صاحب عملية ارتفاع أعداد العاطلين وصول الإعانات المالية الحكومية التي أقرها الكونغرس وصدق عليها الرئيس دونالد ترامب قبل أسابيع ضمن صفقة دعم الاقتصاد التي وصلت قيمتها المبدئية إلى 2.3 تريليون دولار.
وكانت بيانات وزارة العمل الأميركية التي أُعلنت الخميس الماضي قد أكدت انضمام 2.9 مليون أميركي جديد لطوابير العاطلين عن العمل ليبلغ إجمالي من فقدوا وظائفهم بسبب فيروس كورونا المستجد 36.5 مليون شخص.
ويتوقع أن يستمر ارتفاع أعداد العاطلين خلال الأسابيع القادمة مع استمرار غلق الكثير من قطاعات الاعمال وإتباع إجراءات التباعد الاجتماعي في مختلف الولايات الأميركية.
إعانات ضخمة
حصل كل مواطن أو مقيم على 1200 دولار و500 دولار لكل طفل بشرط عدم تخطي دخل العام الماضي مبلغ 99 ألف دولار.
وإضافة للمساعدة المادية التي حصل عليها جميع المواطنين بغض النظر على خسارتهم وظائفهم من عدمها، يحصل من خسر وظيفته على مبلغ 600 دولار أسبوعيا حتى نهاية شهر يوليو/تموز المقبل.
وتعد قيمة هذه المساعدات الأسبوعية أكثر مما كان يحصل عليه أغلبية من فقدوا وظائفهم العام الماضي في الظروف الاعتيادية حيث قُدر متوسطها بـ 371 دولار.
وأشارت دراسة تحليلية لبنك غولدمان ساكس أن 75% ممن فقدوا وظائفهم تتخطي الإعانات الحكومية التي يحصلون عليها حاليا دخولهم قبل جائحة الكورونا.
وخرجت أصوات محذرة من تبعات ذلك على حماس العاطلين للبحث الجاد عن وظائف جديدة.
خوف من العودة للعمل
يخشى الكثير ممن فقدوا وظائفهم من العودة للعمل حال إعادة فتح الاقتصاد مخافة الإصابة بالفيروس.
“لقد حصلت خلال الشهرين السابقين على أكثر ما كنت سأحصل علية لو كنت أعمل. المعضلة أنني لا أعرف إلى متى سنستمر في تلقي هذه الإعانات”، بهذه العبارة تحدث السيد مايك مروان، يعمل سائقا مع شركة أوبر بالعاصمة واشنطن، للجزيرة نت عن خبرته الشخصية مع اعانات البطالة الحكومية.
وأضاف مروان في حديث هاتفي مع الجزيرة نت، ” ستمائة دولار أسبوعيا رقم جديد جدا، عليك أن تتذكر أنني لم استهلك أي بنزين، ولم أنفق على صيانة سيارتي، كما تم تخفيض أسعار تأمين السيارة الشهري كذلك”.
وعبر مروان عن مخاوفه من معاودة العمل حال فتح الاقتصاد حيث ينقل بسيارته أشخاص كثيرين لا يعرفهم ويخشى انتقال الفيروس إليه منهم خاصة مع عدم التوصل للقاح فعال أو وجود مصل لمواجهة فيروس الكورونا.
من ناحية أخرى يسمح تشريع إعانات البطالة الجديد أن يحصل على الإعانات من فقد وظيفته ولم يكن يعمل بدوام كامل، كما سُمح للمتعاقدين وأصحاب الأعمال الصغيرة بالحصول على هذه الإعانات.
يشترط للحصول على هذه الإعانات إظهار سعي المتلقي لها البحث عن وظائف جديدة، في الوقت ذاته يخشى الكثير ممن فقدوا وظائفهم من العودة للعمل حال إعادة فتح الاقتصاد مخافة الإصابة بالفيروس.
وطالبت ولايات أوهايو وتكساس وآيواه من أصحاب الأعمال والشركات الإبلاغ عن أي شخص يرفض عرض عمل جديد حتى يتم إخراجه من قائمة المتلقين لإعانات البطالة.
معركة إعادة فتح الاقتصاد
يخوض الرئيس دونالد ترامب، وأركان إدارته، معركة حامية لإعادة تشغيل وفتح الاقتصاد الأميركي على الرغم من استمرار ارتفاع أعداد المصابين والوفيات من الفيروس.
وأقترب إجمالي الوفيات من 90 ألف شخص مع إصابة ما يقرب من 1.5 مليون شخص بالفيروس في الولايات المتحدة، وتخطى عدد من خضعوا لفحص وجود الفيروس ما يزيد على عشرة ملايين شخص.
ويبحث الكونغرس في تقديم حزمة مساعدات اقتصادية جديدة تصل لنحو ثلاث تريليونات دولار، وتتجه بالأساس لدعم الأفراد والشركات الصغيرة لمواجهة الأضرار المترتبة على فيروس كورونا.
وبلغت نسبة البطالة قبل غلق الاقتصاد الأميركي إلى 3.5% وهي الأقل خلال نصف القرن الأخير.
وارتفعت معدلات البطالة لتصل إلى 14.7% حاليا، وهي النسبة الأكبر منذ أزمة الكساد العظيم قبل أكثر من تسعين عاما.
ويتوقع وزير الخزانة ستيفين مينوتشن أن يستمر الوضع الاقتصادي في التدهور قبل أن يعود للتحسن لاحقا، كما ذكر في حديث له مع شبكة فوكس الإخبارية. ولم يستبعد مينوتشن خلال حديثة أن تكون نسبة البطالة وصلت بالفعل إلى 25%.
المصدر : الجزيرة