توجهت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي الخميس إلى العراق في زيارة تشكل جزءا من التزام باريس بالحرب على الإرهاب ودعمها لاستقرار العراق وللحكومة الجديدة التي تواجه أزمة سياسية واقتصادية وصحية.
وتعد زيارة زيارة بارلي ثاني زيارة يقوم بها وزير فرنسي إلى العراق خلال ستة أسابيع.
وقالت وزارة الجيوش الفرنسية في بيان أن “وزيرة القوات المسلحة متمسكة بحقيقة أن تنظيم الدولة الإسلامية لا تزال تشكل تهديدا خطيرا يتعين علينا الاستمرار في مواجهته.
وجرى تكثيف الضربات الجوية الفرنسية على جيوب منعزلة للدولة الإسلامية خلال الشهور الماضية.
وذكر مسؤولون بالوزارة أن باريس قلقة بسبب عودة ظهور التنظيم الذي يستفيد من الضبابية السياسية في العراق والتنافس بين إيران والولايات المتحدة في المنطقة.
وتجري بارلي محادثات مع قائد قوات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين، والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووزير الدفاع جمعة عناد.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الدفاع العراقي خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد مع وزيرة الدفاع الفرنسية عند وصولها بغداد ان “زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية تاتي في إطار تطوير التعاون الأمني والعسكري”.
واضاف، “سنعمل على تطوير العقود المبرمة مع الجانب الفرنسي بشأن الاسلحة المتطورة”.
من جانبها اكدت وزيرة الدفاع الفرنسية ان “زيارتها تهدف لتعزيز العلاقات بين بغداد وباريس بجميع المجالات وعلى رأسها المجال العسكري”، معبرة عن “استعداد بلادها للاستمرار ببرامج تدريب القوات العراق لتعزيز قدرات التسليح والمواجهة والتكاتف للقضاء على الارهاب”.
وشددت على ان “العراق بلد ذو سيادة ويجب أن يمنع التدخلات في شؤونه، مشيرة الى “دعم فرنسا لإبعاد العراق عن سياسة المحاور وخلق الاستقرار”.
وتبحث بارلي خلال الزيارة على القضايا الكبرى التي بحثها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته قبل اسابيع، من مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية إلى احترام سيادة العراق حيث يتنافس الأميركيون والإيرانيون.
وقال المصدر نفسه إن بارلي ستتطرق في محادثاتها مع محاوريها إلى “التدخلات التركية” على الأراضي العراقية، خصوصا الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني (حركة التمرد الكردية التركية) في كردستان العراق.
وصرح مصدر في وزارة الجيوش الفرنسية “انتقلنا إلى مستوى مقلق من المساس بالسيادة العراقية”، مؤكدا من جديد “دعم فرنسا الكامل للسيادة العراقية في إطار توازن إقليمي معقد”.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، تحذر فرنسا باستمرار الأسرة الدولية بشأن ضرورة عدم خفض الاستعداد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعدما أدت الخلافات الأميركي الإيرانية منذ بداية العام وأزمة وباء كوفيد-19، هذه المسألة إلى المرتبة الثانية.
وقالت الوزارة “نرصد عناصر تدل على قيام داعش سرا بإعادة تنظيم لصفوفه لم تكن متوقعة لكنها تشكل تحديا حقيقيا للعراق”.
وتتزايد الخلافات داخل الائتلاف الذي تنتمي إليه فرنسا. ويتهم الأوروبيون واشنطن خصوصا بتعريض وجود القوات الأجنبية المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية للخطر من خلال شن غارات أحادية الجانب ضد فصائل شيعية مؤيدة لإيران.
صحيفة العرب