نشر موقع “أكسيوس” تقريرا أعدته مينكيس توكي، قالت فيه إن تركيا أرسلت رسائل عن تقارب محتمل معنظام بشار الأسد في سوريا. وأضافت أن تركيا عبّرت بشكل متزايد عن استعدادها لاستئناف العلاقات مع نظام دمشق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد في يوم ما حليفين قريبين، لكن العلاقات توقفت عند اندلاع الثورة السورية. وتبادل الرئيسان عددا من الاتهامات القاسية، في وقت أكد أردوغان على ضرورة رحيل الأسد.
إلا أن أنقرة التي دعمت المعارضة المسلحة، حوّلت موقفها، وأعطت أمنها القومي أولوية، وهي وقف تقدم المقاتلين الأكراد على حدودها مع سوريا. وفي مكالمة مع الرئيس فلاديمير بوتين، اقترح أردوغان قيام الزعيم الروسي بعقد لقاء ثلاثي بين قادة تركيا وروسيا وسوريا لمناقشة مكافحة الإرهاب. وقال أردوغان: “يجب أن تتعاون مؤسساتنا الأمنية أولا وبعد ذلك يلتقي وزراء خارجيتنا”.
والتقى حقان فيدان، مسؤول المخابرات الوطنية التركية، مع نظيره السوري علي مملوك في دمشق عدة مرات من أجل ترتيب لقاء بين وزيري الخارجية. ورحبت موسكو بالموقف التركي الجديد، حيث كانت تحضر للطريق من أجل لقاء محتمل بين أردوغان وبشار.
ورأى الموقع أن أي مصالحة تركية- سورية متوقعة ستحصل بشكل تدريجي. وأعربت دمشق حتى هذا الوقت عن حذر في التعامل مع أنقرة، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في حزيران/ يونيو من العام المقبل. وتتعامل سوريا مع تركيا التي نشرت قواتها في مناطق واسعة من أراضيها على أنها قوة محتلة. وفي الأشهر الأخيرة، تعهد أردوغان بعملية توغل جديدة في الأراضي السورية ضدالمقاتلين الأكراد. وشنت تركيا في الأسابيع الماضية، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع للأكراد أو قوات حماية الشعب الذين تقول أنقرة إنهم عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني، وهي مجموعة مسلحة مصنفة “إرهابية” في تركيا والولايات المتحدة.
وتتفق أنقرة ودمشق على نفس الموقف المتعلق بإنهاء وجود قوات حماية الشعب والقوات الأمريكية التي دعمت قوات سوريا الديمقراطية، ومعظمها من الأكراد. إلا أن التقارب التركي- السوري يحتاج إلى خطة مفصلة تقضي بإعادة ترحيل أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري يعيشون حاليا في تركيا. وسيزيد منظور إرسال السوريين إلى بلادهم من شعبية أردوغان.
وقال زعيم المعارضة التركية، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليشدار أوغلو، إنه لو انتُخب العام المقبل، فسيقوم بتطبيع العلاقات مع سوريا، وسيعيد كل السوريين إلى بلادهم.
ويرى جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، أن تركيا لن تحصل على أي شيء من التطبيع مع نظام الأسد. لكن أردوغان أكد في الفترة الأخيرة على أن تركيا ستعيد المسار مع سوريا، وأن السياسة ليس فيها أي مجال للحنق. والقضية المركزية في كل هذا هي استعداد تركيا لسحب قواتها من سوريا ووقف دعمها للمقاتلين السوريين.
القدس العربي