عدن – تعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي في أول خطاب رسمي له مساء الجمعة منذ تسلمه رئاسة المجلس بالعمل إنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات من خلال إرساء عملية سلام شاملة في البلاد، ومكافحة النزاعات الطائفية.
وقال رشاد العليمي في خطاب نقله التلفزيون إن “مجلس القيادة يعد الشعب بإنهاء الحرب وتحقيق السلام، من خلال عملية سلام شامل تضمن للشعب اليمني كافة تطلعاته”.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يتخذ من الرياض مقرا له، قد فوض الخميس سلطاته إلى المجلس وعزل نائبه، فيما تسعى السعودية لتعزيز التحالف المناهض للحوثيين وسط جهود تقودها الأمم المتحدة لإحياء مفاوضات السلام.
وأكد العليمي “التزام المجلس التام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق الرياض (ومضامين مخرجات المشاورات اليمنية -اليمنية المنعقدة في الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج).
وأوضح أن “مجلس القيادة الرئاسي يؤكد التزامه بأحكام القانون الدولي، والأعراف الدولية، والقرارات الأممية”، مشيرًا إلى أنه سيعمل “على تجنيب اليمن أطماع الطامعين (الذين يستهدفون عروبته، ونسيجه الاجتماعي، والجغرافي)، في حين تعهد بتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح، وأنه يحمل على عاتقه “هموم ، وآمال، ومعاناة، وطموحات، الشعب”.
وأشار العليمي إلى أن مجلس القيادة الرئاسي “سيقف سداً على إنهاء الحرب وإحلال السلام، لافتاً إلى أن المجلس “هو مجلس سلام لا مجلس حرب، إلا إنه أيضا مجلس دفاع وقوة ووحدة صف مهمته الذود عن سيادة الوطن وحماية المواطنين”.
وتعهد العلمي بأن “يضع المجلس نصب عينيه العمل على تحقيق مطالب الشعب، ويبذل قصارى جهده لمعالجة التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، في كل أنحاء يمننا الحبيب، (شمالًا وجنوبًا)، دون تمييز، وفي كل المناطق اليمنية دون استثناء”.
وتوعد العليمي، بمكافحة النزاعات الطائفية وتحقيق العدل والمساواة لجميع اليمنيين، في ظل دولة مدنية حديثة.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن العليمي أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس هيئة الأركان العامة صغير بن عزيز للاطلاع على سير العمليات العسكرية بمختلف الجبهات، وتعهد على ضرورة بناء الجيش وفق أسس علمية ووطنية صحيحة بعيداً عن المحسوبية والولاءات الضيقة.
وذكرت الوكالة أن “العليمي استمع من عزيز إلى شرح مفصل على سير العمليات العسكرية في كافة الجبهات، والتزام الجيش الوطني بوقف إطلاق النار تنفيذا للهدنة الإنسانية التي أعلن عنها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (بدأت قبل أسبوع لمدة شهرين)”.
وقال العليمي إن “المرحلة الراهنة استثنائية وحساسة وتتطلب من الجميع تضافر الجهود والوقوف صفا واحدا للسير نحو تحقيق حلم أبناء الشعب اليمني في يمن موحد ومزدهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام والبدء بعملية الإعمار”.
وأضاف أن “المسؤولية الملقاة على عاتقنا تتطلب من الجميع تجاوز الخلافات والترفع عنها من أجل الدفع باليمن إلى بر الأمان والخروج من هذه الحرب التي ألقت بظلالها على مجمل الأوضاع لاسيما الاقتصادية”.
وشدد على أن “الوطن أمانة في أعناق الجميع، ويجب الحفاظ عليه وأداء الواجب الوطني والدفاع عليه وعلى أمنه واستقراره ووحدته”.
ورحبت الولايات المتحدة الجمعة بالإعلان عن تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن بلاده تدعم تطلعات الشعب اليمني إلى قيام حكومة فعالة وديمقراطية وشفّافة تضم أصواتا متنوعة من السياسيين والمجتمع المدني بمن في ذلك النساء والفئات المهمشة الأخرى.
وأضاف أن الأهم في الأمر أن اليمنيين يستحقّون حكومة تحمي الحقوق والحريات، جنبا إلى جنب مع تعزيز العدالة والمساءلة والمصالحة.
وتابع “الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالمساعدة في التوصل إلى حلّ دائم وشامل للصراع في اليمن ونحن نحثّ مجلس القيادة الرئاسي على الالتزام بالهدنة التي تمّ التفاوض عليها بإشراف الأمم المتحدة والتعاون مع الجهود الشاملة التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع، فلا بدّ أن تتاح لليمنيين الفرصة أخيرا لتقرير مستقبل بلدهم. لذلك فنحن نحثّ جميع الأطراف على اختيار طريق السلام والحوار”.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن دعمه هذه الخطوة التي وصفها بأنها مشجعة للهدنة الأخيرة، مشيرا إلى أنها “يمكن أن تخلق المزيد من الزخم لتسوية سياسية شاملة للصراع”. ودعا “جميع الفاعلين، وعلى وجه الخصوص الحوثيين” إلى “احترام الهدنة والتعاطي مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ دون شروط مسبقة”.
والمجلس بقيادة المسؤول اليمني البارز رشاد العليمي الذي كان أحد مستشاري الرئيس هادي وعضوية سبعة أشخاص من عدة مكونات بينها حزب المؤتمر الشعبي العام، والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وسيتسلم المجلس بالإضافة إلى صلاحيات الرئيس، صلاحيات نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي أعفاه هادي من منصبه أيضا.
ورحبت السعودية ودول عربية بتشكيل المجلس الرئاسي، لكن جماعة الحوثي رفضت تشكيل المجلس الرئاسي لتولي سلطة البلاد.
العرب