الذراع الإيرانية في لبنان والتي تعمل وفقا لتعليمات ملالي طهران.. وهي جماعة حزب الله التي افتقدت للوطنية السليمة والانتماء الحقيقي للبنان بلدا وشعبا، تأخذ تعليماتها مباشرة من طهران، وتنفذ أجندة إيران في المنطقة، لكن أن يصل الأمر بحزب الله اللبناني أن يتدخل بدولنا الخليجية، وتحديدا البحرين فهو أمر مرفوض تماما، فليس فقط لأن أمن الخليج خط أحمر، بل لأن هذا التدخل العابر للدول، ومن قبل جماعة أو حزب، في دولة أخرى هو مرفوض قانونيا وعرفيا، فالدول تتعامل فيما بينها وليس مع أحزاب، وهذه الأحزاب يجب أن تلتزم بالمعايير الحقيقة لعملها داخل إطار دولتها وليس بتجاوز الدولة نفسها.
وهنا نتكلم تحديدا عن تصريحات حسن نصر الله ضد البحرين، والتي تعبر عن بث سموم طهران عبر وكيلها في لبنان، فتدخلات نصر الله في شؤون غيره مرفوضة، وما يحدث في البحرين هو شأن داخلي، أم أن الطائفية الشنيعة هي التي دفعت نصر الله ليدلو بدلوه ضد بلد يتميز بالانسجام والتوافق التام بين مكونات شعبه، وربما يكون استنكار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأوضح، إذ رفض بشدة تصريحات حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني بشأن الأوضاع في مملكة البحرين، معتبراً أنها تحريض صريح على العنف بهدف خلق شرخ طائفي وبث الفرقة بين أبناء شعب المملكة.
واعتبر الزياني أن نصر الله تجاوز في تصريحه الأخير التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، في محاولة يائسة لزعزعة السلم الاجتماعي لمملكة البحرين وتهديد أمنها واستقرارها، وهو ما لن يتحقق بإذن الله، ثم بفضل وعي الشعب البحريني وحرصه على تعزيز مكتسباته التنموية، وأكد الأمين العام أن مثول أي مواطن بحريني أمام النيابة العامة، شأن بحريني بحت، وليس من حق حسن نصرالله أو غيره ممن لا يريدون خيراً للبحرين وشعبها، التدخل فيه أو الاقتراب منه.
الزياني قارب الواقع بطريقة مباشرة، لأن تدخلات إيران أو وكيلها حزب الله مرفوضة، خاصة أن حزب الله متورط بالقتل الجاري في سوريا وهو متهم بإزهاق ارواح السوريين، وإشعاله لفتيل الأزمة وتأجيج الطائفية، فهذا الحزب كشف عن وجهه الطائفي الحقيقي، وأوامر طهران هي الأولى في أجندته، وتصريحات نصر الله مدفوعة من قبل أسياده في إيران وليست تصريحات عشوائية، وهدفها زرع الفتنة والشقاق، لكن شعب البحرين بعيد تماما عن هذا الأمر، وقد أكد البرلمان البحريني عن ثقة كاملة بأن لبنان لن يتوانى عن اتخاذ ما يلزم تجاه هذه التصريحات العدائية التي تمس المملكة، وقال حمد بن إبراهيم الملا، رئيس مجلس النواب المنتخب: إن المجلس يرفض التصريحات السيئة والتدخلات السافرة لحزب الله اللبناني الذي وصفه بالمنظمة الإرهابية، واعتبر أنها تصرفات غير مبررة، ومكررة ومستمرة من تلك المنظمات التي أثبتت الأدلة والبراهين، المحلية والخارجية، عن وجود الدعم والتدريبات الذي تقدمه هذه المنظمة الإرهابية من أجل زعزعة أمن مملكة البحرين، وأكد أنه لم ولن يرهب مملكة البحرين أية ممارسات إرهابية وتهديدات مرفوضة، بل أن مثل تلك التصريحات تكشف دعم عمليات العنف والتحريض، والمعايير المزدوجة التي تنتهجها تلك المنظمات الإرهابية، وهناك ثقة بالسلطات في لبنان في اتخاذ الاجراءات المناسبة لمثل هذه التصريحات العدائية، وهي اتهامات باطلة ومعلومات مغلوطة، ولن تفرق شعب مملكة البحرين تلك التحريضات والاتهامات.
محاولة طهران للعبث وتحريض بعض الأشخاص الذين يأتمرون بأمرها في دول عربية عدة، هو أمر مرفوض ولا يتوافق مع حسن الجوار والقواعد والقوانين الدولية التي تنظم العلاقة بين الدول، وهذا التصرف الإيراني مرفوض تماما، لأنه يعبر في الحقيقة عن تخبط طهران داخليا ومحاولتها تصدير أزمتها إلى الخارج، وهذه التدخلات الإيرانية انعكست حقيقة على الشارع الإيراني وعلى البيت الداخلي، حيث أن شعب إيران مل وسأم من تدخلات طهران الخارجية على حساب الداخل، وفيما يعاني الشعب الإيراني من الفقر والبطالة وآفات اجتماعية خطيرة للغاية، تركز إيران على الخارج، ورغم أن إيران داخليا قاب قوسين من الانهيار الشامل، بفعل أزمة اقتصادية مخيفة، وانهيار لأسعار النفط، وهو المورد الأساس وشريان الحياة لطهران، إلا أن ساسة إيران مشغلون بالملف النووي وتدخلات مقيتة في دول الجوار، وانفجار الداخل الإيراني هو عملية وقت لا أكثر، خاصة أن الأوضاع في إيران وصلت إلى حد الجوع وعدم إيجاد ما يسد رمق الفقراء، بالأخص مع تفشي الفساد والآفات الاجتماعية والمشاكل الاقتصادية التي تنهش في جسد الدولة الضعيفة.
مركز المزماة للدراسات والبحوث
http://www.almezmaah.com/ar/news-view-8132.html