صنعاء- يأتي إعلان الصفقة التي عرضها محمد علي الحوثي القيادي في ميليشيات الحوثي لإطلاق سراح قيادات يمنية مقابل إفراج السعودية عن عناصر من حركة حماس في سياق مساومة تقوم بها الأخيرة لابتزاز الرياض.
وأبدت جماعة الحوثي استعدادها للإفراج عن وزير الدفاع في الحكومة اليمنية محمود الصبيحي واللواء ناصر هادي شقيق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مشترطة إفراج السعودية عن عناصر من حماس قيد الاعتقال.
وشهدت علاقة حماس بميليشيات الحوثي تطورا كبيرا نتاج تحول حماس الى الانصهار بالكامل في حلف إيران ولا يستبعد مراقبون بأن يكون العرض الحوثي جاء بتنسيق كامل مع طهران.
ولطالما كانت طهران داعما أساسيا للحركة لكن العلاقات مع الشق السياسي مع حماس شهدت في السنوات الماضية مدا وجزرا على خلاف العلاقة مع الجناح العسكري كتائب عزالدين القسام الذي كان ملتزما مع طهران لانه يستفيد عسكريا من دعمها.
وكتب محمد علي الحوثي في تغريدة موجهة إلى حزب الإصلاح “عليكم أن تضغطوا على النظام السعودي حتى إيقاف محاكمتهم والإفراج عن الحمساويين المعتقلين مقابل صفقة نفرج بها عن محمود ومنصور هادي واثنين معهم ممن تريدوه لدينا”.
وشنت السلطات السعودية في 2019 حملة على عناصر تنتمي إلى حركة حماس داخل المملكة متورطة في جمع تبرّعات للحركة.
وليست هذه المرة الأولى التي يعرض فيه الحوثيون على السعودية صفقة لتبادل الأسرى بإيعاز من حماس بعد فشلها في إقناع السعودية بإطلاق سراح أعضائها وعدم إيلاء الرياض أهمية لها.
وتشهد العلاقة بين حماس والسعودية حالة قطيعة جراء سياسات الحركة الفلسطينية وارتباطاتها الوثيقة بمحورين في المنطقة، المحور الإيراني أو ما يسمى بـ”محور الممانعة” والمحور التركي الذي يعدّ تنظيم الإخوان المسلمين -المنبثقة عنه الحركة الفلسطينية- جزءا أصيلا منه، وكلا المحورين يكنّان عداء شديدا للرياض.
ويأتي العرض الحوثي بعد أيام قليلة من تكريمه من قبل ممثل حماس لدى الحوثيين معاذ أبوشمالة والذي أثار ضجة كبيرة وتحفظات في الأوساط اليمنية والسعودية.
والتقى أبوشمالة الأحد بمحمد علي الحوثي في العاصمة اليمنية، ناقلا تحيات وشكر قيادة حماس إلى الحوثيين، وتقديرها لما وصفته بالمبادرات التي أطلقها عبدالملك الحوثي، في إشارة إلى الدعوة إلى جمع الأموال لدعم القدس وغزة.
ولا يخفى متاجرة الحوثيين بالورقة الفلسطينية واستغلالها لتلميع صورتهم المشوهة داخليا وعربيا ودوليا.
العرب