ما تزال المخاوف من تخمة المعروض وتباطؤ الطلب تخيم على اسعار النفط العالمية إذ من المرجح أن يتراجع معدل النمو الاقتصادي في الصين إلى أقل من سبعة بالمئة في الربع الثالث من العام بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني وأزمته التي مازالت مستمرة
تأتي هذه الانتكاسة في الاسعار قبيل انعقاد “اجتماع فني” مع مسؤولين من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 21 أكتوبر تشرين الأول الجاري في فيينا.
وتشير احدث البيانات الى ان أسعار النفط هبطت في العقود الآجلة بعد تسجيل خسائر على مدى يومين ، و كانت قد ارتفعت اسعار في العقود الآجلة 15 بالمئة أوائل أكتوبر/ تشرين الأول لكنها تراجعت منذ ذلك الحين بنحو عشرة بالمئة متأثرا بتخمة المعروض و تأثير تباطؤ الاقتصاد الصيني التي ما زالت قائمة.
وأظهرت بيانات من الصين تراجع معدل تضخم أسعار المستهلكين أكثر من المتوقع في أيلول/ سبتمبر، بينما هبطت أسعار المنتجين بعد مرور اكثر من عام ونيف على بداية هذا التراجع في اسعار النفط وهو ما يؤثر على بيانات الاقتصاد الصيني العملاق .
وتشير بيانات لدائرة الإحصاء في وزارة الطاقة الروسية ان الإنتاج النفطي الروسي سجل أعلى معدلاته منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل حوالي 25 عاما ، إذ بلغ المعدل نحو 10.74 مليون برميل يومياً في أيلول/ سبتمبر 2014 ، بزيادة 1.3 في المئة عليه.
وبحسب المراقبين تحقّق روسيا هذه المعدلات الإنتاجية النفطية العالية، وهي مستويات تضعها في مصاف الدول النفطية الثلاث ذات الطاقة الإنتاجية الأضخم في العالم مع السعودية والولايات المتحدة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لكل من هذه الدول الثلاث ما يزيد عن 10 ملايين برميل يومياً. وتأتي المسيرة المتصاعدة للإنتاج الروسي في وقت أعلن الأمين العام لمنظمة «أوبك» عبدالله البدري، في بداية شهر اكتوبر الجاري ، عن دعوة روسيا الى حضور اجتماع فني خلال الشهر الجاري. والاجتماع «الفني» هذا هو اجتماع دوري تعقده المنظمة مع الدول المنتجة خارج «أوبك»، وهو الاجتماع الثاني من نوعه هذا العام مع روسيا.
اما السعودية التي يقول مراقبين انها تواجه صعوبات في اقتصادها الداخلي بفعل انخفاض اسعار النفط ، فقد ردت بأن هذه المعلومات لا اساس لها مؤكدة ان ان قطاع البتروكيماويات السعودي قادر على الصمود في مواجهة الانخفاض الحاصل في أسعار النفط العالمية حالياً، لافتين إلى أنه لن يؤثر في قدرته التنافسية في الأسواق الدولية.
ويقول الخبراء ان الدول المصدرة للنفط في العالم تتصارع على الحصص السوقية في معركة تستغل فيها الدول الثرية الأسعار المتدنية للخام لدخول أسواق جديدة، وغالباً ما يكون ذلك على حساب روسيا.
وتسعى السعودية من هذه العملية الى إعادة توازن إلى السوق، عن طريق اجبار منتجي النفط عالي التكلفة (النفط الصخري) على خفض إنتاجهم ، وهو ما يؤشر ان المنافسة مازالت تسيطر على اسواق النفط العالمية بين النفط التقليدي والنفط الصخري .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية