الدوحة – أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأحد أن بلاده وفت بما تعهدت به، بتنظيم كأس عالم “استثنائية” في كرة القدم، معربا عن شكره لكل من ساهم في نجاح هذه البطولة، دون أن يعترف بفشل الدولة الخليجية في ملف حقوق العمال الذين نهضت فوق معاناتهم منشآت المونديال.
وبارك أمير قطر في بيان على تويتر لمنتخب الأرجنتين فوزه بكأس العالم 2022 وللمنتخب الفرنسي وصافة البطولة، كما تقدم بالشكر للمنتخبات المشاركة والجماهير التي شجعتها بحماس والاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقال الأمير “ومع الختام نكون أوفينا بوعدنا بتنظيم بطولة استثنائية من بلاد العرب، أتاحت الفرصة لشعوب العالم لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا”.
وغابت عن تصريحات أمير قطر اعترافه بحقوق العمال الأجانب المضطهدين سواء منهم من لقي حتفه أثناء عمليات التشييد والبناء أو الذين غادروا الإمارة الخليجية دون أن يحققوا المكاسب المادية التي حلموا بها لتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم.
ويرى مراقبون أن هذه الإشادة بنجاح تنظيم كأس العالم التي وصفها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري جياني إنفانتينو بأنها “الأفضل” بين كل النسخ السابقة، كان يمكن أن تكتمل لو تعهد الشيخ تميم بتعويض الآلاف من العمال الأجانب، خصوصا وأن بلاده أنفقت أكثر من 200 مليار دولار على الملاعب والبنى التحتية الجديدة قبل استضافة أول كأس عالم تنظمها دولة عربية.
لكن الإمارة الخليجية التي واجهت منذ منحها الاستضافة انتقادات قاسية بشأن سجلها في حقوق الإنسان ومعاملة العمال الأجانب، اعتبرت أن هذه الهجمات ما هي إلا محاولة للتشكيك بحق العالم العربي في تنظيم مثل هذه المناسبات الكبيرة.
وسبق أن أكد وزير العمل القطري علي بن صميخ المرّي أنّ بلاده ترفض الدعوات المطالبة بإنشاء صندوق خاص جديد لتعويض العمّال المهاجرين، الذين قضوا أو تأذّوا على أراضيها خلال تشييدهم المشاريع الضخمة لاستضافة كأس العالم.
وتقود منظمتا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” حملة لدفع الفيفا وقطر إلى تعويض العمالة الوافدة في قطر عمّا تعرضت له من انتهاكات لحقوق الإنسان، من خلال تخصيص 440 مليون دولار توازي جائزة الفوز بكأس العالم.
وتتّهم جماعات حقوقية قطر بعدم الإبلاغ عن كلّ الوفيات التي حصلت في صفوف العمال المهاجرين خلال عملهم في ورش البناء.
وقال المرّي إنّ هذا الاقتراح غير عملي. وأضاف أنّ بلاده لديها أصلا “صندوق تعويضات ناجح”.
واعتبر الوزير القطري أنّ “هذه الدعوة إلى حملة تعويضات ثانية بقيادة الفيفا هي حيلة دعائية”.
العرب