بعد قرابة 50 يوماً على اغتيال الولايات المتحدة، زعيم “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، وقائد مليشيا “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، بضربة قرب مطار بغداد الدولي، اتفقت، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس، قيادات عراقية مسلحة توصف بأنها مرتبطة بإيران، على اختيار القيادي بمليشيا “كتائب حزب الله” العراقية عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ”الخال”، خلفاً للمهندس في رئاسة “هيئة أركان الحشد”، وهو منصب يعني القائد العسكري أو الميداني لـ”الحشد” العراقية البالغ عددها نحو 70 فصيلاً.
وقال القيادي بمليشيات “الحشد” أبو علي البصري، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إنّ “هيئة الحشد الشعبي عقدت اجتماعاً واتفقت من خلاله على تعيين القيادي في الحشد عبد العزيز (أبو فدك) بمنصب رئيس الأركان خلفاً لأبو مهدي المهندس”، مضيفاً أنّه “تم تبليغنا بأنّه سيتم توقيع الأمر الديواني بتعيين أبو فدك من قبل القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء)، خلال اليومين المقبلين بعد الاتفاق عليه”.
وقال مصدر مطلع في “الحشد الشعبي”، لـ”العربي الجديد”، اليوم الجمعة، إنه “رغم اتفاق بعض قادة الحشد على اختيار عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ(الخال)، لا تزال هناك خلافات واعتراضات على اختياره، خصوصاً من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وأطراف سياسية أخرى، لتورط الخال بعملية مهاجمة المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك التي نتج عنها مقتل وإصابة عشرات المتظاهرين، وكذلك عمليات خطف ناشطين ومهاجمة مكاتب فضائيات ووكالات عربية وأجنبية في الأسابيع الأولى للتظاهرات في بغداد، التي تفجرت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، وكذلك قضية مهاجمة السفارة الأميركية في العاصمة بغداد بوصفه أحد المهاجمين، والمتهمين أيضاً برشقات كاتيوشا تستهدف بين وقت وآخر مصالح أميركية بالعراق”.
وبيّن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ “اسم الخال رشح، منذ أكثر من أسبوعين، لكن بسبب الخلافات تم تأجيل حسم هذا الملف، ورغم الإعلان عنه في وسائل الإعلام إلا أنّ الأمر لم يحسم بشكل نهائي، لكن الإعلان جاء كعامل ضغط على بعض الأطراف الرافضة”.
وأضاف أنّ “هناك رسائل سياسية وصلت إلى الحكومة العراقية، وبعض الشخصيات السياسية الشيعية البارزة، بوجود تحفظ كبير على اختيار الخال، كما أنه يمثل الخط الإيراني داخل الحشد الشعبي، أو ما تعرف بـ(الفصائل الولائية) المرتبطة بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وليس الحكومة العراقية أو مرجعية النجف، كما أنه الرافض الأول لإعادة السكان لمدنهم في جرف الصخر والعويسات والعوجة ويثرب وبلدات أخرى، والتي ترفض فصائل مسلحة، منها مليشيا كتائب حزب الله، إخلاءها منذ سنوات”.
وختم المصدر بالقول إنّ “اختيار الخال ليكون خلفاً للمهندس، تم من قبل أبو علي البصري، وأبو منتظر الحسيني، وأبو إيمان الباهلي، وأبو آلاء الولائي، وليث الخزعلي، وأحمد الأسدي الذين يعدون أبرز قادة الفصائل الموالية لإيران”.
الى ذلك، قال الخبير في الجماعات المسلحة العراقية هشام الهاشمي، في حديث مع “العربي الجديد”، إنّ “أبو فدك، الذي تم الاتفاق على أن يكون بمنصب رئيس هيئة الأركان الحشد الشعبي خلفاً لأبو مهدي المهندس، اسمه الحقيقي عبد العزيز المحمداوي، ويلقب بالخال”، موضحاً أنّ “عبد العزيز المحمداوي (الخال) لديه صحبة طويلة مع قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، وتنظيمياً عمل مع منظمة (بدر) عام 1983، وكلّف بمهام الاستخبارات للمنظمة كمساعد لهادي العامري، عام 2004 رفض التخلي عن السلاح، وشكل مجاميع خاصة لقتال الأميركيين مرتبطة مالياً بمنظمة (بدر)”.
وأثارت عبارة “الخال” التي كتبها عناصر مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية المرتبطة بإيران، على جدار السفارة الأميركية ببغداد، انتباه العراقيين، إذ إنّ العبارة ذاتها رفعها المهاجمون الذين نفذوا مجزرة ساحة الخلاني والسنك في بغداد بحق المتظاهرين، والتي أسفرت عن مقتل 27 متظاهراً وجرح أكثر من 125 آخرين.
وكتب عناصر المليشيات على جدار السفارة عبارة “الخال” بعد اقتحامها وإضرام النيران في باحتها الأمامية، بينما حمل آخرون العبارة ذاتها أمام أبراج المراقبة الأميركية المحيطة بالسفارة.
ووفقاً لناشطين، فإنّ العبارة تؤكد أنّ مهاجمي متظاهري السنك والخلاني هم ذاتهم المشاركون في الهجوم على السفارة الأميركية.
و”الخال” هو لقب القائد العسكري زعيم مليشيا “كتائب حزب الله”، ويعتقد أنه أحد أبرز القيادات المليشياوية المرتبطة بإيران والمتورط بجرائم في سورية، إلى جانب نظام بشار الأسد، خاصة في بلدة القصير بريف حمص، وكذلك ببلدات بريف حلب، كما في العراق بالفلوجة وتكريت والحويجة وجرف الصخر.
عادل النواب
العربي الجديد