تعترف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الآن بأن الاتفاق النووي مع إيران قد لا يحدث على الرغم من تواصلها المستمر مع طهران، وهناك دلائل على أن الإدارة تريد إلقاء اللوم على الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي من المفترض أن انسحابه من الاتفاق النووي الأصلي قدم لإيران ذريعة لتعزيز قدراتها في مجال الأسلحة النووية، ولكن الحقيقة غير المريحة، وفقاً للكاتب أنتوني روجيرو في مقال نشره موقع “فورين بوليسي”، هي أن التحركات الإيرانية الأكثر عدوانية جاءت بعد انتخاب بايدن.
روجيور: التقدم النووي الإيراني تحقق بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن وليس بعد انسحاب ترامب من اتفاقية عام 2015
واستنتج روجيرو أن ما يدفع طهران إلى الأمام ليس حملة “الضغط الأقصى” التي شنها ترامب، ولكن قرار بايدن تخفيف هذا الضغط، وعلى حد تعبير الكاتب، فإن إيران تفعل ما يمكنها أن تفلت منه.
ولاحظ الكاتب أن إدارة بايدن أقرت في أوائل كانون الأول/ ديسمبر بأنها تناقش البدائل ” إذا كان الطريق إلى الدبلوماسية نحو العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 غير قابل للتطبيق على المدى القريب، مشيراً إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أدلى بهذا التعليق بينما كان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس يزور واشنطن لاقتراح مناورات عسكرية مشتركة استعداداً لضربات محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، كما تشير الحاجة إلى هذه المشاورات إلى أن الصفقة أصبحت بعيدة المنال.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر مسؤول أمريكي كبير لم يذكر اسمه من أن طهران قد تتمكن من الحصول على قنبلة واحدة من اليورانيوم عالي التخصيب في الربع الأول من عام 2022، وبعبارة أخرى، يعتقد الكاتب بأن إيران قد استغلت المفاوضات المطولة في فيينا للتحرك نحو اختراق نووي، وهو الوقت الذي تحقق فيه دولة ما القدرة على صنع أسلحة نووية.
وبحسب ما ورد، يعرف حلفاء واشنطن في أوروبا، ايضاً، أن المحادثات تتجه نحو الفشل، حيث قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن هذه هي الفرصة الأخيرة لإيران للتوصل إلى اتفاق، ولكن الاعتراف بالفشل هو أمر يختلف عن تحمل المسؤولية، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن “طريق الدبلوماسية فاشل على ما يبدو”، وركز بلينكن على إلقاء اللوم على ترامب، وقال إن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق كان خطأ كارثياً لأن ما حدث منذ ذلك الحين هو أن إيران استخدمت ذلك كذريعة، للتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاقية ولإعادة بناء البرنامج النووي، على الرغم من سياسة” الضغط الأقصى”.
وزعم روجيرو أن التقدم النووي، الذي حققته إيران حدث بعد انتخاب بايدن، وليس بعد انسحاب ترامب من الصفقة في عام 2018، وتساءل روجيرو بسخرية ” هل يعتقد بلينكن حقاً بأن طهران تتجاهل يد واشنطن الممدودة لأنها لا تزال غاضبة بشأن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف؟”.
وأوضح مقال “فورين بوليسي” أن بايدن لم يفرض أي عقوبات على طهران في 5 حالات رئيسية تشكل التقدم النووي الإيراني، وهي بدء إيران في انتاج اليورانيوم، وهو عنصر حاسم في الأسلحة النووية، في فبراير وتخصيبه إلى درجة نقاء 60 في المائة في أبريل، كما عرقلت طهران تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطة إيران النووية غير المعلنة في عدة مواقع، وخفضت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية في المواقع المعلنة اعتباراً من فبراير، ولا يمكن للوكالة مراجعة البيانات من معدات المراقبة، وزادت طهران من إنتاج أجزاء اجهزة الطرد المركزي المتقدمة منذ أغسطس.
القدس العربي