الباحثة شذى خليل*
سجّل العراق الذي يعدّ النفط أبرز مصدر لإيراداته المالية، أعلى معدّل إيرادات نفطية تتحقق منذ 50 عاماً في مارس، مع تصديره ما يساوي 11.07 مليار دولار من النفط، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا و وسط ارتفاع لأسعار الخام عالمياً
حيث قالت وزارة النفط إن العراق صدر 11.07 مليار دولار من النفط الشهر الماضي ، وهو أعلى مستوى منذ نصف قرن ، مع ارتفاع أسعار الخام وسط مخاوف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الوزارة إن العراق ، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ، صدر “100.563.999 برميل بعائدات بلغت 11.07 مليار دولار ، وهي أعلى إيرادات منذ خمسين عاما ، لكن ماهي خطط الانفاق وسداد الديون الاستثمارات والتنمية ام انه لا توجد دراسات لمواجهة هذا الارتفاع وتنظيم الإيرادات ووضعها بالمكان الصحيح ، كما هو الحال في حال مواجهة ازمة معينة يجب ان تكون هناك خطط بديله وخطط طوارئ ؟
وقال المسؤول بالوزارة ، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ، إن الأرقام التي نشرت في وقت متأخر من يوم الجمعة هي بيانات أولية لكن البيانات النهائية “لا تختلف بشكل عام” كثيرًا.
في فبراير شباط الماضي ، سجلت عائدات النفط أعلى مستوى لها في ثماني سنوات عند 8.5 مليارات دولار ، حيث بلغت الصادرات اليومية 3.3 ملايين برميل من النفط. وتشكل صادرات النفط أكثر من 90 بالمئة من دخل البلاد
وارتفعت أسعار النفط الخام بسبب مخاوف من حدوث نقص كبير في الإمدادات بعد غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير. روسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية.
اتفقت مجموعة الدول المنتجة للنفط في أوبك وحلفائها بقيادة روسيا على زيادة متواضعة أخرى في إنتاج النفط ، متجاهلة الضغوط الغربية لزيادة الإنتاج بشكل كبير حيث هز الصراع في أوكرانيا الأسعار. ودعمت الدول الـ 13 الأعضاء في منظمة أوبك التي تقودها السعودية و 10 دول بقيادة روسيا – وهي مجموعة تعرف باسم أوبك + – زيادة قدرها 432 ألف برميل يوميًا في مايو ، بزيادة طفيفة عن الأشهر السابقة. وحثت الولايات المتحدة أوبك + على زيادة الإنتاج حيث ساهم ارتفاع أسعار الطاقة في ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم ، مما هدد بعرقلة التعافي من جائحة كوفيد.
وتعتمد ميزانية العراق العامة بأكثر من 95% على الإيرادات المالية المتحققة من بيع الذهب الأسود، مع ذلك، يعاني البلد البالغ عدد سكانه 40 مليون نسمة وعاش فترات طويلة من الحروب والنزاعات، من نقص كبير في الطاقة وتهالك البنى التحتية وانقطاعات متكررة في الكهرباء.
على الرغم من احتياطيات الهائلة من النفط والغاز ، لا يزال العراق يعتمد على الواردات لتلبية احتياجاته من الطاقة.
نقص إمدادات الكهرباء في العراق
توفر إيران المجاورة حاليًا ثلث احتياجات العراق من الغاز والكهرباء، لكن الإمدادات تنقطع أو تقل بانتظام ، مما يؤدي إلى تفاقم فقدان الأحمال اليومية.
ان نقص الكهرباء أصبح يمثّل أزمة في السياسة الداخلية العراقية، وأدى في السنوات الأخيرة إلى اندلاع احتجاجات عنيفة، خصوصًا في المحافظات الجنوبية، وقد أخفقت إيران في تحصيل ديونها من العراق في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات الأميركية، وقطعت طهران الكهرباء
حيث حجم الإنتاج النفطي أكثر من 4 ملايين برميل في اليوم، في حين يبلغ حجم التصدير أكثر من 3 ملايين برميل يوميا، وذلك وفقا لوزارة النفط العراقية.
وأدى الغزو الروسي لاوكرانيا الى ارتفاع أسعار الخام في حين لا تزال الدول المنتجة للنفط تحد من العرض. وتوافقت الدول الاعضاء في تحالف “أوبك بلاس” الخميس على زيادة طفيفة لإنتاجها، متجاهلة الدعوات الى التخفيف من الضغوط على الأسعار.
ختاما تعد عائدات النفط ضرورية للحكومة العراقية في الوقت الراهن ، حيث غرق البلد في أزمة مالية ويحتاج إلى أموال لإعادة بناء البنية التحتية بعد عقود من الحرب المدمرة، وتحقيق التنمية الاقتصادية ليست نموا اقتصادياً وارتفاعاً في معدلات الدخل القومي فحسب بل هي عملية شاملة تعنى بالإنسان مثلما تعنى بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، لذا فإنَّ أثرها التراكمي ليس مجرد النمو الاقتصادي بل تحول عميق وواسع الانتشار فالتنمية إذا «عملية تراكمية متصلة، تتكون من جملة تبدلات سياسية واجتماعية واقتصادية تتشارك في فعلها عبر تغذية عكسية متبادلة، عملية تطلق رؤية ذاتية تعمل على تطوير قدرات الاقتصاد والمجتمع وتمكنه من توفير القوى البشرية والمورد المادية والمالية لتعزيز وترشيد الإنتاج الاقتصادي مما يسمح بالتالي بتوفير مستوى لائق من المعيشة للمواطنين في إطار الأمن بشكل متصل أو مطرد.
وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية