بدأ ساسة غربيون الإعداد لعقوبات جديدة ضد موسكو تستهدف قطاعي النفط والفحم، ردا على ما قالوا إنها إبادة جماعية ارتكبها الجنود الروس في بلدة بوتشا. وفي حين تسلمت وزارة الدفاع الأوكرانية صواريخ أميركية جديدة وأعلنت تحرير منطقة كييف، واصلت القوات الروسية عملياتها وقصفت مطارا و13 منشأة عسكرية في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مجلس الأمن الدولي سينظر غدا الثلاثاء فيما وصفها بجرائم الحرب المرتكبة في بوتشا وبلدات أخرى، وأشار إلى أن مئات المدنيين قتلوا في بوتشا وبلدات أوكرانية أخرى، وأن هناك حزمة عقوبات جديدة على روسيا، لكنه اعتبرها غير كافية.
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي -اليوم الاثنين- إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن “الإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش الروسي في مدن أوكرانية من بينها بوتشا”.
وصرّح مورافيتسكي أمام الصحافة أن “هذه المجازر الدامية التي ارتكبها الروس، جنود روس، تتطلب أن تُسمّى باسمها. إنها إبادة جماعية، ويجب أن يُحاسبوا عليها”، وأضاف “لذلك نقترح تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة الإبادة الجماعية هذه”.
النفط والفحم
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -اليوم الاثنين- أنه “يؤيّد” فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على موسكو قد تشمل النفط والفحم، وذلك بعد العثور على مئات الجثث التي تعود لمدنيين في منطقة كييف، ولا سيما في بوتشا.
وقال ماكرون “ما حصل في بوتشا يتطلّب (فرض) حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جدا”، وأضاف “إذن، سننسّق مع شركائنا الأوروبيين، وخصوصًا ألمانيا في الأيام المقبلة”، متحدثًا عن عقوبات فردية وتدابير تطال الفحم والنفط الروسيَّين.
وأضاف “هناك اليوم مؤشرات واضحة جدًّا على ارتكاب جرائم حرب، وثبت تقريبا أن الجيش الروسي كان موجودًا في هذه المدينة الصغيرة حيث قُتل مدنيون”.
وأكد أنه “يجب إحقاق العدالة الدولية. يجب محاسبة أولئك الذين كانوا سبب هذه الجرائم”، لأنه “لن يحلّ السلام من دون عدالة”.
ولا يزال عدد القتلى الإجمالي غير مؤكد، وقد عُثِر على جثث تعود إلى 410 مدنيّين في أراض بمنطقة كييف استعادتها القوّات الأوكرانيّة في الآونة الأخيرة من القوّات الروسيّة، وفق ما أعلنت النائبة العامّة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا الأحد. ونفت موسكو أي ضلوع لها.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إنهم طلبوا من محكمة الجنايات الدولية “زيارة المقابر الجماعية في ضاحية بوتشا”.
من جانبه، أمر كبير المحققين الروس -اليوم الاثنين- بإجراء تحقيق رسمي فيما أسماه “باستفزازات” أوكرانيا، بعد أن اتهمت كييف الجيش الروسي بقتل مدنيين في بلدة بوتشا.
وقالت لجنة التحقيقات الروسية في بيان إن رئيس اللجنة ألكسندر باستريكين أمر بفتح تحقيق بعد أن نشرت أوكرانيا “معلومات كاذبة عمدا” عن القوات المسلحة الروسية في بوتشا.
وقال السفير الروسي بواشنطن: “قواتنا غادرت بوتشا في 30 مارس/آذار، والآن أظهرت كييف لقطات مثيرة لتشويه سمعة روسيا”.
تطورات ميدانية
وقال وزير الدفاع الأوكراني إنه تم تحرير منطقة كييف “بعد 39 يوما من صدنا تدخلا روسيا واسع النطاق”.
وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إسقاط 147 طائرة، و134 مروحية روسية، ومقتل 18 ألفا و300 عسكري روسي منذ بدء الحرب.
في المقابل، أكدت الرئاسة الروسية ثقتها في أن تحقق العملية العسكرية في أوكرانيا أهدافها بالكامل، مبدية أملها في التوصل إلى اتفاقات عبر المفاوضات
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الاثنين- عن استهداف مطار بولوفوي في مقاطعة ميكولايف الأوكرانية بصواريخ، مما أسفر عن تدمير 3 مروحيات عسكرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف “قامت القوات الجوية الروسية باستهداف عدة مواقع تابعة للجيش الأوكراني، ومنها في بلدة ليسيتشانك، حيث تم القضاء على مجموعة تعمل ضمن اللواء اللوجستي المسؤول عن العربات والدبابات العسكرية”.
وأضاف “خلال الليل، ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي للقوات الجوية الروسية 14 منشأة عسكرية أوكرانية”.
صواريخ أميركية
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن شحنات من المساعدات العسكرية وصلت إلى أوكرانيا خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى أن واشنطن تمدّ كييف بصواريخ جافلين وستينغر وغيرها من المعدات العسكرية.
وشدد كيربي في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” (FoxNews) على أن واشنطن ستواصل تقديم هذه المعدات العسكرية نظرا لحاجة أوكرانيا إليها، وفق قوله.
واعتبر كبير موظفي البيت الأبيض رون كلين أن القوات الأوكرانية تحقق انتصارا في محيط كييف وشمالي البلاد، بفضل بسالة جنودها والدعم المقدم لها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف كلين في مقابلة تلفزيونية أن هناك أدلة على أن بوتين يقوم بإخراج قواته من شمال أوكرانيا لنشرها شرقا، بهدف إعادة إطلاق المعركة من هناك.
المصدر : الجزيرة + وكالات