واشنطن – لا يبدو المرشح الجمهوري دونالد ترامب معنيا بالفرز والنتائج الحالية التي يتم الإعلان عنها، ما يهمه هو إعادة فرز الأصوات في الولايات الجدلية، وهو يراهن على إثارة المزيد من الشكوك والمعارك القضائية لأنها سلاحه الوحيد المتبقي أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي يحوز تقدمًا طفيفا.
وعلى الرغم من التقدم الذي سجله بايدن في النتائج، إلا أن التقارب الكبير في الحصص من الأصوات الناخبة المعتمدة، يترك هامشا لتحرك فريق ترامب ويفسح مجالا لاعتراضات تقدم قضائيا بالرغم من أن الحزب الجمهوري لا يريد أن يدعمها.
وتصر حملة ترامب على أنه سيعاد انتخابه بمجرد الانتهاء من إعلان النتائج، رغم استمرار تصدر المنافس الديمقراطي جو بايدن في أربع ولايات متأرجحة رئيسية، وأن الأمر لا يقتصر على الولايات الأخيرة في التصويت بل يشمل عددا آخر يمكن أن يجادل فيه ترامب بأنه تحت العتبة التي يمكن من خلالها إطلاق إعادة عد وتدقيق إلزامية.
وقال مات مورجان، المستشار العام لحملة ترامب، “هذه الانتخابات لم تنته. التوقع الخاطئ لجو بايدن باعتباره الفائز مبني على نتائج في أربع ولايات بعيدة تماما عن أن تكون نهائية”.
وأشار مورجان إلى أن جورجيا “تتجه إلى إعادة فرز الأصوات” وزعم بـ”وجود العديد من المخالفات في ولاية بنسلفانيا”، في أحدث مؤشر على أن ترامب ليس لديه نية الإقرار بهزيمته حتى الآن.
وأعلن الوزير في ولاية جورجيا براد رافنسبرغر في مؤتمر صحافي في أتلانتا، أنّ المنافسة في جورجيا “لا تزال محتدمة”، مضيفا أنّه “في ظل هامش ضيق إلى هذا الحد، ستتم إعادة فرز الأصوات في جورجيا”.
وأظهرت النتائج صباح الجمعة تقدم جو بايدن بـ1500 صوت في جورجيا، الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة والتي اعتادت التصويت للجمهوريين منذ عام 1996.
وأضاف رافنسبرغر “العد النهائي في جورجيا (…) له تأثير هائل على البلاد بكاملها”.
وتابع “الرهانات كبيرة وأعصاب الجميع مشدودة. لن ندع هذه المناقشات تصرف انتباهنا عن عملنا. سننجز الأمور بالشكل الصحيح وسندافع عن نزاهة انتخاباتنا”.
ولفت إلى أن جورجيا سمحت للمراقبين من الفريقين بمراقبة العد بعدما قال ترامب إن التزوير جار في كل أنحاء البلاد.
وبدت شخصيات بارزة من الجمهوريين غير متحمسة لتصريحات ترامب بشأن التزوير وعزمه خوض معركة قضائية لإثبات أحقيته في الحكم.
ولعل الدافع الأهم الآن للجمهوريين هو استعادة الاستقرار نتيجة سيادة جوّ من التوتر في الولايات المتحدة عموما مما يفتح المجال لصراع “شعبوي” من نوع مختلف بين مؤيدي ترامب من ذوي الأصوات العالية والحركة في الشارع، والديمقراطيين عموما وخصوصا منهم الناشطين في حملة مرشحهم بايدن.
وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا بات تومي عبر قناة “سي بي أس”، إنّ “خطاب الرئيس أزعجني كثيرا لأنه أدلى بمزاعم خطيرة للغاية دون تقديم أي دليل”. وأضاف “لا علم لي بأي عملية غش كبيرة”.
وعبر تويتر، ندد النائب عن تكساس ويل هارد بما وصفه بتكتيك “خطير وسيِّئ”، داعيا إلى إتمام فرز الأصوات كلها.
كما غرّد زميله المنتقد دوما لترامب آدم كينزينغر “توقف عن ترويج المعلومات التضليلية الفاقدة للمصداقية (…) انقلب الأمر إلى جنون تام”.
في مقابل ذلك هبّت الشخصيات القريبة من ترامب للوقوف إلى جانبه.
وقال السناتور ليندسي غراهام الذي فاز بولاية جديدة الثلاثاء عن ولاية كارولاينا الجنوبية عقب حملة انتخابية صعبة “أنا هنا هذا المساء لمساندة الرئيس ترامب كما ساندني”.
وقال عضو مجلس الشيوخ تيد كروز للمحاور شين هانيتي، الذي يُعدّ برنامجه المقدّم عبر “فوكس نيوز” واحدا من البرامج المفضلة لدى الملياردير الجمهوري، “يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، وأعتقد أن الناخبين غاضبون أيضا”.
في المقابل، سعت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تبديد تفاؤل الجمهوريين بجدوى المسار القضائي حين قالت إن بايدن “رئيس منتخب” للولايات المتحدة.
وأضافت بيلوسي عن بايدن ونائبته كامالا هاريس “هذا الصباح، بدا واضحا أنّ الثنائي بايدن – هاريس سيفوز بالبيت الأبيض”. وتابعت في مؤتمر صحافي أنّ “الرئيس المنتخب بايدن يتمتع بتفويض قوي ليحكم”.
العرب