل في الغارة الأميركية، لكن قُتلت زوجتان له ربما من جراء انفجار السترة الناسفة.

وقال المسؤول ذاته إن البغدادي قتل في عملية وصفها بـ”السرية”، صادق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونفذتها مروحيات في إدلب، شمال غرب سورية، بحسب ما نقلت عنه مجلة “نيوزويك” الأميركية. وقبيل هذه الأنباء، غرّد الرئيس الأميركي على “تويتر” قائلاً “شيء كبير للغاية حدث للتو”، دون أن يدلي بمزيد من التوضيح، فيما أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيدلي بتصريح “مهم جداً” في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي اليوم الأحد (13:00 بتوقيت غرينتش).

وبشأن تفاصيل العملية، أوردت مجلة “نيوزويك” أن قيادة العمليات الخاصة الأميركية كلّفت فريقاً بتنفيذ العملية بعد تلقي معلومات من الاستخبارات الأميركية، مضيفة أن الفريق اقتحم مجمعاً كان البغدادي فيه، ووقع اشتباك بالأسلحة النارية لوقت وجيز، ثم قتل البغدادي نفسه بتفجير سترة ناسفة.

الفريق اقتحم مجمعاً كان البغدادي فيه، ووقع اشتباك بالأسلحة النارية لوقت وجيز، ثم قتل البغدادي نفسه بتفجير سترة ناسفة


وحسب مصادر محلية تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن عملية إنزال جوي حصلت عند الساعة الواحدة فجر اليوم بتوقيت دمشق في منطقة باريشا شمالي إدلب، شاركت فيها مروحيات وطائرات F-16، واستمرت أصوات الاشتباكات في المنطقة نحو ثلاث ساعات، قبل أن تقصف طائرة حربية الموقع بصواريخ موجهة.

وأكدت المصادر أن ما بين ست إلى ثماني مروحيات، ترافقها طائرة حربية، حلقت بشكل دائري في منطقة باريشا قرب الحدود التركية وأطلقت عدة طلقات من رشاشاتها وصواريخ صغيرة الحجم.

وأوضحت أنه في المنطقة التي حلقت فيها المروحيات، يوجد العديد من المقرات العسكرية لفصيل “حراس الدين” المبايع لتنظيم القاعدة، و”الحزب التركستاني الإسلامي”، مشيرة إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل خلال العملية، هم ثلاثة رجال وثلاث نساء وطفلة.

وذكرت وكالة “سمارت” المحلية أن الطائرات المروحية نفذت إنزالاً على منزل مكون من طابقين لشخص ملقب بـ”أبو محمد الحلبي”، معروف بين الأهالي بأنه مدني، حيث ألقوا القبض عليه بعد اشتباكات مع مسلحين في الحي، وبعد الانسحاب نفذت المروحيات والطائرات الحربية عدة غارات على مكان الاشتباك.

الطائرات المروحية نفذت إنزالاً على منزل مكون من طابقين لشخص ملقب بـ”أبو محمد الحلبي”

وقالت المصادر إنه لم يعرف ما إذا كان قتل البغدادي أو أسره مقاتلو المهام الخاصة الذين نفذوا الإنزال الجوي، مؤكدة أن البغدادي كان في المكان المستهدف، وقد وصل الى هناك عصر أمس السبت وبقي عدة ساعات قبل بدء الهجوم.

وأوضح المصدر أن عناصر “هيئة تحرير الشام” ضربوا طوقاً أمنياً حول مكان الإنزال الجوي، وتأكدوا من وجود البغدادي بعد سؤال أهالي الحي والأطفال “ما إذا شاهدوا صاحب هذه الصورة في الحي”، حيث أجابوا أنهم شاهدوه عصر السبت يدخل الحي.

وكانت “هيئة تحرير الشام” قد أعلنت يوم الخميس، 18 يوليو/ تموز 2019، أن المرافق الشخصي للبغدادي قتل في اشتباك معها في محافظة إدلب، وذلك بعد تقارير إعلامية تفيد بأنه محتجز لديها.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8 طائرات مروحية أقلعت من داخل الأراضي التركية رافقتها طائرة حربية شاركت في العملية، حيث اشتبكت المروحيات مع عناصر متحصنة في منزل قرب منطقة غرب قرية باريشا في إدلب في موقع يسيطر عليه تنظيم “حراس الدين” وعناصر من تنظيم “داعش”، حيث استهدفت المروحيات مواقع التنظيمات بضربات مكثفة وعنيفة لمدة نحو 120 دقيقة، ترافقت مع استهداف مسلحي التنظيمين للمروحيات بالأسلحة الثقيلة.

استهدفت المروحيات مواقع التنظيمات بضربات مكثفة وعنيفة لمدة نحو 120 دقيقة

وحسب المرصد، فإن مشاركة هذا العدد من المروحيات تشير إلى أن العملية كانت تتضمن إنزالاً ورغبة في اعتقال البغدادي الذي كان متحصناً في ذلك المنزل، الذي يخص “قيادياً جهادياً” كان قد اشتراه قبل أيام، وعرّف عن نفسه أمام أهالي المنطقة بأنه مواطن حلبي، دون أن يكون أكيداً إذا كان البغدادي أم لا، مشيراً إلى سقوط 9 قتلى نتيجة العملية من بينهم القيادي وزوجته وعدد من الأطفال.

وأظهر تسجيل مصور نشره ناشطون من المنطقة تدمير الموقع بشكل كامل.

وتسيطر على محافظة إدلب فصائل تندرج تحت راية “الجيش الوطني السوري” و”هيئة تحرير الشام”، إضافة إلى بعض الفصائل الجهادية المقربة من تنظيم القاعدة. وكثيراً ما يعلن “الجيش الوطني” و”تحرير الشام” عن عمليات تستهدف خلايا تنظيم “داعش” في محافظة إدلب.

وبالنسبة لمنطقة باريشا التي وقع في الهجوم، فهي تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، لكن ثمة حضوراً قوياً فيها لتنظيم “حراس الدين” المقرب من القاعدة، والذي سبق أن استهدفته غارة أميركية في 30 يونيو/ حزيران الماضي. كذلك سبق للبنتاغون أن استهدف قادة لتنظيم “القاعدة” في إدلب، أبرزهم الرجل الثاني في التنظيم أبو الخير المصري، في 26 فبراير/ شباط 2016.

وكان آخر ظهور مصور للبغدادي في 29 من إبريل/ نيسان الماضي، إلى جانب ثلاثة رجال ملثمين، تحدث خلاله عن بطولات عناصره، متوعداً بمزيد من العمليات حول العالم.

العربي الجديد