لندن – قوبل الإعلان الإيراني عن نجاح الحرس الثوري الإيراني في إطلاق قمر صناعي للأغراض العسكرية بتنديد واسع من المجتمع الدولي باعتباره يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن 2231 ويشكل تهديدا صارخا للأمن الإقليمي ويزعزع استقرار المنطقة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، الجمعة، إن “التقارير عن إطلاق إيران قمرا صناعيا باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية مقلقة للغاية ولا تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2231″.
وأكد بأن الأمم المتحدة دعت إيران بالامتناع عن أي نشاط يتصل بالصواريخ الباليستية المصممة بحيث تكون قادرة على حمل أسلحة نووية. يجب أن تلتزم إيران بذلك”.
وتابع “لدينا مخاوف بالغة وقديمة نحن وشركاؤنا الدوليون بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني الذي يزعزع استقرار المنطقة ويمثل تهديدا للأمن الإقليمي”.
ويدعو القرار 2231 إيران إلى “الامتناع عن القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية، بما في ذلك تلك التي تستخدم فيها تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”، وتنكر إيران أن صواريخها تهدف لحمل رؤوس نووية، وأن برامجها لا ينتهك القرارات الدولية”.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طالب، الأربعاء، بمحاسبة إيران على إطلاق قمر صناعي عسكري، مضيفا أنه يعتقد أن الأمر بمثابة تحد لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي.
وقال بومبيو “كل دولة عليها التزام بأن تذهب إلى الأمم المتحدة وتقيّم إن كان إطلاق هذا الصاروخ يتماشى مع قرار مجلس الأمن”، مشيرا إلى القرار رقم 2231.
وأضاف “لا أعتقد أنه يتماشى وأظن أنه ينبغي محاسبة الإيرانيين على ما فعلوه”.
ومن جهتها نددت فرنسا بشدة، بإطلاق إيران قمرا اصطناعيا عسكريا، واعتبرت أنه يثير مزيدا من القلق بشأن برنامج الجمهورية الإسلامية الباليستي ويشكل تهديداً للأمن الإقليمي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية “نظرا إلى التشابه الشديد بين التقنيات المستخدمة لإطلاق (صواريخ إلى) الفضاء و(الصواريخ) الباليستية، يساهم هذا الإطلاق بشكل مباشر في تحقيق إيران تقدماً مقلقاً للغاية بالفعل في برنامجها للصواريخ الباليستية”.
وطالبت إيران بالتوقف عن “كل الأنشطة المرتبطة بتطوير الصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية، بما في ذلك القاذفات الفضائية”.
ويأتي الإعلان عن إطلاق القمر الاصطناعي العسكري، الأربعاء، على خلفية أزمة صحية خطيرة في إيران وهي من الدول الأكثر تضررا من جائحة فايروس كورونا المستجد. وتتهم طهران واشنطن الولايات المتحدة بممارسة “الإرهاب الاقتصادي”، إذ تواجه طهران كلا من الوباء والعقوبات الأميركية التي تخنق اقتصادها منذ 2018.
ومنذ عدة أسابيع تؤكد إيران أن العقوبات الأميركية أضعفت قدرتها على مكافحة الوباء من خلال خنق البلاد ماليا، والحد من قدرتها على الاقتراض في السوق الدولية.
ويفترض نظريا أن تكون السلع الإنسانية مثل الأدوية والمعدّات الطبية على وجه الخصوص معفاة من العقوبات، ولكن في الواقع تفضّل البنوك الدولية رفض أيّ تحويل على صلة بإيران أيا كان المنتج المعني، بدلا من التعرّض لسياط العقوبات الأميركية الانتقامية. ولكن الولايات المتحدة تردّ على إيران باتهامها بالسعي وراء مضاعفة الإنفاق العسكري عوض الاهتمام بالقطاع الصحي. وتؤكد تحرّكات إيران هذه التخمينات، حيث تباهت مؤخرا بشراء طائرات مسيّرة قادرة على حماية شريطها الحدودي.
وسجّلت إيران رسميا أكثر من 5574 وفاة بسبب فايروس كورونا، وأكثر 88 ألف إصابة، وهي أعلى حصيلة في الشرق الأوسط.
العرب