برهم صالح يساند المراءة العراقية ويستذكر تاريخها

برهم صالح يساند المراءة العراقية ويستذكر تاريخها

 

 

الباحثة شذى خليل*

شهد تاريخ العراق الحديث والمعاصر حركات سياسية واجتماعية واقتصادية آمنت بدور المرأة ، وسعت من أجل أن يكون لها دور فاعل .
وكما هو معروف ، فإن العراق بعد تكوين الدولة الحديثة سنة 1921 ، أفسح المجال لعمليات بناء مترابطة ، ووضعت الحكومات المتعاقبة الأسس لبناء تعليم حديث ، وإدارة حديثة ، وجيش حديث ، وصحة حديثة ، واقتصاد متطور ، وعلاقات اجتماعية جديدة بين مكونات المجتمع العراقي الحديث ، وشهد الاقتصاد العراقي ثورة حقيقية انعكس تأثيرها على بنية المجتمع وأفكاره وفنونه وقيمه وتقاليده وأعرافه ، وواجهت تلك العمليات بعض التلكؤات والمنغصات ، لكنها لم تمنع من أن تأخذ المرأة العراقية دورها سواء في مجال الأسرة أو العمل في القطاعين العام والخاص .
تمتعت المرأة العراقية بحقوق جيدة في مجالات متعددة ، ولكن وبالنظر للظروف الاستثنائية التي مر بها العراق ، فقد واجهت تحديات كثيرة تمثلت في الحروب المتوالية والحصار الاقتصادي والنزاعات الداخلية وفقدان الأمن الإنساني ، كل ذلك جعلها تعاني من تحمل أعباء اقتصادية واجتماعية ثقيلة .
ففي يوم الجمعة الثامن من مارس من العام الحالي ألفين وتسعة عشر ، هنأ فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ، المرأة العراقية ونساء العالم بمناسبة عيدهنّ العالمي.
وقال صالح ، في رسالة بعثها بالمناسبة ، قال ان عيد المرأة يأتي هذا العام ونحن نستذكر الدور الريادي للمرأة العراقية في سفر الحياة ، وسعيها الجاد لنيل حقوقها المشروعة للمساهمة في بناء المجتمع العراقي.
وأضاف صالح في رسالته ، تحتفل دول العالم وشعوبها هذا اليوم بعيد أيقونة المجتمع ونواة الأسرة لتقف فيه على ما تحقق من إنجازات على صعيد منح المرأة حقوقها المستحقة ، التي فرضتها الضرورة ، وأوجبتها كل الشرائع السماوية ، وأقرتها العديد من القوانين والتشريعات.
واستذكر رئيس الجمهورية دور المراءة الريادي في بناء المجتمع مؤكداً ان عيد المرأة يأتي هذا العام ونحن نستذكر الدور الريادي للمرأة العراقية في سفر الحياة وسعيها الجاد لنيل حقوقها المشروعة للمساهمة في بناء المجتمع العراقي وتطوره وازدهاره الى جانب اخيها الرجل ، كما نستعيد معها تاريخاً مشرقاً في النضال والبناء والتضحية والتربية.
وشدد فخامته اننا اليوم امام مسؤولية انسانية وتاريخية تحثنا للدعوة الى مناهضة العنف ضد المرأة وحمايتها وتمكينها في المجتمع ، متمنياً بهذه المناسبة ان تضطلع المرأة بدورها الطليعي في البناء والاعمار والمشاركة في اتخاذ القرارات ، وتبوء المناصب العليا في مفاصل الدولة.
واختتم رئيس الجمهورية رسالته بتحية تقدير للعراقيات الصابرات والمبدعات في جميع مجالات الحياة.

نساء أرخهن التاريخ:
نستطيع أن نقول إن المرأة العراقية لم تكن عادية في ما تركته من إنتاج ، بل كان نتاجها متميزا وزاخرا بالكثير من القيم الفنية والاعتبارية ، سواء على الصعيد الوطني أو العربي أو الإنساني ، وليس من السهولة حصر نشاط المرأة في عملية البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، فذلك يحتاج الى جهد ووقت كبيرين ، لكن ما يجب أن نؤشر هنا أن التاريخ العراقي الحديث والمعاصر مليء وزاخر بالصفحات التي تتحدث عن النساء العراقيات وما قدمن لبلدهن في شتى المجالات.
فالعراق كان أول بلد عربي تستوزر فيه المرأة ، فلقد عينت الدكتورة نزيهة جودت الدليمي وزيرة للأشغال والبلديات سنة 1959 ، واختيرت الدكتورة سعاد خليل إسماعيل (1928-1995) لتكون وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي سنة 1963 ، كما عرفنا في العراق شاعرات مجيدات سجلت بعضهن ريادة على مستوى الإبداع الشعري أمثال فطينة حسين عبدالوهاب النائب (1917-1993) والتي اشتهرت باسمها المستعار “صدوف العبيدية”، والشاعرة نازك الملائكة (1923-2007) والشاعرة عاتكة وهبي الخزرجي (1926- 1997) والشاعرة صبرية نوري قادر (1928- ) والشاعرة لميعة عباس عمارة (1929- ) ، والدكتورة باكيزة أمين خاكي (1931- ) ، والدكتورة رباب عبدالمحسن الكاظمي (1918-1998) وابتهاج عطا أمين (1927- ) ، وزهور دكسن (1933- ) ، وشفيقة علي حسين ، ومي مظفر ، والدكتورة بشرى البستاني ، وآمال عبدالقادر الزهاوي ، وفائدة آل ياسين ، وأمل ظاهر حسن الجبوري .
وفي ميدان الموسيقى والبحث الموسيقي اشتهرت شهرزاد قاسم حسن ، وآمال إبراهيم محمد.
وعلى صعيد النقد الأدبي كانت هناك نسوة كثيرات منهن الدكتورة بشرى موسى صالح.
وعلى مستوى القصة والرواية والكتابة للمسرح ، كانت هناك ديزي الأمير ، وسهيلة داؤود سلمان ، ولطفية الدليمي ، وسالمة صالح ، وبثينة الناصري ، وميسلون هادي خماس ، وابتسام عبدالله ، وازدهار سلمان ، وإرادة الجبوري .

وفي المجال الطبي لمعت أسماء لطبيبات عراقيات شهيرات ، منهن الدكتورة سانحة محمد أمين زكي ، والدكتورة لميعة طه البدري ، والدكتورة سيرانوش الريحاني ، والدكتورة لمعان أمين زكي (1924-2000) والدكتورة صبيحة عبدالرزاق مصطفى الدباغ ، والدكتورة آمنة صبري مراد ، والدكتورة أمل علي مال الله الخطيب ، والدكتورة بثينة توفيق النعيمي والتي كانت أول طبيبة في العراق أجرت تجربة تحديد جنس الجنين .
أما في حقل التمريض فعرفنا جانيت حبيب توما ، وبديعة محمد نجيب الشريفي ، والتي حصلت على ماجستير في التمريض من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1973 ، ولها نشاطاتها المتفردة في جمعيات تنظيم الأسرة ، فضلا عن ما ألفته في مجال البحث العلمي في التمريض وطب التوليد والأمراض النسائية.
وفي حقل الفن الإسلامي تميزت بلقيس محسن القزويني ، والتي درسته في جامعة درهام ببريطانيا ، وفي حقل الهندسة المعمارية من منا لا يتذكر زها محمد حديد ، ومن المؤرخات الدكتورة مليحة رحمة الله ، والدكتورة واجدة الاطرقجي ، والدكتورة باكزة رفيق حلمي (1924-2003) ، ونبيلة عبدالمنعم ، والدكتورة ناجية عبدالله ابراهيم ، والدكتورة صباح إبراهيم الشيخلي ، والدكتورة خولة شاكر الدجيلي .
وعلى مستوى الصحفيات لدينا بولينا حسون صاحبة مجلة “ليلى” ، ومريم روفائيل نرمة (1890-1927) وسلوى زكو ، وسلام خياط ، وندى شوكت ، والدكتورة انعام كجه جي ، وأسماء محمد مصطفى.

وفي حقل القضاء وجدنا نساء عراقيات متميزات ، ففضلا عن القاضية صبيحة الشيخ داؤود ، هناك رجاء الجبوري ، والقاضية رفيدة مزاحم عبد الواحد الشابندر ، والقاضية ساجدة محمد محمود الكبيسي ، والقاضية سعاد عبدالوهاب الدباغ .
وشهد العمل الجامعي الأكاديمي أستاذات بارزات تلقيت على أيدي بعضهن جانبا مما تعلمته في علم النفس التكويني ، وأخص بالذكر الدكتورتين نعيمة الشماع وسلوى عقراوي.
كما برزت في قضايا التربية الدكتورة طاهرة عيسى الرفاعي ، والدكتورة حنان الجبوري.
وفي حقل الكيمياء برعت البرتين إيليا حبوش ، والدكتورة ساجدة عبد الحميد خليل الهاشمي .
وفي ميدان الرياضيات برزت رني بشير سرسم ، وثانية آل حسين النافوسي .
وفي الفيزياء عرفت عالية الموسوي ، وبتول بلاوة الغراوي .

وفي اللغة الانكليزية اشتهرت في زماننا ، وعندما كنا طلابا في جامعة بغداد أوائل الستينيات من القرن الماضي ، الدكتورة ايمي سكويرة ، كأفضل أستاذة في اللغة الانكليزية ، ولا يجب أن ننسى في هذا المجال الدكتورة حياة محمد شرارة (1935-1997) ، والتي تميزت باهتمامها بالأدب الروسي ، وكوثر محمد خير الجزائري .
وفي الأدب القرآني نجد الدكتورة ابتسام مرهون الصفار والتي كان لها دراسات أصيلة في هذا الميدان.
وفي فن تنسيق الزهور برعت نجيبة صابر ، وفي الفنون التشكيلية برزت كثيرات من النسوة منهن الفنانة نزيهة سليم (1927-2008 ) ، والفنانة وداد الاورفلي ، والفنانة حياة جميل حافظ ، والفنانة نادرة عزوز ، والفنانة ليلى العطار ، والفنانة ليزا فتاح (1941-1992)، والفنانة سعاد العطار ، والفنانة بتول توفيق الفكيكي ، والفنانة نجاة سلمان حداد ، والفنانة مهين عبدالحسين مهدي الصراف ، والفنانة سميرة عبدالوهاب .
وفي فن النحت والكرافيك برزت خلود فرحان سيف ، وسها شريف يوسف وأخريات.
أما في الرسم على السيراميك فقد اشتهرت سهام حسن الشكرة ، والتي درست هذا اللون من الفن في ريجنت بولتكنيك بلندن ، وتدربت في أكاديمية الفنون في براغ ، وأقامت العديد من المعارض داخل العراق وخارجه ، وعرفنا كذلك في هذا الفن سهام السعودي (1941-1994) ، والتي تدربت في ايطاليا سنة 1972 وساجدة المشايخي .
وفي مجال الغناء كانت هناك سليمة مراد (1905-1974) وصديقة الملاية (1909-1974) ، وسلطانة يوسف ، ومنيرة الهوزوز ، وعفيفة اسكندر ، وزهور حسين ، واحلام وهبي ، ومائدة نزهت ، وسيتا هاكوبيان ، وأمل خضير ، وأنوار عبدالوهاب.
وفي المقام اشتهرت فريدة محمد علي .

وفي الرواية اشتهرت سافرة جميل حافظ.
وعرفنا في ميدان الإخراج السينمائي خيرية عباس حسن المنصور .
وفي تدريس الصحافة برزت الدكتورة حميدة مهدي سميسم ، والدكتورة سؤدد القادري.
وفي جانب العمل الإذاعي والتلفزيوني برزت كلادس يوسف ، وأمل المدرس ، وخيرية حبيب.
وفي حقل التمثيل المسرحي والسينمائي برزت زينب فخرية عبد الكريم (1931- 1998) وناهدة الرماح ، وازادوهي صاموئيل ، وسهام السبتي ، وعواطف نعيم ، وإيناس طالب ، وغيرهن.
وفي مجال التربية والتعليم ، برزت العديد من المعلمات والمدرسات ومديرات المدارس اللواتي قمن بواجباتهن على أكمل وجه ، ونذكر منهن رشدية الجلبي ، وماهرة حسين عبد الوهاب النقشبندي ، وكواكب جلميران ، والهام إبراهيم عبدالامير ، وفيضية حسين الخشاب ، وراجحة العلي .
وتعد انيسة شكارة ، خبيرة وباحثة في كساح الاطفال ، وقد تدربت في المستشفيات البريطانية.
كما اشتهرت نسوة في مجالات التوعية الدينية ، ونذكر في هذا المجال صابرة العزي ، واسمها خديجة محمود العزي السامرائي (1918-1995) ، وآمنة حيدر الصدر ، ابنة الهدى (1937-1980).

وعلى صعيد الترجمة ، وقفنا عند نسوة أفذاذ ، منهن أمل علي الشرقي ، وباهرة الجبوري ، وأزهار الملاح (1957-1989) وباحثة الجومرد ، ورسمية منور هاشم العزاوي ، وسعاد عبد علي .
كما برزت أستاذات في علم الاقتصاد والاحصاء ، منهن بتول جعفر الأنصاري ، والدكتورة ردينه عثمان الأحمد ، ووفاء كامل إبراهيم ، والدكتورة أمل شلاش.
وفي علم الاجتماع هناك الدكتورة فوزية العطية ، والدكتورة ناهدة عبدالكريم ، والدكتورة لاهاي عبدالحسين .
وفي الفلسفة الدكتورة نظلة أحمد نائل الجبوري.
وفي اللغة الكردية عرفنا الكثيرات ، منهن الدكتورة نسرين محمد فخري الصابونجي .
وفي الفيزياء جنان حامد جاسم ، وفي مجال المحاماة شهدنا بروز الكثيرات ، ومنهن ليلى حسين معروف (1940-1986).
وفي حقل علم الحاسبات وقفنا عند ليلى عبداللطيف ، والدكتورة جوان فؤاد معصوم التي عرفت بخبرتها في مجال علم الاتصالات.
وعلى مستوى الناشطات في مجال حقوق المرأة والبرلمانيات ، ثمة العديدات اللواتي يشار إليهن بالبنان ، منهن خالدة عبد الوهاب حبيب شلال القيسي ، وآمال كاشف الغطاء ، وميسون سالم الدملوجي ، وصفية السهيل .

وبرزت من النساء العراقيات ممن اهتممن بالمخطوطات وصيانة الممتلكات الثقافية كظمياء محمد عباس ، وباهرة القيسي .
كما عرفنا من النساء ممن اشتهرن بالفهرسة وعلم المكتبات أمثال زاهدة ابراهيم ، وغنية خماس صالح ، وأوديت مارون بدران ، وإيمان فاضل السامرائي .
وعرفنا ممن اهتممن بتوثيق التراث الشعبي ، غادة محمد سليم ، وبتول سلمان داؤود.
وفي العمل المكتبي اشتهرت غنية خماس صالح ، والهام بشير اللوس ، وأمل عبدالرحمن.
كما برزت عالمات آثار عراقيات ، منهن الدكتورة بهيجة خليل إسماعيل ، وسليمة عبد الرسول ، والدكتورة اعتماد يوسف القصيري ، وأمل متاب .
وفي مجال اللغة والنحو والتحقيق ، عرفنا الدكتورة بهيجة باقر الحسني ، والدكتورة خديجة عبدالرزاق الحديثي ، وبروين بدري توفيق.
وفي الكيمياء برزت الدكتورة ثناء جعفر الحسني ، وسعدية محمود الهاشمي .
وفي ميدان الخط ، برزت فرح عدنان احمد عزت.

أما في مجال البحث في الخط العربي ، فاشتهرت سهيلة الجبوري (1935-1991) ، وكان لها إسهامات فاعلة في مجالي الخط العربي والزخرفة الإسلامية.
واشتهرت انطلاق محمد علي ، وفي مجال رسوم الأطفال ، ولها عشرات التكوينات الصورية .
ومن الصحفيات ، برزت بديعة أمين ، ونرمين المفتي ، ومريم السناطي ، وإنعام كجه جي ، واعتقال الطائي ، ونازك الاعرجي .
ومن النسوة العراقيات ممن عملن على تأسيس وإدارة دور حضانة ورياض أطفال ، اليزة جبري ، وأديبة إبراهيم رفعت ، وهي أول من أسس في العراق دارا للحضانة سنة 1956 ببغداد ، كما أسست روضة أهلية للأطفال سنة 1973 ، وكانت من الناشطات الاجتماعيات منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي.
كما اشتهرت رفيعة جاسم العبدلي ، في مجال تربية الأطفال.

وبالمناسبة ، فإن المرأة العراقية سبقت غيرها من النساء العربيات في تشكيل الجمعيات والاتحادات النسائية ، ونذكر في هذا الصدد أولئك النسوة اللواتي أسسن جمعية النهضة النسائية ببغداد في 24 نوفمبر- تشرين الثاني 1923 ، ومنهن أسماء صدقي الزهاوي ، شقيقة الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي ، وحسيبة جعفر ، ونعيمة سلطان حودة ، وبولينا حسون الصحفية الرائدة ، ونعيمة السعيد زوجة نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي آنذاك ، وماري عبد المسيح وزير ، وكان لهذه الجمعية نشاط ملحوظ.
كما أسهمت المرأة العراقية في تأسيس جمعية الهلال الأحمر ، ومن أبرز من أسهم في تأسيس الفرع النسوي للجمعية سنة 1933 برعاية الملكة حزيمة زوجة الملك فيصل الاول 1921-1933 ، سعاد العمري ، وعلية سامي فتاح ، وصبيحة الشيخ داؤود ، وأسماء منير عباس ، ونزهت عقراوي ، وكان لجمعية بيوت الأمة التي أسسها فريق من مثقفي العراق في 11 أغسطس- آب 1935 ، فرع نسوي ضم الكثيرات أمثال علية يحيى قاسم ، وظفيرة جعفر ، وفخرية شيخون وبدرية علي.
كما كان للمرأة العراقية دور في نشاطات جمعية مكافحة العلل الاجتماعية التي تأسست ببغداد سنة 1937 ، وممن أسهمن في تأسيس هذه الجمعية السيدة فتوح الدبوني الحاصلة على شهادة متخصصة من جامعة مانشستر بانكلترا في مجال تعليم الصم والبكم ، وسارة الجمالي ، ومرضية الباجه جي ، وحسيبة الجيبة جي ، وشهبال فاضل ، وآسيا توفيق وهبي ، وعائشة خوندة.

ولا يمكن ان ننسى جهود الاتحاد النسائي العراقي ونشاطاته الاجتماعية والثقافية والذي أسس بغداد سنة 1945 ، استجابة للمقررات التي اتخذها مؤتمر الاتحاد النسائي العربي الأول الذي دعت إليه السيدة هدى شعراوي ، وانعقد في القاهرة سنة 1944 ، كمحاولة لتنسيق جهود المرأة العربية ، والعمل على تقرير حقوقها المدنية والسياسية.
وممن اسهمن في تأسيس الاتحاد آسيا توفيق وهبي (1901-1980) ، والتي تولت رئاسته للمدة من 1945 وحتى 1958 ، وحسيبة امين خالص ، وعزة الاسترابادي ، وعائشة خوندة ، وعفيفة البستاني ، وظفيرة جعفر ، ومرضية الباجه جي ، وفتوح الدبوني.
وكانت هناك جمعية البيت العربي التي تأسست ببغداد سنة 1948 لرعاية النساء والأطفال ، ومن أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية سنة 1958 أديبة إبراهيم رفعت ، والدكتورة لمعان أمين زكي ، ومحاسن الكيلاني ، والدكتورة سعاد خليل إسماعيل ، والشاعرة لميعة عباس عمارة ، وآمنة أحمد رمزي ، وفاطمة أحمد قدري ، ونزيهة الأعرجي.
وفي الاتحاد العام لنساء العراق ، برز عدد من الناشطات ، منهن شرمين جودت اليعقوبي ، وبتول غزال.
خلاصة القول ، لا يمكن انكار دور وأهمية المراءة في المجتمعات البشرية جمعاء ، فهي ليست نصف المجتمع كما يشاع ، بل هي الشريك الحقيقي والمساهم في بناء المجتمعات في القطاعات المختلفة كالاقتصاد والتعليم والسياسة .

ان المرأة العراقية سواء التي عاشت في الريف أو التي عاشت في المدينة ، ولم تشغل العمل الوظيفي أو الإداري أو الصحي أو الحقوقي ، لا يعني أنها كانت غائبة عن الإسهام في تكوين الدولة العراقية الحديثة ، وتطوير المجتمع ، وتزيده بما يحتاجه من الشباب والشابات ، فبقاؤها في البيت وتربيتها الأولاد والإخلاص في تهذيبهم وتعليمهم العادات الجيدة ، دليل أكيد على سمو دورها ، وحرصها على أن يرتفع البنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وجدير ببنات ونساء العراق اليوم أن يتذكرن تاريخ أمهاتهن وجداتهن ودورهن الكبير في تاريخ العراق ، وأن ينهضن للمشاركة في إعادة البناء ثانية بعد الذي أصاب بلدهن من احتلال وتخريب وتدمير طال كل بنى المجتمع ، وبذلك يثبتن أنهن أوفياء للعراق ولتاريخه الحضاري والإنساني العظيم ، ومع كل ذلك لم تصل المراءة العراقية الى طموحها الفعلي ، رغم الحقوق الممنوحة ، كونها لازالت تواجه تحديات جمة في المجال الاقتصادي ، والمشاركة في التنمية المستدامة في المجتمع .

وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث ولدراسات الاستراتيجية