نحو مئة حالة اختناق في قصف بـ”غازات سامة” على حلب

نحو مئة حالة اختناق في قصف بـ”غازات سامة” على حلب

سوريا- أصيب نحو مئة شخص بحالات اختناق في مدينة حلب شمال سوريا إثر تعرضهم لقصف بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي “غازات سامة”، الأحد.

وقالت مصادر طبية في مشفيي الرازي والجامعة في المدينة “تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة”، مشيرة الى أن الإصابات ناجمة عن استهداف “المجموعات الإرهابية” أحياء سكنية في حلب “بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف تسبب في إصابة العشرات بمشكلات في التنفس مساء السبت في حلب في حين أسفر قصف حكومي عن مقتل تسعة أشخاص في قرية في إدلب.

وهذا هو أكبر عدد للضحايا في حلب منذ أن استعادت القوات الحكومية وحلفاؤها السيطرة على المدينة من المعارضة قبل قرابة عامين.

ونفى مسؤولون من المعارضة استخدام أسلحة كيماوية واتهموا حكومة دمشق بمحاولة توريطهم.

استهداف بالغازات السامة
واتهمت روسيا، الحليف الرئيسي لدمشق، مقاتلي المعارضة السورية بإطلاق قذائف بغاز الكلور على المدينة وقالت إن ذلك أسفر عن تسمم 46 شخصا بينهم ثمانية أطفال.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مقاتلي المعارضة قصفوا حلب من منطقة لخفض التصعيد في إدلب يسيطر عليها مسلحو جبهة النصرة الذراع السابقة لتنظيم القاعدة.

وأضافت روسيا أنها تعتزم إثارة هذه المسألة مع تركيا التي تدعم بعض عناصر المعارضة والتي توسطت مع موسكو في اتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب.

وقال قائد شرطة حلب عصام الشلي لوسائل إعلام حكومية “إن المجموعات الإرهابية استهدفت مساء اليوم (السبت) الأحياء السكنية في مدينة حلب بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين المدنيين”.

وأضاف “تم إسعافها إلى مشفيي الرازي والجامعة لتقديم العلاج اللازم لها نتيجة للمادة المخرشة التي استنشقوها جراء تلك القذائف ونتابع الإجراءات مع الطواقم الطبية في المشافي”.

كما اتّهم الإعلام الرسمي السوري فصائل معارضة بقصف حيّين في مدينة حلب بـ”قذائف صاروخية تحوي غازات سامّة” ممّا أسفر عن “إصابة 50 مدنياً بحالات اختناق”.

وليست هذه المرة الأولى التي يتّهم فيها الإعلام الرسمي السوري فصائل معارضة بإطلاق قذائف تحتوي على “غازات سامّة” على أحياء في حلب.

وفي أكتوبر 2016 اتّهم الإعلام الرسمي السوري فصائل معارضة بشن هجوم على المدينة بواسطة “غازات سامّة” مما أسفر عن إصابة 35 شخصاً بحالات اختناق.

وفي الأشهر الأخيرة اتّهم النظام السوري وحليفه الروسي الفصائل المعارضة في محافظة إدلب المجاورة لحلب بامتلاك أسلحة كيميائية.

وسبق لدمشق وموسكو أن اتّهمتا الفصائل المعارضة بأنّها تريد استخدام هذه الأسلحة ضد مناطق مأهولة بالسكّان خاضعة لسيطرتها لكي تتّهم لاحقاً قوات النظام بشنّ هجوم كيميائي ضد مدنيّين.

اتهام المعارضة
وقال نقيب الأطباء في حلب زاهر بطل “ليس من الممكن أن نعرف ما هي أنواع الغازات لكن شككنا بغاز الكلور وعالجنا على هذا الأساس بسبب الأعراض”. وأشار بطل إلى إن هذا هو الهجوم الأول من نوعه على مدينة حلب منذ بدء الصراع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال المتحدث باسم حركة نورالدين الزنكي المعارضة عبدالسلام عبدالرزاق إن المعارضين لا يملكون أسلحة كيماوية وليس لديهم القدرة على إنتاجها.

وأضاف عبد الرزاق على تويتر يقول “النظام المجرم وبتعليمات من روسيا يحاول اتهام الثوار باستخدام مواد سامة ضد ماقع في مدينة حلب وهذا محض كذب فالثوار لا يملكون سلاحا كيميائيا ولا مختبرات لتجهيزه ولا يمتلكون أغلب وسائط الاستخدام”.

وخلال سنوات النزاع الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص، اتُّهمت الحكومة السورية مراراً بتنفيذ هجمات كيميائية في مناطق تحت سيطرة الفصائل، الأمر الذي نفته دمشق نفياً باتّاً. وفي محافظة إدلب، قتل في 4 أبريل 2017، أكثر من 80 شخصاً بينهم 28 طفلاً جرّاء قصف بغازات سامة استهدف مدينة خان شيخون.

وأكّد خبراء اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في وقت لاحق استخدام غاز السارين في الهجوم الذي حمّلوا النظام السوري مسؤوليته وهو ما نفته دمشق.

وفي مدينة دوما، التي شكّلت أبرز معقل للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، قتل في أبريل الماضي أكثر من 40 شخصاً وفق مسعفين وناشطين جرّاء هجوم بغازات سامّة، ونفت دمشق وحليفتها موسكو حصول هجوم من هذا النوع.

وفي نهاية أغسطس 2016 اتّهمت لجنة تحقيق أمميّة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية تنظيم الدولة الإسلامية بشنّ هجوم بغاز الخردل على مارع في محافظة حلب في 2015.

العرب