أدى القصف الروسي المستمر منذ أربعة أشهر إلى ترجيح كفة النظام السوري في الحرب، فبمساعدة الطيران الروسي وقوات حزب الله اللبناني والمقاتلين الإيرانيين تمكنت قوات النظام السوري من استعادة أراض على جبهات رئيسية في غرب البلاد وشمالها.
وتقدمت قوات النظام السوري نحو الحدود التركية في هجوم كبير تدعمه روسيا وإيران، وتقول المعارضة المسلحة إن الهجوم يهدد مستقبل الثورة السورية التي اندلعت منذ نحو خمس سنوات احتجاجا على حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال عبد الرحيم النجداوي -من جماعة لواء التوحيد المعارضة- “كل وجودنا مهدد وليس فقط خسارة مزيد من الأرض”، وأضاف “هم يتقدمون ونحن ننسحب في وجه هذا القصف العنيف، علينا أن نخفف من خسائرنا”.
وقال معارضون وسكان إن قوات النظام وحلفاءها باتوا على بعد نحو خمسة كيلومترات تقريبا عن بلدة تل رفعت الخاضعة لسيطرة المعارضة، وهو ما يجعلهم على بعد نحو 25 كيلومترا فقط من الحدود التركية.
تهجير
ودفع الهجوم على ريف حلب الشمالي في شمال سوريا عشرات الآلاف من السكان للفرار نحو تركيا التي تؤوي على أراضيها أكثر من مليونين ونصف المليون لاجئ سوري، وهو أكبر تجمع للاجئين في العالم.
ودفع القصف الروسي المكثف خلال اليومين الماضيين على بلدتي عندان وحريتان شمال غربي حلب آلافا من المدنيين للفرار، بينما لا يزال نحو 350 ألف شخص يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحلب والبلدات والقرى المحيطة بها، وهي مناطق قد تسقط قريبا في يد قوات النظام.
ويسعى النظام السوري لاستعادة السيطرة الكاملة على حلب التي كانت أكبر المدن السورية قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل خمس سنوات، وهو ما سيشكل -في حال حصوله- مكسبا إستراتيجيا كبيرا للنظام في تحديد مستقبل الصراع الذي أودى بحياة 250 ألف شخص على الأقل وشرد 11 مليونا.
وبعد أسبوع من القصف والغارات الجوية الروسية المكثفة اخترقت القوات الحكومية والمتحالفون معها دفاعات المعارضة ليصلوا إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب، وهو ما ضيق الخناق على خطوط إمداد المعارضة القادمة من تركيا.
وأدت استعادة بلدة ماير وبعدها كفين إلى الشمال مباشرة من بلدتي نبل والزهراء خلال الساعات الماضية إلى فتح الطريق باتجاه تل رفعت وهي الهدف التالي لهجوم قوات النظام، وباستعادتها لن تفصل هذه القوات عن الحدود التركية سوى بلدة إعزاز.
وتدعم تقدم قوات النظام كذلك بشكل غير مباشر بوحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مدينة عفرين جنوب شرقي إعزاز، وقالت المعارضة إن هذه الوحدات سيطرت على سلسلة من القرى، منها الزيارة والخريبة في اليومين الماضيين.
الجزيرة نت