يعتقد العديد من المحللين الأمريكيين أن إيران تلعب أحياناً دوراً صعباً في المفاوضات النووية لاعتقادها بأن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن العراق في أي لحظة وهنالك اعتقاد، ايضا، بأن واشنطن لن تستخدم القوة العسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني، وفقاً للباحث إريك مانديل في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس.
ذا هيل: إيران تراجعت عندما أظهرت الولايات المتحدة قوتها
وبحسب ما ورد، يقول مانديل إن الاعتقاد بأن الرد الحاسم ضد إيران قد يؤدي إلى مزيد من الصراع في العراق قد لا يكون صحيحاً، وعلى العكس من ذلك، فقد تراجعت إيران عندما أظهرت الولايات المتحدة قوتها، خاصة عندما اغتالت أمريكا الجنرال قاسم سليماني، حيث كان الرد الإيراني صامتاً، على الرغم من وصف الغارة الأمريكية من قبل النقاد بأنها كانت طائشة.
ولاحظ مانديل أن الشرق الأوسط مكان يصعب فيه التنبؤ بالنتائج، وأي إجراء يمكن أن يأتي بنتاج عكسية، مشيراً إلى أن الإستراتيجية الأمريكية هي لعبة منافع ومخاطر، ولكنه يعتقد بأن عدم الرد على الهجمات الإيرانية ضد القواعد الأمريكية أو حلفاء واشنطن في المنطقة يجعل من العالم مكاناً أكثر خطورة، وأن حلفاء أمريكا قد يفقدون الثقة بها.
النفوذ الإيراني في العراق وظهور تنظيم “الدولة” مرة ثانية سيزيد من المخاطر على الأردن، وبالتالي زيادة فرصة اندلاع حرب إقليمية
ولكن هل هناك حاجة لوجود أمريكي في العراق لتعزيز مصالحها الأمنية؟ وما الذي ستحصل عليه الولايات المتحدة – وماذا ستخسر- إذا انسحبت تماما من العراق كما فعلت في أفغانستان؟ وفقاً لديفيد بولاك من معهد واشنطن، هناك العديد من الأسباب التي تجعل بقاء القوات الأمريكية ضرورة في العراق، مثل عدم السماح لتنظيم الدولة بالظهور مرة ثانية وحماية الحلفاء في المنطقة ومنع إيران من أخذ عائدات النفط العراقي.
وأكد مانديل أن النفوذ الإيراني في العراق وظهور تنظيم” الدولة” سيعمل على زعزعة استقرار حليف قوي للولايات المتحدة هو الأردن، وأن ذلك بالتالي سيؤدي إلى فرصة لاندلاع حرب إقليمية بسبب تدخل إسرائيل.
وأشار الكاتب إلى أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي كانت إشارة واضحة للولايات المتحدة بقوة النفوذ الإيراني في البلاد كما أنها ساهمت في الإشارة بعجز قوة الولايات المتحدة أمام العالم.
واستنتج مانديل أن عدم اتخاذ أي إجراء ضد إيران يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التهديدات ضد المصالح الأمريكية.
وعلى أية حال، وضعت إدارة الرئيس جو بايدن الدبلوماسية أولاً، وهي بالطبع استراتيجية مشروعة، ولكن بحسب رأي مانديل، هناك حاجة لبقاء القوات الأمريكية في العراق واستخدام التهديد بالقوة في حالة الأسلحة النووية الإيرانية.
صحيفة القدس العربي