بغداد – سارع المسؤولون العراقيون إلى إدانة الغارات التي استهدفت قاعدة التاجي في بغداد وأسفرت عن مقتل 3 جنود وإصابة 12 آخرين.
وأعربت رئاسات العراق الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) عن إدانتها، الخميس، القصف الصاروخي لمعسكر التاجي شمالي بغداد الذي يستضيف قوات للتحالف الدولي.
وفي أول ردة فعل رسمية على الهجمات، تعهّد رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي بملاحقة الجهات المسؤولة عن قصف القاعدة العسكرية الأميركية.
وأمر بفتح تحقيق فوري لمعرفة الجهات التي أقدمت على هذا العمل الذي وصفه بـ”العدائي والخطير”.
كما أدان الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم الإرهابي، معتبرا الحادثة استهداف مباشر لأمن العراق. وأكدت الرئاسة بدورها “على ضرورة إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه”.
من جانبه، طالب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي رئيس حكومة تصريف الأعمال باتخاذ إجراءات حازمة وصارمة تجاه أي استهداف يطال المعسكرات والقواعد العسكرية العراقية التي تضم قوات التحالف.
وقال الحلبوسي إن تواجد قوات التحالف الدولي في قاعدة التاجي العسكرية جاء “بطلب من الحكومة العراقية وموافقتها لتدريب القوات الأمنية العراقية، وتقديم الدعم والإسناد في محاربة داعش الإرهابي وملاحقة فلوله”.
ويبدو أن الهجمات الإيرانية المتكررة على قواعد عسكرية أميركية في العراق يضع المسؤولين العراقيين كل مرة في موقف محرج أمام واشنطن التي دعت في أكثر من مناسبة إلى ضرورة السيطرة على هذه الجماعات المسلحة.
وتزامنا مع تواتر ردود الأفعال المحلية والدولية، استهدفت غارات دامية نفذتها ثلاث طائرات حربية على قواعد تابعة لميليشيات الحشد الشعبي غرب سوريا وأسفرت عم مقتل 26 عنصرا من القوات الموالية لإيران.
وجاء ذلك بعيد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة التاجي شمال العاصمة العراقية التي تحتضن قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بأكثر من 15 صاروخاً.
وقالت وسائل إعلام غربية ومحلية إن استهداف مقرات تابعة للميليشيات العراقية الموالية لإيران المتواجدة في سوريا، جاء ردّا على استهداف قاعدة التاجي الأميركية والذي أسفر عن مقتل 3 جنود من قوات التحالف.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجمات أسفرت عن مقتل 26 عنصرا من قوات الحشد الشعبي العراقي في منطقة الحسيان بالبوكمال في قصف نفذته ثلاث طائرات استهدفت كذلك قاعدة الإمام علي، التي تتخذها المليشيات الموالية لإيران مقرات عسكرية لها.
ومن شأن هذه الهجمات أن ترفّع منسوب التوتر بشكل إضافي بين واشنطن وطهران، التي تدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في العراق وسبق أن اتهمتها الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات استهدفت مصالحها هناك.
وقال مراقبون إن الردّ الأميركي يؤكد مرة أخرى تورط إيران في الهجمات التي استهدفت قاعدة التاجي العسكرية، حيث سبق أن استهدفت الميليشيات قواعد أميركية في العراق بعد أن تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في غارة أميركية.
وكان شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعيد الهجوم على القاعدة العسكرية أنه لن يتم التسامح مع الجهة المسؤولة عن الهجوم، وأن واشنطن سترد على هذا الهجوم.
وقال بومبيو في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “لن يتم التسامح بشأن الهجوم المميت الذي استهدف اليوم (الأربعاء) قاعدة التاجي العسكرية في العراق”.
كما أوضح بومبيو أنه اتفق مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على أنه “يجب محاسبة المسؤولين”.
وفي اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره البريطاني، تعهدت واشنطن ولندن بـ”محاسبة” منفذي هجوم على قاعدة عراقية أودى بحياة جندي أميركي وآخر بريطاني إضافة إلى متعاقد أميركي.
وقتل الجنديان والمتعاقد في هجوم بصواريخ كاتيوشا استهدف مساء أمس الأربعاء قاعدة التاجي العسكرية العراقية التي تؤوي جنوداً أميركيين شمال بغداد.
وترى الإدارة الأميركية أن خطر الفصائل الموالية لإيران في العراق على الجنود الأميركيين بات أكبر من التهديد الذي يشكّله تنظيم داعش في حدّ ذاته.
في المقابل يرى متابعون للشأن العراقي أن الهجمات المتكررة التي استهدفت قواعد عسكرية أميركية تندرج في إطار المساعي الإيرانية لتوجيه مسار حراك الشارع العراقي ضد التواجد الأميركي، خصوصا بعد فشل مساعي طهران في احتواء تحركات المحتجين وتنصيب أحد رجالاتها في سدة رئاسة الوزراء.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن 18 صاروخا من نوع كاتيوشا استهدفت القاعدة العسكرية، ما أسفر أيضا عن إصابة نحو 12 من قوات التحالف الدولي.
وأشار البيان إلى أن ” قوات الأمن العراقية عثرت على شاحنة مزودة بصواريخ على بعد أميال قليلة من قاعدة التاجي”. وباتت بغداد، المقرّبة من الطرفين، ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.
العرب