لم يكن عام 2014 عامًا مثاليًا هادئًا، بل كان مليئًا بالتطورات والتوترات في عديد من البقاع على مستوى العالم، فتبرز الأزمة الروسية- الأوكرانية جليًة في أوروبا، وتُنذر بعودة روسيا لاحتلال دورها التقليدي في النظام الدولي كمنافس قوي للولايات المتحدة الأمريكية، وتحافظ الصين على صعودها الاقتصادي التدريجي الهادئ، محاولةً احتواء خلافاتها مع جيرانها في منطقة آسيا والمحيط الهادى، ولا يزال الشرق الأوسط يئِن تحت وطأة الأحداث المتسارعة في العديد من دوله لما أفرزته ثورات الربيع العربي في 2011 من تداعيات أعادت تشكيل المشهد السياسي في هذه المنطقة من العالم.
ولهذا، شهد عام 2014 زخمًا أكاديميًا كبيرًا من حيث الكتابات الغربية التي نُشرت في هذا العام، والتي تناولت العديد من الموضوعات، والسياسات، مما دفع مجلة “Foreign Affairs” في هذا الصدد لعرض أهم الكتب الأكاديمية التي صدرت خلال العام من وجهة نظر محرريها.
ويمكن تصنيف الكتب البارزة التي اختارتها المجلة إلى مجموعتين، إحداهما تهتم بطبيعة تناول الكتابات الغربية لأهم الموضوعات التي برزت على المسرح الدولي بشكل عام، من مختلف النواحي السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والتكنولوجية. أما المجموعة الثانية والأخيرة، فتركز على عرض لأبرز الكتب التي اهتمت بالدول في حد ذاتها، أو ببعض المناطق والأقاليم السياسية. وقد استحوذت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين على النصيب الأكبر من الكتابات الأكاديمية التي صدرت خلال عام 2014، وهو ما يعد انعكاسًا للصعود الصيني التدريجي، بل وتفاعلا معه، واستشرافًا لمستقبله.
أولا- الكتابات البارزة في المجال السياسي العام:
يأتي في مقدمتها كتاب فرانسيس فوكوياما الشهير بعنوان: “النظام الدولي والاضمحلال السياسي: من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية”، والذي يعد دراسةً لمسار ومسيرة التنمية السياسية بعد أطروحته الأولى التي كتبها بعد الحرب الباردة، والمعروفة بـ”نهاية التاريخ”، التى أكد فيها أن الملكية والفاشية والشيوعية كلها قد سقطت، ووقفت الديمقراطية الليبرالية وحدها كأفضل وأنجح نظم الحكم. وبرغم أنها لم تكن كاملة، فإنها ظلت تكافح في وجه مشكلات الفقر، والظلم، وعدم المساواة، لكن كل تلك المشكلات كانت مبدئية، وستتلاشى مع التطبيق الكامل لمبادئ الديمقراطية، إلى أن اُبتليت تلك الأخيرة بعيوب في داخلها، بما جعل مبادئها الأساسية متناقضة في ذاتها.
لذا، يؤكد فوكوياما، من خلال استعراضه لتاريخ التنمية السياسية منذ الثورة الفرنسية حتى الآن، أن تطبيق الديمقراطية الليبرالية لا يسير بالشكل المطلوب، فالتنمية السياسية سارت في دروب مختلفة حول العالم، حيث استطاعت الدول أن تجد طرقا لدمج المكونات الثلاثة الأساسية لأي نظام سياسي، وهي المؤسسات، والمحاسبة، وحكم القانون.
ويسلط الكاتب الضوء في هذا الصدد على الولايات المتحدة، التى عدها أفضل نماذج التنمية السياسية في القرن العشرين إلا أنها الآن تعاني “الاضمحلال السياسي”، حيث تفقد واشنطن قدرتها على الحكم والتصرف في المصالح العامة. ومن ثم يتساءل فوكوياما: هل ستهب قوى المحاسبة والتجديد لإنقاذ نموذجها السياسي، أم ستكتشف الديمقراطيات الليبرالية أن فلسفتها الحاكمة تعاني تناقضات داخلية؟.
وفي سياق مختلف، تنتقد جيسيكا ويكس في كتابها المُعنون: “الديكتاتوريون في أوقات الحرب والسلام” الافتراض السائد في الشئون الدولية من أن الحكام الديكتاتوريين يميلون إلى اتخاذ سياسات خارجية عدوانية غير متوقعة، مشيرة إلى أن تلك النظرة المُبسَّطة تتجاهل بعض المتغيرات المهمة في كيفية اتخاذ هؤلاء القادة قرارات بشأن استخدام القوة، حيث يواجه قادة الدول السلطوية، التي تديرها أحزاب أو جماعات مؤسسية كالاتحاد السوفيتي بعد فترة ستالين، محاسبة داخلية كبيرة في مثل تلك القرارات، إذ يميلون إلى اتخاذ قرارات عقلانية لا تختلف في هذا الصدد عن الدول الديمقراطية.
وعلى النقيض، تجد أن الدول التي يحكمها القائد الفرد المتسلط، ككوريا الشمالية، أو العراق في عهد صدام حسين، لا تعطي أهمية أو وزنا كبير للرأي العام الداخلي، وتميل دومًا إلى إثارة النزاع الدولي. وتلقى هذه الفرضية صداها في الوقت الحالي؛ حيث إن النزاعات التي يمكن أن تنشأ في النظام العالمي من دول سلطوية، مثل روسيا أو إيران، تعتمد في الأساس على هل هما من النوع الأول أم من النوع الأخير.
ثانيا- الكتابات البارزة في المجال الاقتصادي:
احتلت الكتابات ذات الطبيعة الاقتصادية أهمية كبيرة هذا العام، فجاء على رأسها الكتاب الذي أثار جدلا كبيرًا، حتى إن بعض المواقع وصفته بـ”الكتاب الذي أثار الرعب في أوروبا”، وهو كتاب “رأس المال في القرن الحادى والعشرين”، لمؤلفه الاقتصادي الفرنسي “توماس بيكيتي”، وقد نشره بالفرنسية في عام 2013 ، وترجم إلى الإنجليزية في مارس 2014. وبمجرد ترجمته، احتل قائمة أكثر الكتب مبيعا، وبدأت النقاشات الحامية تدور حول أفكاره.
وينبني الكتاب على مجموعة من الأبحاث قام بها بيكيتي للبحث في تفاصيل التغيرات التاريخية التي حدثت حول تركيز الدخل والثروة، وهو ما مكَّنه من رسم صورة لتطور التفاوت في الدخل منذ قيام الثورة الصناعية، والتي اتصف فيها مجتمع أوروبا الغربية بدرجة عالية من عدم المساواة والتفاوت في الدخل، حيث أسهمت سرعة تراكم ثروات الأفراد الخاصة في تضاؤل نمو الدخل القومي للبلاد نفسها، وتركزت الثروة في أيادي العائلات الغنية المتربعة في أعلى نظام اجتماعي طبقي وجامد إلى حد كبير.
ظل هذا النظام قائما حتى بعد ثورة التصنيع نفسها، ولم يعطله سوى الأحداث الكبرى كالحربين العالميتين، وفترة الكساد الكبير، إلا أنه عاد مرة أخرى في بدايات القرن العشرين، وبمقاييس مختلفة، حيث يعتقد الكاتب أن أهمية الثروة مقابل الناتج القومي في الاقتصادات الحديثة تقترب من مستويات غير مسبوقة. ومن ذلك، استخلص نظريته الكبرى عن رأس المال، مؤكدًا أن الثروة تنمو بشكل أسرع من الناتج الاقتصادي للدولة، وهو أمر غير محمود، لذا دعا الحكومات للتدخل عن طريق تبني ضريبة عالمية على الثروة لمنع الزيادة السريعة لتفاوت الدخل، وعدم المساواة، والتي تهدد في نهاية الأمر الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
كذلك من أهم الكتابات الاقتصادية التي صدرت، خلال العام المنصرم، كتاب بعنوان “كمَّ كلَّفت الأزمات الدولية العالم؟ من 1900 حتى 2050” للكاتب بجورن لومبورج، حيث يقيَّم الكاتب، بمقاييس اقتصادية، تكلفة عشر أزمات عالمية وقعت في القرن الماضي، ويضع توقعات لتكلفتها في 2050. وتتمثل تلك الأزمات في: تلوث الهواء، والصراعات المسلحة، والتغير المناخي، وتهديدات النظم الأيكولوجية، والتنوع البيولوجي، وعدم كفاية التعليم، وعدم المساواة بين الجنسين، والمرض، وسوء التغذية، والحواجز التجارية، والمياه والصرف الصحي للفقراء.
وبتنحية الصراعات المسلحة جانبا، فإنه يمكن القول إن القرن الماضي شهد انخفاضا في تكلفة تلك الأزمات في نهايته عنها في بدايته، ومن المتوقع أن يستمر ذلك الانخفاض حتى منتصف القرن الحالي، وذلك برغم توقع أن تكلفة المشكلات المصاحبة للتغير المناخي سوف ترتفع بشكل حاد مع نهاية هذا القرن. والمميز في هذا الكتاب أنه يعطي تقديرات كمية للتكلفة الاقتصادية لتلك المشكلات على عكس التقديرات التي ظهرت سابقا، والتي غلب عليها الطابع الكيفي أكثر.
ثالثا- الكتابات الخاصة بالولايات المتحدة:
ركزت تلك الكتابات على تناول السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وتقييم علاقاتها مع دول العالم، ولعل أبرزها كتاب “العدو الخطأ: أمريكا في أفغانستان 2001-2014” للكاتبة كارلوتا جال، التي تعمل مراسلة صحفية لجريدة “The New York Times”، والتي قضت ما يقرب من 13 عاما تغطي الأحداث في أفغانستان وباكستان، الأمر الذي أعطى لأطروحتها في الكتاب حول الحرب الأمريكية في أفغانستان أهمية كبيرة، ومصداقية عالية، والتي كان يمكن أن تكون أقل أهمية إذا جاءت من مصادر أخرى. وخلاصة ما وصلت إليها أن العدو الحقيقي للولايات المتحدة كان باكستان، وليس أفغانستان، وتطرح في كتابها العديد من المؤشرات التي توضح تلك الأطروحة.
كذلك، يعد كتاب “الطوفان: الحرب العظمى، أمريكا، وإعادة تشكيل النظام الدولي، 1916-1931” للكاتب آدم توز، من الكتب المهمة التي صدرت خلال العام الماضي، ويشرح من خلاله طبيعة العلاقات بين الدول الكبرى بعد الحرب الحرب العالمية الأولى مع فجر “القرن الأمريكي” كما سماه، وكيف مارست الولايات المتحدة قوتها بطرق جديدة، خلال الفترة ما بين الحرب حتى الكساد الكبير، حيث عملت بشكل غير مباشر وبتركيز أقل على القوة العسكرية، الأمر الذي جعلها الأفضلية بين الأنظمة العنصرية التي سادت في ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والاتحاد السوفيتي.
وأكد أن ما جعل الولايات المتحدة تقود النظام الدولي الجديد هو قدرتها على الجمع بين السلطة الأخلاقية، والقوة العسكرية، والهيمنة الاقتصادية، فلم تكن الولايات المتحدة مجرد قوة عظمى صاعدة، بل كانت، على حد قول الكاتب، مشروعا سياسيا عالميا، وطريقة حياة جديدة. ومن هذا المنظور، يحلل دور الولايات المتحدة في النظام الدولي، والخصال التي تمتعت بها في هذا الوقت بما جعلها قادرة على احتلال مقعد القيادة في النظام العالمي الجديد.
وفي إطار الحديث عن علاقات الولايات المتحدة الخارجية، برز على الساحة الأكاديمية كتابان في غاية الأهمية، الكتاب الأول بعنوان: “حدود الشراكة: العلاقات الأمريكية- الروسية في القرن الحادي والعشرين” لمؤلفته أنجيلا ستينت، ويستعرض هذا الكتاب بإيجاز مسيرة العلاقات الأمريكية – الروسية في عهود الإدارات الأمريكية الأربعة الأخيرة، بداية من جورج بوش الأب حتى باراك أوباما، في محاولة لفهم لماذا تبدأ دومًا محاولات إعادة العلاقات بينهما بتوقعات عالية، وتنتهي كل مرة بنهايات محبطة.
كما تستعرض الكاتبة أبرز المشكلات التي أفسدت مناخ العلاقات بين البلدين كالحرب العراقية، والحرب الروسية- الجورجية في 2008، وأنظمة الدفاع الصاروخية، وأخيرًا الحرب الأهلية في العراق، مؤكدة أن أساس المشكلة هو عدم تناسق القوة الاقتصادية والعسكرية بين البلدين، فضلا عن الاختلاف البيِّن في رؤيتهما للحقائق الدولية.
أما الكتاب الثاني والأخير، فهو لكل من ويليام ليو جراند وبيتر كورنبلا بعنوان: “العودة إلى كوبا: تاريخ المفاوضات السرية بين واشنطن وهافانا”، ويستعرضان فيه تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة الأمريكية، خلال فترة حكم فيديل كاسترو، والتي استمرت لخمسة عقود.
وقد ركز الباحثان على الإجابة على سؤال محوري، هو: لماذا فشلت كل المحاولات التي أجراها الدبلوماسيون الأمريكيون بشكل متكرر، حتى قبل أن تبدأ في بعض الحالات؟. وقد قادهم هذا التساؤل لمزيد من البحث حتى خرجا بمجموعة من الأسباب، سواء من الجانب الكوبي، أو من الجانب الأمريكي، يمكن أن تسهم في الإجابة على هذا التساؤل.
رابعا- الكتابات الخاصة بالصعود الصيني:
يمكن القول إن الاهتمام بالصين وسياساتها الخارجية في الكتابات الغربية، خلال عام 2014 ، تجاوز الاهتمام بالولايات المتحدة نفسها، بل والمناطق والأقاليم المختلفة. وقد تركزت معظم الكتابات على تحليل التنمية الاقتصادية في الصين، ومساراتها الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى مشكلات وصراعات القوة في بحرها الجنوبي مع جيرانها.
يأتي في مقدمة تلك الكتب كتاب إيفان أوسنوس بعنوان “عصر الطموح: مطاردة الثروة، والحقيقة، والإيمان في الصين الجديدة”، والذي يتحدث فيه عن التنمية في الصين، ويؤكد أن التوقعات المتفائلة بشأن النمو الصيني المستقبلي لم تكن كلها خاطئة، وإنما هي مبنية على منظور سياسي ضيق يتجاوز بعض العناصر المهمة والعميقة التي تؤثر في نمو دولة ما من عدمه، مشيرا إلى أن الصين لم تتقدم بسبب كونها دولة قوية وثابتة فقط، بل بسبب وجود مجتمع صيني مكون من رجال أعمال، وصحفيين، وفنانين، ومواطنين عاديين، وغيرهم، يسعى لشىء أكثر تأسيسًا من مجرد تمثيل سياسي، وهو تقديم نموذج أخلاقي فعَّال ومتماسك.
وعلى صعيد تحليل الأداء الاقتصادي للصين، برز كتابان، الأول بعنوان: “ترويض التبت: تحول المشهد وهدية التنمية الصينية” للكاتبة إيميلي ييه، والتي تشير فيه إلى أن محاولات الصين لتعزيز سيطرتها على منطقة التبت قد انحرفت بشكل مأساوي، في ظل الصراعات الطائفية الموجودة في المنطقة، مؤكدة أن جهود التنمية التي قامت بها الصين في الإقليم قد أثرت فى العلاقات بين مواطني التبت وقبائل الهان التي تمثل أغلبية الشعب الصيني، واستعراض كيف تعاملت الصين مع هذا الأمر من أجل ترويض تلك المنطقة، وإدماجها في مسار التنمية.
أما الكتاب الثاني والأخير، فهو بعنوان: “القارة الصينية الثانية: كيف استطاع مليون مهاجر بناء إمبراطورية جديدة في إفريقيا؟” للكاتب هاوارد فرينش، والذي يوضح فيه أن العقدين الماضيين قد شهدا هجرة أكثر من مليون مواطن صيني إلى القارة الإفريقية، وأنشأوا مجموعة واسعة من الأعمال، بدايةً من المزارع الصغيرة، وحتى الشركات الكبرى.
ويؤكد الكاتب أن هذا الوجود الصيني في إفريقيا ليس ناتجا فقط عن السياسات الحكومية الصينية، ولا كذلك يمكن فصله عن الطموح الصيني في الإقليم، بل أيضًا ناتج عن رغبة الصينيين في إيجاد موطن آخر بعيدا عن موطنهم الأصلي، وهو ما استنتجه الكاتب من خلال مقابلاته مع العشرات من الصينيين في إفريقيا، والذين أكدوا عدم نيتهم العودة للصين، خصوصًا بعدما وجدوا أن الحياة في إفريقيا أكثر جاذبية.
كذلك، صدر خلال عام 2014 ، كتاب مهم بعنوان: “بحر الصين الجنوبي: نضال القوة في آسيا”، يستعرض فيه الكاتب بيل هايتون، وهو صحفي مقيم في المملكة المتحدة، المشكلات التي تواجه الصين في منطقة بحر الصين الجنوبي، مؤكدًا أنه برغم قوة الصين العسكرية، فإن أسطولها متأخر 20 عاما عن نظيره الأمريكي، فضلا عن أن العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والعديد من الدول الآسيوية تعطي لأمريكا أفضلية حصرية على الصين. ويستعرض الكاتب في هذا الصدد استراتيجية الصين في التعامل مع هذا الأمر، ومحاولاتها الحثيثة لبسط سيطرتها على تلك المنطقة.
خامسا- الكتابات الخاصة بالشرق الأوسط وأوروبا :
احتلت منطقة الشرق الأوسط، لما بها من أحداث وتطورات متلاحقة، أهمية مقبولة في الكتابات الغربية في عام 2014، وكان أبرز ما صدر في هذا الصدد كتاب “إغراءات السلطة: الإسلاميون والديمقراطية غير الليبرالية في الشرق الأوسط الجديد” للكاتب شادي حميد، الذي بحث بشكل مكثف جماعة الإخوان المسلمين في كل من مصر، والأردن، وتونس، متوصلا إلى نتيجة، مفادها أن محاولات اعتدال الإسلاميين كانت مجرد تكتيك من أجل البقاء، وهو ما جعلها تشارك في الانتخابات التي أقيمت في عهد الأنظمة السلطوية في الدول الثلاث. ومع الثورات العربية، حدث تغيير في الاستراتيجية من أجل الهدف نفسه. ويستخلص الكاتب أن “الليبرالية لا يمكن أن تحمل في داخلها الإسلاموية”، حيث إن كلا منهما لها وجهة نظر مختلفة تماما للعالم.
أما على الصعيد الأوروبي، فقد برز كتاب مهم بعنوان: “مأساة الاتحاد الأوروبي: تفكك أم إحياء؟”، حيث يناقش فيه الكاتب جورج سوروس أزمة اليورو، وتأثيراتها فى الاتحاد الأوروبي، مسلطًا الضوء على الصراعات السياسية التي تكمن وراء مشاكل الاتحاد، مستعرضًا كيف خلق نظام العملة الموحدة نظامًا ماليًا خاضعًا لتقييمات غير صحيحة للمخاطر.
وقد رأى الكاتب أن المشكلات التي تواجه الاتحاد الأوروبي ستقود، على المدى البعيد، إلى فترة طويلة من الركود، بما يجعل من إمكانية تفكك الاتحاد الأوروبي قريبة، إذا لم توجد سياسات قادرة على إحيائه من جديد.
للمزيد من التفاصيل حول أبرز الكتابات الغربية في 2014، انظر
http://www.foreignaffairs.com/features/collections/the-best-books-of-2014-editors-picks
باسم راشد
مجلة السياسة الدولية
http://goo.gl/YZesNF