مقدمة
ينص الدستور الإيراني هو الأساس في توجيه السياسة الخارجية على أن حماية المستضعفين وظيفة من الوظائف الأساسية للدولة؛ تقول المادة (11) من الدستور: إن حكومة الجمهورية الإسلامية موظفة بصياغة سياستها العامة طبقًا لما يمليه أساس الائتلاف واتحاد الشعوب الإسلامية؛ وعليها أن تسعى لتحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية للعالم الإسلامي. وتنص المادة (152) على أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية يجب أن تبنى على أساس رفض أي نوع من أنواع فرض الهيمنة أو قبولها. وملزمة بالدفاع عن “حقوق المسلمين كافة”.
وكذلك المادة (154) التي تنص على أن الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي تلتزم فيه بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، فإنها مكلفة بدعم وحماية حق المستضعفين أمام المستكبرين(1). وتأتي هذه المبادئ منسجمة مع الرؤية الأيديولوجية لإيران الإسلامية، فحماية المستضعفين مبدأ أساسي من مبادئ الثورة الإسلامية، وركن مهم في فكر الخميني الثوري ورؤيته للعلاقة بين عالم “الاستكبار” وعالم “الاستضعاف”، وينظر إليها في الوقت ذاته كوظيفة دينية ترجِّح في الكثير من القضايا المصالح القيمية على المصالح المادية، وبناء عليه فإن الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية والنظر إلى إسرائيل ككيان غير مشروع ومعارضة عملية السلام غير العادل هي في حقيقتها مواقف تنسجم مع الأسس النظرية والثورية لإيران، وتعد مصاديق مهمَّة للفكر الذي تقول إيران أنها تتبناه رسميًّا(2).
كان ياسر عرفات أول زعيم سياسي كبير يزور إيران بعد قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979. استقبله الثوار بحفاوة كبيرة وسلموه مفاتيح السفارة الإسرائيلية، التي كانت تضم مركزًا للعمليات الإسرائيلية. ويصعب على المهتم بتاريخ هذه القضية إغفال الدور المؤثر الذي تركته الثورة الإسلامية في مسار القضية الفلسطينية.
ولا يمكن إنكار أن الجمهورية الإسلامية بعد الثورة، قد قدمت الكثير من المساعدة للقضية الفلسطينية، بصرف النظر عما تحقق على صعيد دور ومكانة إيران التي تسعى إليها. وتنوع الدعم الإيراني بين المادي والأيديولوجي؛ كما قُدِّمَ دعم حقيقي للقضية الفلسطينية داخل المجتمع المدني الإيراني، وتشارك العديد من المنظمات غير الحكومية في جهود جمع الأموال، ووفرت المستشفيات الإيرانية المساعدة الطبية المجانية للجرحى الفلسطينيين في الانتفاضات المتعاقبة في الأراضي المحتلة.
وفي السنوات الأولى من عمر الثورة كانت مشاعر التأييد للقضية الفلسطينية تمتد وسط قطاعات سياسية إيرانية مختلفة، منها إسلامي التوجه ومنها يساري التوجه، وكذلك الحال وسط نخبة من المثقفين الإيرانيين ممن تلقوا تعليمهم في الغرب؛ لكن هذه المشاعر لم تترك على سجيتها وعفويتها، فقد قامت الجمهورية الإسلامية بتوجيهات مباشرة من آية الله الخميني بمؤسسة التأييد، من خلال إقرار مجموعة من الفعاليات من أبرزها “يوم القدس”؛ حيث خصصت الجمعة الأخيرة من رمضان من كل عام للدعوة إلى تحرير القدس، وتنطلق فيها مسيرات حاشدة يجري التحضير لها رسميًّا في مختلف المدن الإيرانية. وجاء شعار “الطريق إلى القدس يمر من كربلاء” والذي انتشر بين صفوف الحرس الثوري وقوات التعبئة الـ”بسيج”. ولم يقف هذا الشعار السياسي عند صفوف الحرس والـ”بسيج”، بل لاقى شعبية كبيرة في الأوساط الحزبية والسياسية ذات التوجه الديني(3). وانتقل الشعار الذي كان للخميني وأنصاره دور كبير في رواجه(4) إلى السياسة الخارجية الإيرانية ومحددات مسارها(5).
ودخل هذا الشعار مجال التنافس والصراع السياسي، حيث برز في المناظرة الانتخابية الشهيرة، التي جمعت بين مير حسين موسوي ومحمود أحمدي نجاد عام 2009، وأعاد نجاد التذكير به بوصفه واحدًا من أهم المبادئ التوجيهية للإمام الخميني (6). وجرى قراءة ذلك على أنه إدامة لفكر “تصدير الثورة” إلى الدول المجاورة.
لكن الرواية الداعمة التي تأخذ صبغة أيديولوجية وشعاراتية واضحة، يتبناها ويعيد إنتاجها تيار سياسي بعينه، يتراجع تأثيره في السياسة الإيرانية اليوم. ومع مجيء الرئيس روحاني واتساع مسار التقارب الإيراني الأميركي، يبدو أن السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية ستشهد تحولا يأتي في إطار “القبول بما يقبل به الفلسطينيون”.
القضية الفلسطينية. معضلة النقاش الداخلي
في السنوات الأخيرة بدأت إيران تشهد صدامًا بين ما تطلق عليه “ثوابت ثورية” وبين مصالحها الوطنية؛ ولم تكن القضية الفلسطينية بعيدة عن هذا الصدام. مع بدء الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الإيرانية عام 2009 كان المشهد الإيراني ينفتح بصورة علنيَّة على نقاش لم تعتده إيران من قبل. وبموازاة المناظرات التي جمعت بين المرشحين الأربعة كانت مناظرات أخرى تجري في الشوارع وأقطابها مواطنون أغلبهم من الفئة الشابة يتبادلون الاتهامات ويدافعون عن مرشحيهم بعناد. كانت السياسة الخارجية و«دعم المقاومة» محورًا في مناظرات الشوارع، كان أصحاب فلسفة: “المصباح الذي يحتاجه البيت يحرم على الجامع”. وهي موقف يدافع عنه كثيرون في إيران اليوم-يعبرون عن وجهة نظر ترى أن مشكلاتهم أولى بالدعم الذي تقدمه الحكومة الإيرانية لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان. في مقابل ذلك تقف فئة لا يستهان بها جلها من التيار الأصولي مدافعة عن رأي آخر ينبع من موقف الإمام الخميني ترى أنه «لا يمكن النظر إلى نضال الفلسطينيين واللبنانيين على أنه موضوع خارجي»(7).
والحقيقة أن حالة الرفض لما يقدم من دعم للمقاومة في لبنان وفلسطين داخل فئات في المجتمع الإيراني مسألة كان يمكن ملاحظتها، حتى قبل الانتخابات الرئاسية العاشرة، وهي مسألة اتخذت أشكالاً عدة، من نكت سياسية إلى تبادل رسائل هاتفية قصيرة توظف شعرًا فلكلوريا قديمًا لتتحدث عن “بقرة حسن التي يذهب حليبها إلى فلسطين”(8).
ولعل ذلك عبر عن نفسه بصورة أكثر وضوحًا وأشد صدامية في يوم القدس عام 2009، حين جاء الشعار: “لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران”؛ ليردد لأول مرة في إيران بعد أن بقي شعار “الموت لأمريكا” وشعار “الموت لإسرائيل” يترددان لثلاثين عامًا. لاقى الشعار انتقادًا حادًّا من شخصيات سياسية ونواب في البرلمان(9)، ورأى الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أن الحديث في خيار إيران أو فلسطين خطأ كبير وخطير؛ ولأن يوم القدس “رمز لمقاومة الاحتلال والظلم أطلقه الإمام الخميني ودافع عنه الشعب الإيراني كخيار”(10). وتبع ذلك مراجعة إصلاحية للشعار ليأتي الشعار المعدل: “روحي فداء إيران وغزة أيضًا ولبنان أيضًا”(11).
وتقوم وجهات النظر المعارضة للخطاب الأيديولوجي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية على مقولات أساسية؛ هي:
-
إن إيران أولوية تتقدم على سواها ومن ذلك فلسطين.
-
هناك حالة من الإفراط من جانب الحكومة الإيرانية فيما يتعلق بفلسطين يرافقها حالة تفريط وتجاهل للتجاوز على حقوق الإنسان في أماكن أخرى من العالم.
-
إن الحكومة الإيرانية تقوم باستغلال الموضوع الفلسطيني ودعم المقاومة لتعزيز قبضتها في الداخل والخارج(12).
ويجري هذا الفريق نقدًا كبيرًا لما يُطلقون عليه: “استغلال” الحكومة الإيرانية لقضية فلسطين والمقاومة، ويرون أنها غطاء للاستبداد الداخلي، وتؤكد أن المصلحة الوطنية يجب أن تكون صاحبة الحرف الأول في السياسة الخارجية؛ ولذلك فهي تدعو إلى “دفاع معقول” عن القضية الفلسطينية لا يتعارض مع هذه المصلحة(13).
إن معاملة إيران على أنها تحمل موقفًا موحدًا تجاه القضية الفلسطينية هو خطأ في تقييم الحالة الإيرانية وفهمها؛ إيران دولة واسعة الأطراف وعدد سكانها يربو على السبعين مليون نسمة، وفيها طيف واسع جدًّا من التيارات الفكرية والنخب؛ حيث يصعب على المرء أن يحسم موقفًا واحدًا فيما يتعلق بأية مقولة سياسية، مهما بلغت أهميتها. والحقيقة أن التوجه نحو القضية الفلسطينية، كما هو الحال بالنسبة للتقارب مع واشنطن داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكن حصره في اتجاهين؛ بل يمكن القول بوجود اتجاهات عدة، أهمها:
-
التوجه السياسي الرسمي: توجه يعكس الموقف الرسمي الإيراني تجاه فلسطين والمقاومة ويتسم بالعداء لإسرائيل؛ لكن التطور الأبرز الذي حدث على هذا الصعيد مع وصول روحاني إلى السلطة هو خروج مؤسسة الرئاسة بشكل جزئي من هذا الصف؛ وانسحب ذلك على خطاب وزارة الخارجية الإيرانية، وهو ما يقود إلى القول بحدوث تراجع في صلابة هذه الجبهة الذي استمر لعقود، ويعد هذا التوجه استمرارًا للسياسة التي رافقت البدايات الأولى للثورة، وبلغت ذروتها مع انتصارها عام 1979، وقيام الجمهورية الإسلامية بقطع العلاقات مع إسرائيل؛ ويرى أصحاب هذا التوجه في حماس الحركة الأقرب فيما يتعلق بالموقف من الاحتلال مقارنة بحركة فتح، كما يرون أن وجود مشتركات دينية وأيديولوجية مع حماس يقتضي تقديم الكثير من الدعم لها، مع مجيء أحمدي نجاد إلى السلطة عام 2005 كانت إيران تعود إلى شعارات السنوات الأولى من تأسيس الجمهورية الإسلامية: “هذه الثورة لن تكتمل إلا بتحرير القدس”، وطرح نجاد قضية الهولوكوست، وكرر شعارات إزالة إسرائيل من الوجود، وهو الشعار الذي جاء على لسان الإمام الخميني(14). مع نتائج هذه الطروحات كان المعارضون يضعون علامات استفهام كبرى على كفاءة حكومة نجاد وسياستها الخارجية، واتهموه بتعريض مصالح إيران للخطرب(15).يدافع أصحاب هذا التوجه بشدة عن قيم الدفاع عن فلسطين، والعداء مع إسرائيل(16)، وينظرون إلى معارضي تقديم الدعم للمقاومة أو خفضه على أنهم يظهرون الضعف والتساهل أمام الأعداء، ويتهمون جزءًا منهم أنهم صناعة خارجية ووسيلة بيد الغرب، ويصفونهم أحيانًا أنهم أعداء الداخل(17).ويجب هنا التفريق بين خطاب نجاد في دورته الرئاسية الأولى، والخطاب الذي بدأ يتشكل مع فترة الرئاسية الثانية، وهذا الخطاب إن كان ما زال يحافظ على حضور موضوع المقاومة والقضية الفلسطينية في مفرداته، فإنه -أيضًا- خطاب بدأ يلتفت إلى البعد القومي، والحديث عن “الصداقة مع الشعب الإسرائيلي”(18). ومن الملاحظ أن محاولات التغيير التي تقوم بها حكومة روحاني للتخفيف من الآثار والتبعات التي خلفتها السياسة الخارجية لأحمدي نجاد، تركز بصورة جلية على الموقف من إسرائيل.أما القضية التي يجب التوقف عندها في تحليل موقع وحضور هذا التوجه؛ فهي أن أصحابه هم الذين يديرون دفة الإعلام في الجمهورية الإسلامية، ومن المعروف أن قيادة المؤسسة الإعلامية في إيران تتبع للمرشد، ويسيطرون على آلية صنع القرار في عدد من المؤسسات المهمَّة؛ مثل حرس الثورة، ومجلس الشورى، وقبل ذلك كله مؤسسة القيادة، وعلى رأسها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية؛ ولذلك فإن هذا التيار هو الأقدر على التعبير عن حضوره؛ وذلك من خلال المسيرات والتظاهرات التي يحشد لها بشكل كبير؛ مثل: يوم القدس(19)، ويوم محاربة الاستكبار العالمي(20)، في حين لا تتوافر الفرصة ذاتها للتوجهات الأخرى.
-
دعاة الواقعية: وهم فريق يحمل وجهة نظر سياسية خاصة؛ ترى أن الجمهورية الإسلامية تعاملت مع القضية الفلسطينية على أنها قضية مبدئية، وأن ذلك استمر لثلاثين عامًا؛ لكنه اليوم يجب أن يواجه بنظرة واقعية، ويحتجون على ذلك بحجة أن الموقف المبدئي كلف ويكلف إيران ثمنًا باهظًا، ويتعارض مع المنافع القومية لإيران(21).يثير المنتقدون هنا جدلاً بأن دعم حماس والجهاد، لا ينبع من دافع إسلامي أو إنساني، وإنما هو ناشئ عن التنافس الإقليمي والدولي مع أميركا والأنظمة العربية؛ بل يذهب البعض إلى أن إيران توظف التوتر ضد أميركا وإسرائيل في المنطقة لخدمة مصالحها، خاصة فيما يتعلق بملفها النووي(22).ويجب الانتباه هنا إلى أن هذه المقولات شكلت جزءًا غير خاف من خطاب التيار الإصلاحي على صعيد السياسة الخارجية، كما عملت الصحافة الإصلاحية على مدى سنوات على إرساء مقولات عديدة في مقدمتها: “تعزيز النظرة الواقعية إلى القضية الفلسطينية”. ومع فوز روحاني وسعيه لحلحلة المعضلات التي تواجهها إيران بدأ هذا التوجه يأخذ زخمًا جديدًا، بعد التضييق عليه لسنوات.
-
أولوية الداخل: يأخذ هذا التوجه بعدًا اقتصاديًّا ومعيشيًّا واضحًا، ويشارك التوجه السابق في مسألة أولوية توجيه الدعم المالي للداخل الإيراني من مبدأ أن “فقراء إيران أحق بالدعم”(23). ويفضلون أن يقتصر الدعم الإيراني على الجانب السياسي، وأن يتم توجيهه لحركة فتح؛ كونها منخرطة في التسوية، يعتقد جزء من عامة الشعب الإيراني بوجود حالة إفراطيه فيما يتعلق بدعم فلسطين، وأن المساعدة التي توجه للخارج من الأفضل أن تدفع إلى الداخل الإيراني من منطق أن: “المصباح الذي يحتاجه البيت يحرم على المسجد”(24). ومع تعاظم الحرمان والمشكلات الاقتصادية تتناهي إلى الأسماع حالات شكوى من هنا وهناك.ولعل نظرة أعمق إلى الأمور تكشف عن علاقة تربط بين صعوبة الحفاظ على هذه المعادلة، والتحولات التي شهدتها إيران على الصعيد الاجتماعي، وتعدد الأجيال في مجتمع واحد، مع وجود فجوة بدأت تتسع بين أبنائها، مع نوع من القطيعة تتضح ملامحها يومًا بعد آخر، وبصورة مركزة بين الجيلين الأول والثاني للثورة من جهة، والجيل الخامس من جهة أخرى، فمن الجيل الأول الذي تميز بالحركة والنشاط والمبادرة؛ وحمل شعارات أيديولوجية واضحة تجاه القضية الفلسطينية. وكذلك الجيل الثاني الذي اتصف بالحماس الشديد للقضية الفلسطينية. مرورا بالجيل الثالث الذي شهد سنوات إعادة البناء الاقتصادي والثقافي، التي شهدتها بلاده خاصة في عهد هاشمي رفسنجاني وأطلق من خلال حضوره المليونير في انتخابات عام 1997، ومن خلال حركة الاحتجاج الطلابية عام 1999 أطلق العنان لسخطه على سنوات الحرب، والتضييق على الحريات، مع هذا الجيل بدأت تطرح بصورة علنية أولوية الداخل على قضايا الخارج؛ ومن ذلك القضية الفلسطينية. وصولا” إلى الجيل الرابع والخامس وهما الأكثر بعدًا عن الطروحات الشعاراتية التي فرضتها الحكومة على مدى سنوات طويلة؛ وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية.
السياسة الخارجية والأولويات الإيرانية
رغم الخلاف بشأن الثورة السورية إلا أن التوجه الإيراني العام سعى إلى عدم مهاجمة حماس، كما سعت أطراف مؤثرة في حماس إلى استعادة زخم العلاقة، أو محاولة جسر الهوة التي أوجدتها مواقف كل طرف من الثورة في سوريا؛ لكن المؤكد أن كلا الطرفين قد وصلا إلى نتيجة مفادها أن كلاًّ منهما يحتاج الآخر.
على مدى سنوات أحسنت إيران استثمار الموضوع الفلسطيني وقامت بسدِّ الفراغ الذي حدث بفعل انحياز الأنظمة العربية للخيار التفاوضي مع إسرائيل، لكن هذا الدور لا يمكن له أن يستمر بالشكل السابق، إذ أن تقاربا ناجحاً مع واشنطن لن يؤتي ثماره المرجوة في الداخل الإيراني دون تحول حقيقي في السياسة الخارجية الإيرانية. وكما جرت عملية إعادة تأويل لطروحات الخميني وخطابه المتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، يبدو المجال مفتوحا لإعادة تقييم لمجمل السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات السياسية.
تستحق السياسة الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية، أن توصف بـ”المركبة”؛ فهناك خطاب رسمي يدافع عن ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم المالي والعسكري والسياسي للأطراف الفلسطينية، التي تلتزم بخط الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، مع تجريم المسار التفاوضي، ومن قلب هذا الخطاب وداخله تخرج مشاريع مغايرة تتحدث عن تسوية بشكل أو بآخر، ومن ذلك مقترح “الاستفتاء”، و”القبول بما يرضى به الفلسطينيون”. وبين الثوابت والمصالح وجد النظام الإيراني نفسه يجاهد لفرض معادلة، تحافظ عليه كلاعب أساسي في القضية الفلسطينية، وتحفظ له في الوقت ذاته مصالحه الخاصة المرتبطة بملفات داخلية وإقليمية. لكن المؤكد أن احتياجات الداخل الإيراني ومحاولات التقارب مع واشنطن تضغط بشكل لايمكن تجاهله لإحداث تغيير يمكن ملاحظته على هذا الصعيد.
سيطرت السياسة الداخلية ومشكلات إيران الداخلية إضافة إلى تحديات الملف النووي والعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية (الحوار/الصراع) على مجمل النقاش السياسي الذي شهدته إيران أيام الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو/حزيران 2013. وفي البرامج الانتخابية لجميع المرشحين لم تكن القضية الفلسطينية عنوانًا بارزًا لدي أي من المرشحين باستثناء سعيد جليلي. وفي برنامجه أفرد الرئيس الإيراني حسن روحاني مساحة واسعة للدعوة التي أطلقها لتدوين منشور لحقوق المواطنة(25). كما أفرد روحاني وكذلك فعل المرشحون الآخرون -مساحة واسعة من برامجهم الانتخابية للملف الاقتصادي(26)، الذي يشكل سببًا جوهريًّا لإعادة النظر في موضوع العلاقة مع واشنطن.
وكان من الواضح أن مسارًا جديدًا في السياسة الخارجية سيولد على يد روحاني الذي وجه نقدًا حادًّا لما وصفه بسياسة “التمركز على الشعارات الخداعة” والفاقدة للاستراتيجية، وكان يقصد بها مجمل أداء الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد تجاه الخارج، خاصة فيما يتعلق ب “الهولوكوست”، و”إزالة إسرائيل من الوجود”. وهي السياسة التي رأي روحاني أنها أدت إلى مجموعة من النتائج أهمها(27) إعطاء وجه أمني للجمهورية الإسلامية وتبديل إيران إلى المهدد رقم (1) للأمن العالمي، إضافة إلى ضعف الخيارات الاستراتيجية أمام إيران(28).
في المناظرات التي شهدتها الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحادية عشر، ورغم أنها مناظرات رسمية تتم ضمن الأطر الكلية العامة لتوجهات الجمهورية الإسلامية، نجد أن ما نسبته 56% من الأسئلة التي أثيرت في الجزء الثاني من المناظرات بين المرشحين الثمانية تركزت على مجالات السياسة الداخلية. وبدا واضحًا أن الهم الداخلي هو ما تركز عليه الأسئلة، وكذلك الإجابات، وعلى صعيد السياسة الخارجية كان من الواضح وجود تركيز على العلاقة مع أميركا وبالموازاة المواجهة معها(29).
ومن بين (16) سؤالاً جرى طرحها في المناظرة التي عقدت للمرشحين الثمانية كان هناك (7) منها تتعلق بالقضايا الدبلوماسية و(9) تتعلق بالشأن الداخلي. وهذا يعني أن 56% من الأسئلة تركز حول السياسة الداخلية ونظام الحكم، و44% تركز حول القضايا الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
وقد أثير العديد من الأسئلة في مجالات السياسة الداخلية والدبلوماسية، فحظيت مسائل الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بما نسبته 14%، والعلاقة والمواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية 44%، والصحوة الإسلامية 14% والاستفادة من المنظمات والعلاقات الدولية بـ14% والبرنامج النووي 14%.
نهاية عصر العداوات الدموية
قبل روحاني بمدةٍ زمنيةٍ لا يستهان بها، بدأ يتكون فريق في إيران يحمل نظرة سياسية واقعية نحو الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل، وعلى الرغم من أنهم يرون في اسرائيل دولة معتدية؛ فإنهم يؤمنون بخيار التسوية؛ ولذلك لا يعتبرون حماس هي الخيار الأفضل، إلا إذا قبلت بعملية التسوية، بدأت هذه الدعوة بالظهور مع ظهور الإصلاحيين في إيران، ونضجت في عقد التسعينات، وكتبت صحف تلك الفترة بكل صراحة أنه لا يجب على الإيرانيين أن يكونوا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين؛ لأن الفلسطينيين بدأوا بقبول إسرائيل والاعتراف بها؛ ودللوا على ذلك بتوقيع منظمة التحرير اتفاقية أوسلو عام 1993، وأن السلطة الفلسطينية ما زالت مشغولة بالتفاوض. يدعو هذا الفريق إلى “تخفيف الحساسية تجاه فلسطين”، وخفض مستوى الخصومة مع إسرائيل كطريق لخفض المعارضة الدولية للجمهورية الإسلامية (30). وخفض الحساسية لا يعني بالضرورة الاعتراف رسميًّا بإسرائيل؛ لكن أصحاب هذا الرأي يدعون إلى التحاق إيران بالركب الدولي فيما يتعلق بالتعامل مع الصراع العربي الفلسطيني(31). ومن الناحية العملية فقد أقدمت إيران على ما يمكن تسميته بنزع فتيل التوتر وخفض الحساسية، ومن ذلك ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران لن تقدم عمليًّا على أي عمل من شأنه تدمير إسرائيل. وجاء الاقتراح الإيراني بعمل استفتاء عام في كل الأراضي المحتلة.
يتحدث أصحاب هذا الرأي صراحة عن أن القضية الفلسطينية بالنسبة إلى الجناح الأصولي أصبحت مثلها على غرار الشعارات المبدئية الأخرى؛ مثل معاداة الاستكبار، أصبحت أداة ووسيلة لحفظ نفوذ ومنافع هذا الجناح الذي تولى السلطة مرات عدة، وطريقًا لجذب عواطف المؤيدين داخليًّا وخارجيًّا.
واليوم بات خطاب السياسة الخارجية لإيران اليوم أقرب إلى التعبير عن أن “العلاقات الدولية لم تعد لعبة صفرية؛ بل مجالاً متعدد الأبعاد يتزامن فيه التنافس والتعاون”؛ فقد انتهى عصر “العداوات الدموية”(32)، وبات حريًّا بزعماء العالم أن “يحولوا التهديدات إلى فرص”، كما يرى الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقاله الذي نشرته الواشنطن بوست مؤخرًا في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ولم يكن لـ”الانخراط البنَّاء” -الذي دخل أدبيات السياسة الخارجية الإيرانية مؤخَّرًا-أن يأتي بعيدًا عن سعي مرحلة “التدبير والأمل” إلى إصلاح الاقتصاد والوفاء باحتياجات المجتمع الإيراني وتعزيز مكانة إيران الدولية؛ ومن الواضح أن تحقيق هذا يرتبط بشكل مفصلي بتهدئة التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، كما أنه مرتبط بقدرة إيران على استثمار “ملفات النفوذ” كوسيط أو طرف لا يمكن إنكار دوره.
وبين الثوابت والمصالح وجد النظام الإيراني نفسه يجاهد لفرض معادلة، تحافظ عليه كلاعب أساسي في القضية الفلسطينية، وتحفظ له في الوقت ذاته مصالحه الخاصة المرتبطة بملفات داخلية وإقليمية.
في العقد الأول من عمر الثورة الإسلامية ساد خطاب إيراني يتبنى مقولة: “الدفاع عن حقوق المستضعفين”، وبرزت القضية الفلسطينية كعنوان أول في هذا الخطاب؛ ومع غلبة البعد القيمي على هذا الطرح؛ فإنه لا يمكن إغفال السعي الإيراني لـ”قيادة العالم الإسلامي” من خلال عنوان يمس الأمة الإسلامية بأكملها، وفي العقود اللاحقة تطور هذا السعي ليأخذ أبعادًا عدة تصب في إطار البحث عن دور والاعتراف بإيران كلاعب مؤثر.
والسؤال اليوم: هل يمثل روحاني انقلابًا على هذه السياسات؟
لا يمكن وصف ما يحدث بـ”الانقلاب” على إرث الماضي؛ لكن في الوقت ذاته لا يمكن إغفال عدد من التحولات التي تؤشر إلى تغيير حقيقي سيكون له آثار وتبعات مستقبلية، وبصورة تقارب ما حدث أيام خاتمي غاب مصطلح: “الكيان الصهيوني” عند الحديث عن إسرائيل في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وغابت لهجة الوعيد والتهديد بالإزالة من الوجود من خطاب روحاني، وكأنه يقدم اعتذارًا عن اللهجة التي سادت في فترة رئاسة أحمدي نجاد (2005-2013).
وفي منحى مماثل لمقولة: “القبول بما يقبل به الفلسطينيون”، التي لاقت رواجًا في الأوساط السياسية الإيرانية في فترة حكم الإصلاحيين، يتحدث وزير خارجية روحاني جواد ظريف عن القبول بتسوية توافق عليها الأطراف الفلسطينية؛ وبشأن الاعتراف بإسرائيل نجده يصرح متجاوزًا اللهجة الحكومية السابقة: “هذا قرار سيادي ستأخذه إيران؛ ولكن ليس من شأنه أن يؤثر على الوضع على أرض الواقع في الشرق الأوسط،وإذا كان الفلسطينيون سعداء بهذا الحل فلا أحد خارج فلسطين يمكنه منعه، المشكلة على مدى العقود الستة الماضية أن الفلسطينيين لم يكونوا راضين، وهم على حق أن لا يكونوا راضين؛ لأن حقوقهم الأساسية لا تزال تنتهك، وليسوا على استعداد للتنازل عن هذه الحقوق”(33).
لم تتوقف إيران منذ انتصار الثورة عن معارضة إنشاء القواعد العسكرية الأميركية، ورأت فيها تهديدًا واضحًا لأمنها القومي؛ سواء تلك القواعد في منطقة الخليج أو في وسط أسيا، لكن هذا القلق لا يمنع حديث الإيرانيين اليوم عن “التعاون الأمني”، وعلى الرغم من المعارضة التي لا يمكن إسقاطها من حسابات الداخل الإيراني؛ فإن روحاني -وخلفه قوة داعمة تضم الإصلاحيين وتيار رفسنجاني- لا ينفي السعي لعلاقات دبلوماسية كاملة مع الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو النموذج الصيني في التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية مفضلاً لدى الإيرانيين، حيث إنه تقارب يقوم على تبادل المصالح؛ وبالنسبة إلى إيران فإن مواجهة القاعدة هي العنوان الأبرز لتوثيق وتبادل المصالح ذات الصبغة الأمنية؛ وفي السياق ذاته ستبدي إيران مرونة لا يمكن تجاهلها بشأن الموضوع الفلسطيني، لتعظيم ثمار تبادل المنافع، وإقناع الولايات المتحدة بتوثيق العلاقات.
وخلال الأشهر الماضية عَبَّر السلوك السياسي للمسؤولين الإيرانيين عن لهجة تصالحية تجاه إسرائيل، وتحمل هذه اللهجة رسائل تطمين للطرف الأميركي؛ الحريص في خضم مفاوضاته مع الطرف الإيراني على مصلحة الحليف الإسرائيلي. وعلى عكس التقاليد الإيرانية المتبعة سابقًا بتفادي المسؤولين الإسرائيليين قرر الوفد الإيراني البقاء في القاعة؛ بينما كان وزير الطاقة الإسرائيلي يلقي كلمته في مؤتمر للطاقة عقد في دبي في يناير/كانون الثاني 2014. وردت إسرائيل على التحية بمثلها في مؤتمر أمني في ألمانيا، عندما استمع الوفد الإسرائيلي باهتمام لكلمة وزير الخارجية الإيراني. ولاقت تصريحات لظريف في ألمانيا اهتمام الإعلام العالمي، حيث أقر بوقوع الهولوكوست، واعتبرها “مأساة وحشية”. وصرح ظريف لقناة التليفزيون الألمانية «فينيكس»، بعد مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونخ: “ليس لدينا موقف ضد اليهود، ونحمل لهم أكبر احترام داخل إيران وفي الخارج”(34).
نتيجة
تُطْرَح أسئلة كثيرة عن الهامش الذي تستطيع إيران البقاء فيه لخلق حالة من التوازن بين موروث الثورة ومقتضيات الواقع والمصلحة، والتحولات التي يشهدها المجتمع الإيراني وتغيُّر موقفه من هذه القضايا، ويدرك المسؤولون في إيران قبل غيرهم أن عملية التغيير المطلوبة والمتوقعة منهم -خاصة في الموضوع الفلسطيني- لن تكون تكتيكية، بحيث يمكنهم المناورة والمراوغة بشأنها؛ بل تتطلب خطوات عملية ملموسة ومؤثرة.
يتبنى روحاني وفريقه اليوم فلسفة تقوم على أن الفرصة المتاحة أمام بلاده، لـ”تحويل التهديد إلى فرصة” لن يتم إلا بإجراء تغيير في الخطاب والسياسة الخارجية، وتعتبر ذلك خطوة أولى لفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية؛ ومن ثَمَّ الغرب، وحتى إسرائيل، ويأتي الاهتمام بمشكلات إيران الداخلية من قبل فريق روحاني، مدعومًا بموقف قطاع عريض من الشعب الإيراني، يدعو إلى سياسة خارجية تُصلح علاقات إيران مع الخارج.
ويبدو أن اتفاق جنيف بشأن الملف النووي الإيراني، يُظهر جزءًا من حوار مع الولايات المتحدة الأميركية، طال الملفات التالية:
-
النزاعات في المنطقة: حيث لابُدَّ للولايات المتحدة أن تقر بفشل سياساتها القديمة في معالجتها، وفي الوقت ذاته نجد في الخطاب الإيراني إقرارًا أن سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه واشنطن والمنطقة (إسرائيل ضمنيًّا)، خاصة في السنوات الثمانية الماضية كانت خاطئة.
-
التعاون: المجال مفتوح بشأن ملفات عديدة؛ من ضمنها مواجهة القاعدة في العراق وسوريا.
-
مقاربة المعضلات والمظالم الكبرى: وهنا تتعالى نبرة الحديث عن حلول تحظى بموافقة جميع الأطراف، وتأتي القضية الفلسطينية في مقدمة هذه القضايا؛ حيث صدر الكثير من الإشارات إلى إمكانية قبول إيران بحل يرضى به الطرف الفلسطيني، وهو النقاش الذي شهدته الساحة السياسية الإيرانية غير مرة، وبدأ يلقى رواجًا ملحوظًا مع مجيء روحاني إلى السلطة، وعقب المحادثات المباشرة مع واشنطن؛ ومن هنا بدأت الحكومة الإيرانية تولي أهمية أكبر للعلاقات مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وتجري ترتيبات لزيارة يقوم بها محمود عباس “أبو مازن” إلى طهران.
لكن التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية سيكون -على الأرجح- تقاربًا سياسيًّا وتبادلاً للمصالح أكثر منه انفتاحًا على كافة الصعد؛ وذلك لأسباب أهمها: أن مخططي السياسة الإيرانية يدركون أن انفتاحًا إيرانيًّا تجاه الولايات المتحدة الأميركية وتطبيعًا للعلاقات بصورة كاملة سيكشف عن مساحة التباعد بين الشعارات الثورية وما يريده المجتمع بصورة فعلية، وهو ما يمكن اعتباره سلبيًّا؛ لأنه يكشف عن هشاشة الوضع الداخلي، واختلاف النظر إلى هذه القضية بين النظام ومواطنيه.
ولا يمكن التقليل من قوة وتأثير الفريق المعارض للتقارب مع واشنطن، وعلى الصعيد نفسه معارضة تقديم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية؛ ولذلك فمن المتوقع أن تبقى الأصوات المتشددة تجاه إسرائيل محافظة على مكانها؛ خاصة أنها تحتل مواقع متقدمة في الأمن والحرس الثوري، وقد تأخذ دفعًا وقوة إذا ما فشل “اتفاق جنيف”، وإذا لم تحصل طهران على مكاسب اقتصادية وتخفيفًا للعقوبات المفروضة عليها، فلن يتمكن روحاني من المضي بعيدًا في طروحاته التفاوضية؛ ولذلك لا يتعارض مع “المرونة الإيرانية” أن نشهد سعيًا إيرانيًّا إلى إصلاح العلاقة مع حماس وحرصًا على تقويتها بشكل كبير.
الهوامش والمصادر
(1) (الدستور الإيراني) قانون أساسي جمهوري إسلامي إيران، وزارت إرشاد إسلامي، شهريور 68 (1989)، ص 28.
(2) محمد باقر سليماني، بازيگران روند صلح خاورميانه،(لاعبو عملية السلام في الشرق الأوسط) تهران، دفتر مطالعات سياسي وبين المللي 1379/2000، ص 204.
(3) Saskia Maria Gieling, Religion and war in revolutionary Iran, I.B.Tauris, 1999 pp.115.
(4) Mohammad Mohaddessin, Islamic Fundamentalism, Anmol Publications PVT. LTD. , 2003. pp.126.
(5) Farhang Rajaee ,The Iran-Iraq war: the politics of aggression, University Press of Florida, pp.96.
(6) متن کامل مناظره موسوي وأحمدي نژاد،(النص الكامل لمناظرة موسوي وأحمدي نجاد)، سايت آفتاب، 14 خرداد 1388:
http://aftabnews.ir/fa/news/90164/%D9%85%D8%AA%D9%86-%DA%A9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B8%D8%B1%D9%87-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%DB%8C-%D9%88-%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF%DB%8C%E2%80%8C%D9%86%DA%98%D8%A7%D8%AF.
(7) يمكن الرجوع هنا إلى مقال نشرته الباحثة في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 12 من يونيو/حزيران 2009 بعنوان إيران: التنافس الانتخابي يشمل تمويل “حزب الله” و”حماس”. والمقال موجود على هذا الرابط:
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/26535.
(8) اتل، متل، توتوله/گاو حسن چه جوره؟ نه شير داره نه پستون شيرشو بردن هندستون..” شعر فارسي فلكلوري، واسع الانتشار يتحدث عن بقرة حسن التي لا حليب لها؛ لأنها حليبها يذهب إلى الهند، بعد حرب غزة عام 2008/2009 تم تبادل رسالة هاتفية تتضمن نكتة سياسية تقول: إن وزارة الإرشاد قررت تغيير هذا الشعر.. وبعد سخرية من مضامين اجتماعية عديدة، يعود الشعر الجديد ليتحدث عن “بقرة حسن التي تحلب لكن حليبها يرسل إلى فلسطين”.
(9) أدى شعار: “لا غزة ولا لبنان” إلى قيام البرلمان الإيراني يوم الأحد 4 من إبريل/نيسان 2010 بإقالة رجل الدين الإصلاحي علي أكبر محتشمي بور، رئيس لجنة الدفاع عن انتفاضة الشعب الفلسطيني، الذي أدى دورًا رئيسًا في إنشاء حزب الله اللبناني في ثمانينات القرن الماضي؛ وذلك عقب مطالبات من قبل نواب محافظين، اتهمت محتشمي بور، الذي دعم موسوي في الانتخابات أنه كان من المخططين للتظاهرات بهدف إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
(10) صدرت تصريحات خاتمي خلال لقاء جمعه بلجنة طلابية لحماية فلسطين، ونشرها موقع “جهان نيوز” بتاريخ (? شهريور ????) على الرابط التالي:
http://www.jahannews.com/vdcaeun6u49neu1.k5k4.html.
(11) انظر تصريحات النائب الإصلاحي في مجلس الشورى الإيراني عبد الله كعبي بخصوص الشعار “هم غزه هم لبنان جانم فداي إيران”، ويعني: “روحي فداء إيران وغزة ولبنان أيضًا”. ونشرت بتاريخ 11/06/89 على موقع وكالة فارس للأنباء؛ وموجودة على الرابط التالي:
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=8906110096.
(12)يمكن في هذا السياق مراجعة ما كتبه محسن كديور تحت عنوان: “استراتيجية الحركة الخضراء إيران أولوية تتقدم على فلسطين”. اولويت ايران بر فلسطين استراتژي جنبش سبز است”، ونشر على موقعة الرسمي على الإنترنت بتاريخ 3 تير 1389، وموجود على الرابط التالي:
http://www.kadivar.com/Index.asp?DocId=2531&AC=1&AF=1&ASB=1&AGM=1&AL=1&DT=dtv.
(13)يمكن في هذا السياق الرجوع إلى المقابلة التي أجراها محسن كديور مع إذاعة صوت أميركا بتاريخ 22 من يونيو/حزيران 2010، ونشر متنها الكامل على موقعة على الإنترنت بتاريخ 1 تير 1389 على الرابط التالي:
http://www.kadivar.com/Index.asp?DocId=2529&AC=1&AF=1&ASB=1&AGM=1&AL=1&DT=dtv
وموجودة أيضًا على الرابط التالي بتاريخ 22 من يونيو/حزيران 2010:
http://www.youtube.com/watch?v=FTFNFxysArc&feature=player_embedded.
(14) يمكن في هذا السياق العودة إلى نص البرنامج الحكومي لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والمنشور على هذا الرابط بتاريخ 25 مرداد 1384:
http://www.moe.org.ir/_DouranPortal/Documents/barnameye-dolat.pdf .
(15) نجد ذلك واضحًا في مقارنة أجراها الدكتور محسن أمين زاده المستشار السابق في وزارة الخارجية في عهد الإصلاحيين بين السياسية الخارجي لحكومة نجاد وحكومة خاتمي، في محاضرة قدمها لطالبات جامعة الزهراء في طهران، ونشرتها وكالة فارس للأنباء بتاريخ 16-2-1389، وموجودة على الرابط التالي:
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=8802161244.
(16) انظر قسم الأسئلة والإجابات على موقع “انديشه قم” فيما يتعلق بالواجب نحو فلسطين (دون تاريخ)، وموجود على هذا الرابط:
http://www.andisheqom.com/Files/faq.php?level=4&id=4007&urlId=1336.
(17) انظر مقالاً للناقد والصحفي فرج سركوهي بعنوان: “مساله فلسطين، سياست روشن حکومت، برخورد مبهم اپوزيسيون” (قضية فلسطين: السياسة الواضحة للحكومة والتعامل المبهم للمعارضة)، بتاريخ 31/2/1389، وموجودة على هذا الرابط:
http://www.radiofarda.com/content/f3_palestine_islamicrepublic_opposition/2049149.html.
(18) وكان مشائي -الذي رأس مؤسسة الميراث الثقافي- صرح في مؤتمر صحفي في طهران: “للمرة الألف أُعلن وبصورة أقوى من السابق أننا أصدقاء لكل شعوب الدنيا؛ حتى في أميركا وإسرائيل. وقد أدى ذلك إلى ردود فعل غاضبة داخل مجلس الشورى الإيراني، الذي عرض مشائي لاستجواب على خلفية تصريحاته، أنظر: “نواب بإيران يدعون لعقاب مسؤول وصف الإسرائيليين بالأصدقاء”، الجزيرة نت، 15 من أغسطس/آب 2008:
http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=1096838.
(19) يوم القدس العالمي: هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس؛ ويتم فيه حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، وجاءت الدعوة إليه من قبل آية الله الخميني، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آنذاك في أغسطس/آب من العام 1979.
(20) يوم مقارعة الاستكبار: مناسبة سنوية تصادف يوم 13 آبان (4 من نوفمبر/تشرين الثاني) من كل عام، وتجري فيه مسيرات حاشدة بأنحاء إيران؛ إحياء لذكرى اقتحام الطلبة الإيرانيين للسفارة الأميركية في طهران عام 1979.
(21) انظر مقالاً لسعيد قاسمي نجاد بعنوان: “إسرائيل، إيران دموكراتيك وجنبش سبز” (إسرائيل، إيران الديمقراطية والحركة الخضراء)، بتاريخ 25 من إبريل/نيسان 2010، ومنشور على هذا الرابط:
http://www.bamdadkhabar.net/2010/04/post_3432.
(22) فرزان شهيدي، “حمايت از فلسطين چرا؟”/ الدفاع عن فلسطين لماذا؟ 16-10-1387:
http://www.bashgah.net/pages-28306.html
(23) تعاني إيران من اتساع كبير لرقعة الفقر والحرمان في الجمهورية الإسلامية، وتتضارب الأرقام في إيران بشأن الفقر؛ فهناك أرقام تتحدث عن عشرة ملايين إلى خمسة عشر مليون فقير، ووفقًا لأرقام نشرت عام 2008؛ فإن 20% من الإيرانيين أو ما يصل إلى 15 مليون شخص يصنفون تحت خط الفقر المطلق، ونشرت صحيفة اعتماد الإصلاحية مقالاً مطولاً على صفحتها الأولى حمل عنوان: “تسونامي الفقر وإضعاف التنمية”. للدكتور زاهدي بتاريخ 20 إبريل/نيسان 2008. انظر موقع الجزيرة نت على الرابط التالي:
http://aljazeera.net/NR/exeres/D77C3C2C-1FEA-4171-9AD3-38839C35D9E2.htm?wbc_purpose=Basic_Current_Curren.
(24) رفع محتجون إيرانيون معارضون في يوم القدس الذي أقيم في الجمعة الأخيرة من رمضان عام 2009 لافتات كتب عليها: “چراغي که به خانه رواست، به مسجد حرام است”. وتعني: (المصباح الذي يحتاجه البيت يحرم على الجامع). ووضع المتظاهرون رسم خارطة إيران محل كلمة البيت، وصورة قبة الصخرة محل الجامع؛ لتعني أن المال الذي تحتاجه إيران يحرم على فلسطين.
(25) دولت تدبير واميد (حكومة التدبير والأمل)، البرنامج الانتخابي لحسن روحاني، خرداد ماه 1392، طهران ص11.
(26) دولت تدبير واميد (حكومة التدبير والأمل)، البرنامج الانتخابي لحسن روحاني، خرداد ماه 1392، طهران ص21-43.
وضع روحاني برنامجًا على مراحل لإخراج الاقتصاد الإيراني من أزمة بدت مستعصية بعد أن دخلت منعطفًا خطرًا هذا العام؛ فقد أدى تطبيق” خطة ترشيد الدعم الحكومي” عام 2010 إلى ارتفاع أسعار السلع الرئيسية بصورة غير مسبوقة، وتعاظمت البطالة بين صفوف الشباب، وعمقت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أميركا والغرب من الأزمة؛ خاصة مع شمول النفط الإيراني الذي يقوم الاقتصاد الإيراني بشكل أساسي عليه بالعقوبات، ومع شعار: “الاقتصاد المقاوم” وصل التضخم في مارس/آذار 2013 نسبة 35%، وتحدثت إحصاءات إيرانية عن معدلات للبطالة تقترب من 13%، فيما تتحدث أرقام غير رسمية عن أن التضخم جاوز الـ40%، كما أن معدل البطالة يقترب من 20%، وشهد الإنتاج المحلي انخفاضًا ملحوظًا؛ فضلاً عن الفساد واقتصاد الظل، والنشاط الاقتصادي للحرس الثوري، الذي يرفض أن يخضع للرقابة الحكومية، وأدى تشديد العقوبات دورًا كبيرًا في توجيه ضربة لقيمة العملة الإيرانية.
(27) دولت تدبير واميد (حكومة التدبير والأمل)، البرنامج الانتخابي لحسن روحاني، خرداد ماه 1392، طهران ص 93-110.
(28) دولت تدبير واميد (حكومة التدبير والأمل)، البرنامج الانتخابي لحسن روحاني، خرداد ماه 1392، طهران ص 96-100.
(29) من ملاحظات سجلتها الباحثة خلال رحلتها البحثية إلى إيران، في حزيران 2013.
(30) يمكن في هذا الصدد الرجوع إلى مقالة فرزان شهيدي، “حمايت از فلسطين چرا؟” (الدفاع عن فلسطين لماذا؟) بتاريخ 16-10-1387، وموجودة على هذا الرابط:
http://www.bashgah.net/pages-28306.html>
(31) سعيده لطفيان، “إيران وخاورميانه: انتخاب هاي دشوار وموضوعيت واقع گرايي” (إيران والشرق الأوسط: الخيارات الصعبة والمواقف الواقعية)، فصلية (سياست) الدورة الثالثة، العدد صفر، ص191.
(32) Hassan Rouhani, Why Iran seeks constructive engagement, Published: September 20, access date: September 20-2013:
http://www.washingtonpost.com/opinions/president-of-iran-hassan-rouhani-time-to-engage/2013/09/19/4d2da564-213e-11e3-966c-9c4293c47ebe_story.html.
(33) Iran firm to boost ties with Latin America: President Rouhani, Iran English Radio,(IRIB) world serviese, 10 February, (accessed 10 March 2014):
http://english.irib.ir/news/iran1/item/178359-iran-firm-to-boost-ties-with-latin-america-president-rouhani.
(34) وزير الخارجية الإيراني يعترف بالمحرقة، سكاي نيوز العربية، الاثنين 3 من فبراير/شباط 2014:
http://www.skynewsarabia.com/web/article/552779/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%82%D8%A9.
د.فاطمة الصمادي
نقلا عن مركز امية للبحوث والدراسات الاستراتيجية