البنوك الإماراتية: قصة نهضة اقتصادية وبنك المشرق نموذجًا للريادة

البنوك الإماراتية: قصة نهضة اقتصادية وبنك المشرق نموذجًا للريادة

الباحثة شذا خليل*
البداية: تاريخ البنوك في دولة الإمارات منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، أدركت القيادة الرشيدة أن بناء اقتصاد قوي ومتنوع يحتاج إلى قطاع مصرفي متين وحديث. ومع بداية السبعينيات، بدأ تأسيس البنوك الوطنية والأجنبية لتلبية متطلبات التنمية المتسارعة وتمويل مشاريع البنية التحتية العملاقة. وكان تأسيس المصرف المركزي الإماراتي في عام 1980 خطوة استراتيجية لضمان استقرار النظام المالي وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.
شهدت البنوك الإماراتية منذ ذلك الحين تطورات متلاحقة؛ فقد ساهمت في تمويل المشاريع النفطية وغير النفطية، ودعمت التجارة الدولية، وأسهمت بشكل مباشر في جعل الإمارات مركزًا ماليًا إقليميًا ودوليًا. ومع مرور الوقت، أصبح القطاع المصرفي الإماراتي أحد أكثر القطاعات تطورًا وانفتاحًا في منطقة الشرق الأوسط، بنسبة مساهمة تجاوزت 14% في الناتج المحلي الإجمالي.

بنك المشرق: ريادة في الابتكار ودعم الاقتصاد الوطني
تأسس بنك المشرق عام 1967، ليكون واحدًا من أقدم وأبرز البنوك الوطنية التي لعبت دورًا محوريًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي لدولة الإمارات. على مدار أكثر من خمسة عقود، برز البنك كرائد في تقديم حلول مصرفية مبتكرة تخدم الأفراد والشركات، وأسهم بشكل مباشر في:
تمويل المشاريع الاستراتيجية: من البنية التحتية إلى قطاعات التجارة والسياحة والعقار، ساعد بنك المشرق في تمويل مشاريع ضخمة شكلت العمود الفقري للاقتصاد الإماراتي.
دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: من خلال برامج تمويلية مرنة، ساعد البنك آلاف الشركات الناشئة على النمو، مسهمًا بذلك في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
التحول الرقمي: كان المشرق من أوائل البنوك التي استثمرت بقوة في التكنولوجيا المالية، مقدمًا منصات رقمية متطورة عززت تجربة العملاء وسرّعت من عمليات الدفع والتحويلات داخل وخارج الدولة.
التوسع الإقليمي والدولي: عبر فروعه في الخارج، ساهم المشرق في توسيع شبكة التجارة والاستثمار بين الإمارات والعالم.

اقتصاد ناجح ورؤية استشرافية
نجحت الإمارات بفضل نظامها المصرفي القوي، ومن ضمنه بنك المشرق، في تحقيق:
نمو اقتصادي مستدام تجاوز معدله السنوي 4% خلال العقود الأخيرة.
جذب استثمارات أجنبية مباشرة جعلت الدولة مركزًا عالميًا للأعمال والتمويل.
بنية تحتية مالية متقدمة تدعم الابتكار والاقتصاد الرقمي.

عبد العزيز الغرير: رمز القيادة المالية والإبداع الاقتصادي
في قلب قصة نجاح بنك المشرق يقف معالي عبد العزيز الغرير، رجل الأعمال البارز الذي جعل من الابتكار والإدارة الحكيمة منهجًا في قيادة البنك واتحاد مصارف الإمارات.
كـ رئيس مجلس إدارة بنك المشرق، استطاع معاليه تطوير استراتيجيات عززت مكانة البنك كأحد أهم المساهمين في دعم الاقتصاد الوطني. كما أن دوره في رئاسة اتحاد مصارف الإمارات أسهم في توحيد الجهود بين البنوك الوطنية والمصرف المركزي لضمان استقرار ونمو القطاع المالي في الدولة.
لقد جمع معالي عبد العزيز الغرير بين الرؤية الاقتصادية العميقة والخبرة البرلمانية الواسعة حين شغل سابقًا منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ليصبح صوتًا داعمًا للتشريعات والسياسات الاقتصادية التي عززت البيئة الاستثمارية في الإمارات.

الخاتمة: إرث اقتصادي مستدام
مع مرور 50 عامًا على تأسيس اتحاد مصارف الإمارات، يظل القطاع المصرفي ركيزة أساسية في مسيرة الإمارات نحو المستقبل. ويُعتبر بنك المشرق، بقيادة معالي عبد العزيز الغرير، مثالًا حيًا على كيف يمكن للمؤسسات الوطنية أن تلعب دورًا عالميًا في بناء اقتصاد قوي، مرن ومبتكر.
إن إنجازات معاليه هي إرث وطني نفخر به جميعًا، وستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة لتكمل مسيرة الريادة الإماراتية في القطاع المالي والاقتصادي.

وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية