قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، مساء السبت، إنه في حال تلقي معلومات حول مكان وجود قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار “ونعرف أنه محاط بمخطوفين إسرائيليين، فسيضعنا ذلك في حيرة تمزق القلب”، في إشارة إلى عدم اكتراث الاحتلال لمصير الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأوضح في حديث للقناة 12 العبرية: “سيكون هذا الاختيار مؤلماً، ولكن هذا يعني أننا وصلنا إليه (يحيى السنوار)، وإذا وصلنا إليه فهذا إنجاز عظيم”، مضيفاً “هذه معضلة، وفي نهاية المطاف يجب اتخاذ قرار”.
وتابع “إذا قتلنا يحيى السنوار فربما تدرك القيادة التي ستخلفه أنه يتعين عليها مغادرة غزة (..) لإنقاذ حياتها. قتل يحيى السنوار هو مفتاح لتحقيق أهداف الحرب: القضاء على حماس وتحرير المختطفين”، على حد تعبيره.
وفي رده على سؤال بشأن صفقة تبادل المحتجزين والأسرى التي تمت سابقاً، قال هنغبي: “في النقاشات الأولية، العروض التي تلقيناها لم تقترب مما تمكّنا (لاحقاً) من تحصيله”. وفي الصدد، طالب متحدث باسم عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة حكومة الاحتلال بإعادة هؤلاء أحياء كما أعادت غيرهم عبر التفاوض. وتواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تنظيم وقفات واحتجاجات لدفع حكومة الاحتلال للعودة إلى مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس عبر الوسطاء. وعن طريقة تفكير إسرائيل في الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قال: “كنا نفكّر بعقلانية، كان يجب أن نفكّر مثل داعش”. وتعني أقوال هنغبي أن الاحتلال الإسرائيلي يتكبد خسائر فادحة ويدفع ثمناً باهظاً منذ شنه الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تحذيرات لحزب الله.. الشمال بعد غزة وفي حديثه عن الجبهة اللبنانية، قال هنغبي، “في حال لم يبتعد حزب الله عن الحدود، فسنعمل عسكرياً. تأخرنا 17 عاماً في معالجة مشكلة لأننا تفادينا دفع الثمن الذي ندفع الآن”. وقال أيضاً إنه “في حال عدم قبول حزب الله حلاً سياسياً، وتقديري بأنه لن يفعل، فسيتوجب علينا العمل عسكرياً من أجل إعادة الناس الى منازلهم لكي لا يكونوا نازحين في بلدهم”، ويقصد هنا النازحين الإسرائيليين من البلدات القريبة من الحدود مع لبنان. وأضاف هنغبي: “أنا متفائل بنتائج الحرب في غزة، وبعد ذلك في الشمال”.
وتابع هنغبي: “لم يعد بإمكاننا أن نقبل أن توجد قوة الرضوان على الحدود. أعتقد أن الجمهور الإسرائيلي يفهم أن الوضع في الشمال يحتاج إلى التغيير وسيتغير. إذا وافق حزب الله على تغييره بطريقة دبلوماسية، فهذا أمر جيد، وإذا لم يكن كذلك، فسيتعين علينا أن نتحرك. سيتعين علينا أن نضمن أن الوضع في الشمال مختلف”.
وبشأن الحوثيين وتهدديهم باعتراض كل سفينة تبحر في البحر الأحمر نحو إسرائيل، قال هنغبي إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوضح لكل من الرئيس الأميركي، جو بايدن، والمستشار الألماني، أولاف شولتز، “إذا لما تتحركا ضد الحوثيين فنحن سنتحرك عسكرياً”.ومما جاء على لسان هنغبي إن الأميركيين لم يحددوا موعداً لنهاية الحرب على قطاع غزة، مضيفاً: “إنهم يدركون أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بإبلاغ الجيش الإسرائيلي بمقدار الوقت المطلوب لتحقيق الأهداف. لا يمكن قياس تحقيق الأهداف لا بأسابيع، ولا بأشهر، والجيش الإسرائيلي سيصل إلى أي نقطة يريدها في غزة”، على حد زعمه.