تنظيم إيران الجديد في العراق: سرايا الخراساني

تنظيم إيران الجديد في العراق: سرايا الخراساني

عندما احتلت داعش مدينة الموصل، خافت طهران حتى قبل بغداد. هجمات داعش السريعة وتمددها غير المتوقع أقلق قادة وسياسيي البلدان المجاورة لأسابيع. كانت هناك مناقشات بكيفية استجابة إيران للأزمة في العراق، وكما العادة كانت إيران قادرة على تشكيل استراتيجياتها العسكرية والأمنية الخاصة بها، وبالاستفادة من فيلق القدس، الوحدة الخاصة من الحرس الثوري الإيراني، كانت قادرة على إيقاف تقدم قوات أبي بكر البغدادي.

في هذه الحالة، وسعت إيران سياساتها التي كانت تعتمد على الدور الاستشاري، ودعم المجموعات الشيعية من سوريا إلى العراق. فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كان مسؤولًا عن حماية المصالح العسكرية والأمنية لإيران خارج حدودها. قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني أظهر اهتمام إيران بالقتال ضد داعش بوجوده حاضرًا شخصيًا في العراق.

بعد إسقاط صدام حسين عام 2003، بالتنافس مع الولايات المتحدة، إيران بدأت بتشكيل مجموعات شبه عسكرية في العراق وبدأت بدعم السياسيين العراقيين الذين تربطهم علاقات مع إيران. بعض المجموعات كان منها جيش المهدي المرتبط بمقتدى الصدر، وعصائب أهل الحق، ولواء ذي الفقار، وكتائب سيد الشهداء، وكتائب حزب الله، ولواء عمار بن ياسر، ومنظمة بدر الذين تم تشكيلهم في العراق بدعم إيراني، خصوصًا بعد انسحاب القوات الأمريكية. أجدد هذه السرايا سرايا الخراساني.

بالنسبة للشيعة الذين تربطهم علاقات بإيران، الخراساني إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله الخميني. إحدى الميزات التي تميز سرايا الخراساني عن المجموعات الشيعية الأخرى هي شعارها الذي اختارته لنفسها. في حركة غير مسبوقة، شعار سرايا الخراساني مماثل لشعار الحرس الثوري الإيراني. منذ بدايتها، تشكلت سرايا الخراساني من شيعة من جنوب ووسط العراق، وكان هدفها الرئيس هو قتال داعش. عنصر آخر يميز السرايا عن غيرها هو عملية تشكلها السريعة. في مدة توزاي الشهرين، كانت سرايا الخراساني قادرة على جمع القوات، وتنظيم العمليات العسكرية المختلفة.

يقود سرايا الخراساني السيد علي الياسري، أمينها العام وقائدها العام في العراق. كتب على صفحته الرسمية على الفيس بوك: “هدف سرايا الخراساني هو استئصال أولئك الذين، مع تظاهرهم بالإسلام، ينتهكون حقوق الشعب. هذه المجموعة المنحرفة وباء خبيث، وسنحاربه. نحن الآن معنيون بتدمير المجموعة التي تدعمها القاعدة في العراق، دائمًا وبقسوة”.

حتى الآن، الأهداف والخطوط الحمراء للتنظيم قدمت كالتالي:

  • منع داعش من احتلال سامراء.
  • منع داعش من احتلال المدن الشيعية المقدسة مثل النجف وكربلاء.
  • حماية بغداد.
  • الاجتثاث الكامل لداعش من العراق.

ليس هناك دليل موثوق يشير إلى أن التنظيم يتعاون مع الجيش الوطني العراقي، إلا أن المقاطع والصور لسرايا الخراساني تظهر أنه لا يواجه قيودًا قانونية أو أمنية عندما يتعلق الأمر بإدارة أو تحريك قواته.

نادرًا ما ظهر السليماني أمام الكاميرا بعد احتلال داعش للأراضي العراقي. خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت هناك صور له بجانب الحلفاء الشيعة في العراق. لعدة مرات، أخذ صورًا مع أفراد وقادة سرايا الخراساني، وسمح لوسائل الإعلام المختلفة بنشرها.

أيضًا، قائد الحرس الثوري الإيراني حامد تقوي كان في مهمة استشارية لسرايا الخراساني عندما قتلته داعش قرب سامراء؛ إذ نشرت السرايا مقطعًا يؤكد تعاون تقوي معهم.

بقدر ما يشكل العتاد العسكري واللوجستي أهمية، فإن هذا التنظيم مجموعة من الأسلحة المتوفرة في العراق بجانب الأسلحة الإيرانية.

هناك صور متعددة تظهر شبابًا للسرايا يستخدمون أسلحة مختلفة مثل رشاشات الكلاشنكوف وقناصات الدراغانوف، وRPG، بنوعيه 107 و7، ورشاشات M-16. أيضًا، بعض هذه الصور تعرض بوضوح استخدام أفراد السرايا للأسلحة الإيرانية المتقدمة، بما في ذلك قناص آرش القوي.

في الفيديوهات التي ينشرها التنظيم، لا يبدو أن عناصره يستخدمون المركبات التي يوفرها الجيش. بدلًا من ذلك، يظهر أن ممولًا ساعدهم بعدد من مركبات ميتسوبيشي وهونداي.

الآن، منطقة الصراع الرئيس بين داعش والسرايا هي ديالى، وبحسب المعلومات، فإن سرايا الخراساني كانت قادرة على التعامل مع هجمات كبيرة لداعش.

بالخلاصة، يجب ذكر أن هذه المجموعة تجاوزت بسرعة المجموعات الشيعية الأخرى، وبسبب علاقاتها المباشرة مع طهران، تلقت دعمًا عسكريًا ولوجستيًا جيدًا.

تصرفات هذه التنظيمات لن تحاكم فقط في سياق التطور العراقي السياسي. انتصار أو هزيمة هذه المجموعة سينظر له كنتيجة لنشاطات إيران في العراق. بالرغم من أن هناك تحالفًا دوليًا ضد داعش، فإن إيران قررت التصرف بسرعة وتأثير ضده بقيادة المعركة ميدانيًا. كنتيجة، اليوم، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يشير إلى طهران كصديقة وشريكة للعراق، ويدعو إيران باسم بلده الثاني.

المونيتور- التقرير

http://goo.gl/xeANp6