كاد مطار السليمانية ان يصبح، محطة لتهريب أسلحة خفيفة ومتوسطة ولحساب جهة غير رسمية في العراق، لم يعرف من تكون لحد هذه اللحظة، ففي يوم الجمعة المصادف 31/10/2014 حاولت طائرة نقل روسية من نوع Ilyushin IL-76TD، تابعة لشركة طيران تدعى Shar Ink Ltd ، قادمة من تشيكيا ان تحط في المطار المذكور، لكن السلطات هناك منعتها، رغم ان وثائق حمولة الطائرة تؤكد ان الشحنة تتكون من مواد غذائية وسكائر.
ومع هذا لم يسمح للطائرة بالهبوط، وهو امر يحق لسلطات مطار السليمانية باتخاذه، وفقاً لاتفاقية شيكاغو، التي تقر بحفظ السيادة في مجال الدولة الجوي، الامر الذي دفع الطيار الى الاتصال بأبراج المراقبة في مطار بغداد طالبا السماح له بالهبوط، بسبب عدم كفاية الوقود المتوفر لديه، الذي لا يتيح له العودة ثانية من حيث جاء.
وفي مطار بغداد تبين ان الحمولة ليست كما تفيد وثائقها، بل انها اربعون طناً من اسلحة خفيفة ومتوسطة واعتدة متنوعة، إذ تم التحفظ عليها، بعد اجراء الكشف من قبل لجنة في المطار مخولة بتأكيد سلامة وصحة الحمولة وتوافقها مع شروط السلامة المتعارف عليها دولياً، وحينها تدخل السفير التشيكي في العراق، وطالب بتزويد الطائرة بالوقود الا ان ادارة المطار امتنعت عن ذلك، ابلغت مكتب رئيس الوزراء، الذي وجه به بحجز الطائرة وافراغ شحنتها، مؤكداً على سلامة اجراءات المطار في بغداد، وداعياً الى التحقيق الفوري في الموضوع.
وعليه تعهد السفير التشيكي، بأجراء تحقيق شفاف لمعرفة من هو المشتري؟ ومن هي الجهة المستفيدة من هذه الشحنة التي تنقلها طائرة مؤجرة؟، ولعلها الصدفة وحدها التي كشفت عن هذه الطائرة التي تحمل شحنات غير مصرح بها، إذ ينظر بعض الخبراء الأمنيين على أن الرقابة على الشحنات الجوية تعد الحلقة الأضعف في الإجراءات الأمنية، لكن الكثير منهم يرى أن تطبيق إجراءات مراقبة كاملة على طائرات الشحن الجوي – مثل المطبقة على طائرات الركاب – سيتسبب في تردي نظام خدمة الشحن الجوي مما يهدد بتوقفها.
على ان تشيكيا واحدة من الدول التي تنشط فيها منذ الاعوام الاولى للألفية الثانية شبكات لتهريب اسلحة ومعدات عسكرية الى “اشخاص في دول عربية”، من ضمنها قنابل مضادة للدبابات وبنادق كلاشنيكوف وانظمة مضادات ارضية متحركة، جرى الكشف عن نشاطها اكثر من مرة، من بينها تهريب اسلحة الى اليمن. ويبدو ان التحقيقات الجارية ستكشف لنا عن شبكة لتهريب السلاح، يحمل طياريها وثائق مزوّرة، وهي عادة تعود، دونما يعرف ما الذي كانت تقله.
هذا وسبق ان اتهم مسؤولون أمريكيون بارزون، في ايلول/سبتمبر 2012، إيران بشحن التجهيزات العسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية، لكن طهران الحليفة الرئيسة للنظام السوري أكدت أن هذه الشحنات عبارة عن مساعدات إنسانية.
والتساؤل الجدير بالطرح هنا لمن كانت هذه الاسلحة التي جرى التحفظ عليها؟ هل كان من المقرر ان يعاد نقلها الى مكان اخر؟ وهل اريد لها ان تصل بيد الميليشيات الطائفية في داخل العراق ام تنقل الى الخارج لدعم جماعات موالية لإيران تحديدا في البحرين ام السعودية؟، لاستخدامها في أثارة أعمال العنف والاضطرابات وتأجيج الطائفية بين السنه والشيعة.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية