انطلق المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين باجتماع عبر الفيديو بمشاركة ممثلين عن 194 دولة لبحث تنسيق الجهود الدولية لمكافحة جائحة كورونا. من جهته قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده تعاملت دائما بشفافية في كل ما يتعلق بالجائحة، وتؤيد إجراء تحقيق في ملابسات تفشي الفيروس وذلك بعد السيطرة عليه.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاح المؤتمر السنوي للمنظمة الأممية على أنه لا يمكن الاستغناء عن دور منظمة الصحة العالمية، وأكد أنها بحاجة إلى موارد أكبر لتوفير الدعم للبلدان النامية. وقد تعهد الرئيس الصيني بتقديم ملياري دولار لمكافحة الفيروس عالميا على مدى عامين.
وعبر الرئيس شي عن تأييد بلاده لإجراء تحقيق شامل للاستجابة العالمية لأزمة فيروس كورونا تحت قيادة منظمة الصحة العالمية، وذلك بعد أن تصبح الجائحة تحت السيطرة. وكانت الصين قد عارضت بشدة دعوة أستراليا الشهر الماضي إلى إجراء تحقيق دولي في جائحة فيروس كورونا.
مشروع قرار
من جهة أخرى، ذكرت وكالة رويترز أن مشروع قرار سيطرح للتصويت في المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة يدعو إلى مراجعة مستقلة لأصول فيروس كورونا الذي ظهر أول مرة في الصين نهاية العام الماضي. وقد حصل المشروع على دعم 116 دولة، وهو ما يكفي لتمريره.
ويشارك في المؤتمر 194 دولة عضوا في منظمة الصحة العالمية، وقد جرى تقليص مدة المؤتمر السنوي من ثلاثة أسابيع إلى يومين فقط.
غير أن فرص التوصل إلى اتفاق على إجراءات عالمية لمعالجة أزمة كورونا، يهددها تدهور العلاقات السياسية بين أكبر اقتصادين في العالم بشأن الأزمة نفسها، إذ شهدت الأسابيع الماضية حربا كلامية بين واشنطن وبكين بشأن إدارة الأزمة، وذلك عقب اتهامات أميركية متكررة للصين بإخفاء معلومات عن حجم انتشار المرض والتسبب في انتشاره في مختلف دول العالم.
وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بقطع علاقات بلاده مع الصين، وذلك على خلفية دورها في أزمة فيروس كورونا، وقبلها قطعت واشنطن تمويلها لمنظمة الصحة العالمية بعد اتهامها بالانحياز إلى بكين وعدم التعامل بحزم مع أزمة كورونا.
القارة الأوروبية
وأعلن الدفاع المدني الإيطالي أمس أن فيروس كورونا تسبب في وفاة 145 شخصا في إيطاليا خلال الساعات 24 الماضية، وهو أدنى عدد يومي منذ بدء الحجر الشامل في البلاد يوم 9 مارس/آذار الماضي. وسجلت البلاد أكبر عدد يومي من وفيات كورونا يوم 27 مارس/آذار الماضي، بلغ 969 حالة.
وسيُعاد اليوم الاثنين فتح معظم الشركات والمتاجر في البلد الأوروبي، بما في ذلك المطاعم والحانات والمقاهي وصالونات تصفيف الشعر ومتاجر البيع بالتجزئة، وسيُسمح بفتح صالات الرياضة والمسابح ودور السينما والمسارح يوم 25 مايو/أيار الحالي. وأعلنت الحكومة أنها تحتفظ بحق فرض قيود إضافية إذا عاودت حالات الإصابة بالفيروس ارتفاعها.
وفي الدانمارك، تفتح اليوم المقاهي والمطاعم أبوابها من جديد، بالإضافة إلى المزيد من المدارس، وسط مزيد من تخفيف الإجراءات التي اتخذت لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، وقالت السلطات التباعد الاجتماعي لا يزال ضروريا.
تمويلات ببريطانيا
من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة البريطانية أمس تخصيصها مبلغ 84 مليون جنيه إضافي (94 مليون يورو) لدعم أبحاث تطوير لقاح ضد جائحة فيروس كورونا.
وسجلت البلاد -وهي ثالث أكبر بؤرة للفيروس عالميا- أمس الأحد 170 وفاة جديدة جراء المرض، وهي الحصيلة اليومية الأدنى منذ بدء العزل.
وسبق أن استثمرت حكومة لندن 47 مليون جنيه (53 مليون يورو) في الأبحاث التي تقوم بها جامعة “أمبريال كوليج” في لندن، ومعهد “جنير” التابع لجامعة أوكسفورد. وكلتا المؤسستين عضوة في فريق العمل الذي أنشأته السلطات منتصف أبريل/نيسان الماضي للتصدي لفيروس كورونا.
وعلى صعيد الوضع الوبائي في العالم، فاق عدد المصابين بالفيروس لحد الساعة 4.7 ملايين وفق إحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأميركية، توفي منهم نحو 316 ألفا، وتعافى أكثر من 1.73 مليون.
وتصدرت الولايات المتحدة دول العالم في عدد الإصابات بنحو 1.5 مليون، ثم روسيا بأكثر من 281 ألفا، فبريطانيا بقرابة 245 ألفا.
القارة الآسيوية
وفي القارة الآسيوية، قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين اليوم الاثنين إن البلاد سجلت سبع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، ارتفاعا من خمس حالات في اليوم السابق.
وفي الجارة كوريا الجنوبية، سجلت اليوم 15 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات 24 الأخيرة، وذكرت وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية أن البلاد سجلت حالة وفاة واحدة جديدة يوم أمس ليرتفع الإجمالي إلى 263 حالة.
أميركا والبرازيل
وفي الولايات المتحدة، سجلت 820 وفاة جراء فيروس كورونا في الساعات 24 الماضية، ليصل إجمالي الوفيات في البلاد إلى نحو 90 ألفا حسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.
وحصيلة أمس للوفيات اليومية هي الأدنى في البلاد منذ العاشر من الشهر الحالي.
وفي أميركا الجنوبية، حيا الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أمس الأحد مئات من أنصاره الذين احتشدوا خارج المقر الرئاسي، متحديا بذلك قاعدة التباعد الاجتماعي المفروضة لمواجهة فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص وإصابة أكثر من 240 ألفا، لتصبح البرازيل رابع أكبر بؤرة عالمية للجائحة.
وواصل الرئيس البرازيلي في عطلة نهاية الأسبوع انتقاد إجراءات الحجر في البلاد، دون أن يدلي بأيّ تصريح في ما يتعلق بتزايد أعداد ضحايا المرض.
الدول العربية
قرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس الأحد فرض حظر تجول كلي خلال أيام عيد الفطر، في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا. وكان المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا قد أعلن أمس شفاء 7 حالات كانت مصابة بالفيروس، ليرتفع عدد المتعافين إلى 35. واستقر عدد الإصابات في البلاد عند 65، منها 3 وفيات، حسب بيانات المركز الوطني.
وفي مصر، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الأحد إن حظر التجول سيبدأ الساعة الخامسة مساء بدل التاسعة مساء اعتبارا من الأحد المقبل وحتى الجمعة 29 مايو/أيار الجاري، كما تقرر وقف حركة النقل الجماعي للحد من انتشار فيروس كورونا خلال أسبوع عيد
وفي فلسطين، صار ارتداء الكمامة شرطا لدخول المسجد لأداء صلاة الجمعة وعيد الفطر، بخلاف إجراءات أخرى تتضمن التباعد وترك المصافحة.
وسجلت السلطات الفلسطينية 560 إصابة، بينها 387 في الضفة الغربية وضواحي القدس المحتلة وقطاع غزة، بجانب 173 إصابة غير مؤكدة في القدس، بسبب منع إسرائيل وزارة الصحة من العمل داخل المدينة، في حين بلغ عدد حالات الشفاء 452.
وفي العراق، أعلنت وزارة الداخلية فرض غرامة قدرها 50 ألف دينار (نحو 42 دولارا) بحق من لا يلتزم بارتداء كمامة أو قفاز في الأماكن العامة. وسجل العراق حتى أمس الأحد 3404 إصابات بكورونا، بينها 123 وفاة، و2218 حالة تعافٍ.
وفي السودان، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية قرار الحكومة تمديد إغلاق مطارات البلاد أمام حركة الركاب للرحلات الدولية والداخلية حتى 31 مايو/أيار الجاري، في حين ستظل المطارات مفتوحة فقط لرحلات البضائع والمساعدات الإنسانية ورحلات الشركات العاملة في حقول النفط ورحلات إجلاء الرعايا الأجانب.
المصدر : وكالات,الجزيرة