يحاول الجيش الأمريكي صياغة خطة جديدة للحرب ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « في خطوة تشير إلى ادراك متزايد بان الرئيس الأمريكي باراك اوباما لا يمتلك بالفعل استراتيجية ناجحة ضد الجماعة اذ شكل قادة وزارة الدفاع الأمريكية قوة خاصة مهمتها صياغة « مسار جديد « لعملية « الحل المتاصل « وذلك وفقا لوثائق رسمية حصلت عليها « القدس العربي « من هيئة الأركان المشتركة .
وتشكل هذه الخطوة بداية لجهد اوسع لاصلاح الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة وسط انتقادات شديدة من مرشحي الرئاسة الجمهوريين تقول بان اوباما يخسر المعركة ضد الجماعة المتطرفة .
وقال الكولونيل كربستوفر كارفر ضابط الشؤون العامة لقوة المهام المشتركة « الحل المتأصل « انه لا ضير من مناقشة الموضوع ولكن لا يمكن القول بأننا لا نملك استراتيجية، المجموعة الجيدة تحاول فهم ما نقوم به في الوقت الحاضر .
ومن غير الواضح ماهية الجهة التى تقود أو توجه هذه الجهود ولكنها كما يبدو مدفوعة من داخل المؤسسة العسكرية اضافة إلى رغبة صريحة من البيت الابيض للقيام بعمل افضل لتوصيل استراتيجية محاربة التنظيم إلى الجمهور اذ صدرت رسائل مباشرة من الادارة الأمريكية تشجع الحكومات الوطنية لتحصيل معلومات اضافية للحديث عن جوانب حملة مكافحة الجماعة الإرهابية كما اعترف اوباما في وقت سابق بان الادارة لم تفعل ما يكفى لنشر معلومات حول التقدم الحاصل في الحرب ضد التنظيم .
واقر مسؤولو البيت الابيض ان هناك انتقادات مشروعة لما قامت به الادارة في اشارة تقترب من الاعتراف إلى والاقرار بفشل واضح في توضيح استراتيجية اوباما للجمهور وقالوا ان الهدف الجديد هو التاكد من الناس على علم بجميع الاجراءات التى تتخذها الولايات المتحدة ضد التنظيم .
وتحرك البيت الابيض بنشاط خلال الشهر الماضي لتسليط الضوء على الحملة العسكرية ضد « الدولة الإسلامية « كما اعلنت الادارة تعيين روبرت مالي في وضيفة « قيصر « لقيادة الحملة ضد الجماعة وخاطب اوباما من المكتب البيضاوي للدفاع عن استراتيجيته، وبدأ الفريق الاعلامي في مجلس الامن القومي بارسال ملخصات يومية للصحافيين عبر البريد الالكتروني حول التطورات الرئيسية في الحملة الدوؤبة لتدمير داعش، وزار اوباما وزارة الدفاع في منتصف الشهر الجاري وعقد اجتماعا لمجلس الامن القومي كما اطلع مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصحافيين في البنتاغون بشأن الجهود المبذولة لاستهداف الاصول النفطية لتنظيم الدولة في حين اطلع ادم زوبين وكيل وزارة المالية لشؤون الإرهاب والجرائم المالية الصحافيين في البيت الابيض على الجهود المبذولة لايقاف تمويل داعش ولكن رئيس مجلس النواب بول راين رفض في الاسبوع الماضي الفكرة القائلة بان الرسائل الاعلامية الضعيفة مسؤولة عن ارتفاع المخاوف العامة حول الإرهاب وقال بان المطلوب خطة شاملة لتدمير العدو وحماية الامن القومي.
وجاء فشل واشنطن في تجنيد عناصر لبرنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة كمثال واضح على فشل الترويج لاستراتيجية الرئيس الأمريكي مما ادى إلى وقف البرنامج.
وتاتى هذه الجهود وسط نجاح لقوات التحالف في العراق حيث استعادت القوات العراقية مصفاة نفط بيجي من داعش في اكتوبر واستعادت قوات البيشمركه سنجار في نوفمبر في حين تستعد القوات العراقية لاستعادة الرمادي ولكن الهجمات الإرهابية في باريس وسان برناردينو طغت على هذا النجاح في حين افاد استطلاع للراى العام ان غالبية الأمريكية يريدون بذل المزيد في مكافحة التنظيم وارسال قوات برية امريكية إلى العراق وسوريا.
وقال السفيرالأمريكي السابق في العراق جيمس جيفري ان اوباما قد خسر ثقة الشعب الأمريكي في المعركة ضد التنظيم مشيرا إلى ان استراتيجيته لا تعمل وان كل ما يفعله في الوقت الحاضر هو اعادة ترتيب المقاعد على سطح سفينة « تايتانك « بدلا من حمايتها من الغرق.
من جهة اخرى، قال النائب بيتر كنغ بان زعيم تنظيم « الدولة الإسلامية « ابو بكر البغدادي « ربما على حق « في قوله بان الضربات الجوية التى تقودها الولايات المتحدة لم يكن لها تاثير هائل على الجماعة اذ سخر البغدادي في رسالة صوتية من الغارات الجوية وعدم ارسال واشنطن لقوات برية .
رائد صالحة
صحيفة القدس العربي