نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا عن مخاوف انتشار فيروس كورونا المستجد في منطقة الشرق الأوسط، وسط إنكار السلطات الإيرانية التستر على الوباء، وكون مدينة قم المقدسة لدى شيعة إيران مركز انتشاره.
وجاء في التقرير الذي أعده مارتن شولوف مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط قوله إن المخاوف تتزايد من اختراق فيروس كورونا طريق حج رئيسيا بشكل يقود إلى عوامل مرضية قاتلة خاصة للاجئين مما سيتسبب بأزمة صحية غير مسبوقة على مدى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن مظاهر القلق تركزت حول مدينة قم التي يعتقد أنها مركز المرض الذي انتشر منها إلى أجزاء أخرى من البلاد ودول الجوار، حيث تم تشخيص مسافرين أصيبوا بالمرض في الأيام القليلة الماضية. وأضافت أن الحجاج الشيعة الذين سافروا إلى قم كانوا غالبية عدد قليل من الحجاج الشيعة الذين زاروا قم من الكويت والعراق والبحرين ولبنان.
ومما يضيف للمخاوف من انتشار المرض عبر الحجاج هو تشخيص حالة زائر لمدينة النجف، في العراق. وسارع المسؤولون الصحيون إلى إغلاق مرقد الإمام علي في المدينة وتطهيره بعد تأكيد الحالة.
وحذرت السلطات الصحية من مشكلة قائمة ومتزايدة لو لم يتم احتواء الأزمة سريعا. وقال الخبير في الصحة العامة بالشرق الأوسط بجامعة كامبريدج، آدم كاوتس: ” تمثل (حلة كورونا) في العراق تهديدا لأن النظام الصحي العراقي ضعيف” و”قد تقضي على آلاف الأشخاص، ولا توجد طريقة للتحقق منها حالة انتشرت بين اللاجئين، نظرا لتحركهم. وتكشف الفيروسات والأمراض عن سياسة وهشاشة الأنظمة الصحية”.
وتم تحديد اللاجئين والنازحين في بلادهم بكل من العراق وسوريا على أنهم أكثر الجماعات عرضة للإصابة بالمرض حالة تطور الفيروس إلى وباء.
ويعاني العراق وإيران من ضعف في الإمكانيات الصحية ولا يستطيعان مواجهة واقع يبدو ممكنا مع مرور كل يوم.
ويقول كاوتس: “الموضوع الرئيسي والذي يثير الخوف إمكانية وصول فيروس كورونا إلى مناطق اللاجئين في كل من العراق وسوريا، وفي ضوء الظروف التي يعيشون فيها، من ازدحام وعدم توفر منشآت الصرف الصحي ولا الخدمات الصحية”.
وأغلق العراق وتركيا حدودهما مع إيران التي حاول المسؤولون فيها إنكار وفاة 50 شخصا من فيروس كورونا في قم. وبالمجمل فقد تم تشخيص 47 شخصا بمرض كورونا- 2019. ومات منهم 12 شخصا، وذلك حسب المتحدث باسم البرلمان أسد الله عباسي. وأثارت أخبار انتشار المرض الفزع بين سكان المدينة حيث تدفقوا على شراء المواد الغذائية.
ودعا محافظ المدينة برهام سارمست إلى طرق فعالة لاحتواء المرض، حيث قال إن الحجر الصحي ليس كافيا و”علينا البحث عن طرق أكثر فعالية”، وأضاف أن “قم تقع جغرافيا على مفترق طريق لـ 17 محافظة ومركز حج في البلاد. ولو أردنا استخدام سياسة الحجر الصحي فإننا قمنا بتطبيقها”.
وأشارت وكالة أنباء محلية في تغريدة على “تويتر” إلى أن الظروف الصحية في قم “سيئة جدا، لا تذهب إلى قم ويجب ألا يذهب أحد إلى هناك. ويجب إغلاق قم ونحن بحاجة إلى مساعدة طبية هناك ولا نعتقد أن هناك فريقا طبيا كافيا فيها”. ووسط المخاوف كان المسؤولون الإيرانيون غير واعين لكون المرض قد اتخذ جذوره في مناطق من البلاد ولم يعد بقدرتهم وقفه، وتم إغلاق مدارس وجامعات في عدد من المدن وتم تطهير نظام النقل في العاصمة طهران.
وتم تعليق الاحتفالات الدينية والزيارات إلى العراق. فيما علقت المسارح والمباريات الرياضية أو تم لعبها بدون متفرجين. وفي مناطق أخرى حاولت السلطات البحث عن العائدين من إيران وفحصهم. وتم التركيز على الحجاج الشيعة الذين قد يكونوا تعرضوا للفيروس بدون معرفتهم. وفي كل من سوريا والعراق وتركيا ولبنان التي استقبلت 12 مليون لاجئ ونازح تعرضت أجهزة المناعة للضعف بسبب الظروف المعيشية القاسية وغياب النظافة. وهي عوامل جيدة لنمو الفيروس وانتشاره.
القدس العربي