قتل 26 عنصرا من فصائل عراقية بعضها ينتمي إلى الحشد الشعبي في غارة جوية استهدفت مقار تابعة لها قرب الحدود السورية العراقية، ردا على ما يبدو على قصف استهدف معسكرا يؤوي جنودا للتحالف الدولي شمال بغداد، ما أدى إلى مقتل جنديين أميركيين وآخر بريطاني وإصابةَ 12 آخرين.
وبينما توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، أدانت الرئاسات العراقية والأمم المتحدة قصف المعسكر، منددين بما وصفوه بالتصعيد الخطير.
وقالت مصادر أمنية بمحافظة الأنبار غربي العراق، إن قصف مقار الفصائل كان مكثفا ووقع قرب مدينة القائم حيث تنتشر فصائل مثل النجباء وحزب الله العراقي.
قصف التاجي
وكان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية أكد مساء أمس مقتل ثلاثة من عناصره وإصابة 12 آخرين في الهجوم الذي استهدف معسكر التاجي.
وذكر التحالف في بيان أن قرابة 18 صاروخا من نوع كاتيوشا ضربت المعسكر، مشيرا إلى أن قوات الأمن العراقية عثرت على شاحنة مزودة بصواريخ على بُعد أميال قليلة من المعسكر. وأوضح البيان أن التحالف وقوات الأمن العراقية يجريان تحقيقا في الهجوم.
وتعليقا على الهجوم، شدد وزيرا الخارجية الأميركي مايك بومبيو والبريطاني دومينيك راب في اتصال هاتفي على ضرورة محاسبة من يقف وراءه، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.
ونشر بومبيو تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا ” لن يتم التسامح بشأن الهجوم المميت الذي استهدف قاعدة التاجي العسكرية في العراق”.
من جهته، وصف وزير الدفاع البريطاني بن والاس الهجوم بأنه “عمل جبان وانحطاطي”.
كما أدانت رئاسات العراق الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) الهجوم وتعهدت بفتح تحقيق وملاحقة المسؤولين عنه، واعتبرت أن ” هذا الاعتداء الإرهابي هو استهداف للعراق وأمنه”.
وتعهد القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي بملاحقة الجهات المسؤولة عن القصف. وقال بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة في العراق إن عبد المهدي وجه بفتح تحقيق “فوري لمعرفة الجهات التي أقدمت على هذا العمل العدائي والخطير وملاحقتها وإلقاء القبض عليها وتقديمها للقضاء”.
وأكد البيان أن “قوات التحالف موجودة بموافقة الحكومة العراقية ومهمتها تدريب القوات العراقية ومحاربة تنظيم الدولة وليس أي طرف آخر، وأنها قد أُبلغت رسميا بقرار الانسحاب الذي اتخذته الحكومة ومجلس النواب العراقي، وأن مباحثات جادة تجري في هذا المجال”، معتبرا أن “مثل هذه الأعمال تعرقل هذه الجهود وتعقد الأوضاع في العراق”.
وبالتزامن مع ذلك، دعت البعثة الأممية في العراق إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، معتبرة أن “قيام جماعاتٍ مسلحةٍ بأعمال مارقة يشكل مصدر قلق دائم” في العراق.
وأضافت البعثة في بيان الخميس أن “آخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة للثأر والمعارك الخارجية”.
وهذا الهجوم هو الثاني والعشرين منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضدّ مصالح أميركية في العراق. وسبق لهجمات مماثلة استهدفت جنودا ودبلوماسيين أميركيين أو منشآت أميركية في العراق أن أسفرت عن مقتل متعاقد أميركي وجندي عراقي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على معسكر التاجي، لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الموالية لإيران بشنّ هجمات مماثلة، في ظل التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة منذ أشهر، في إطار عمليات الثأر لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي بضربة أميركية في بغداد مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
يشار إلى أن نحو خمسة آلاف جندي أميركي ينتشرون في قواعد عسكرية بمختلف أرجاء العراق.
المصدر : وكالات