إعداد: اماني العبوشي*
نظم مركز القدس للدراسات السياسية في العاصمة الاردنية –عمان بتاريخ 23-8-2014 ورشة عمل حول “قضايا المرأة و الاقليات في خطاب الحركات الاسلامية, بمشاركة عدد من الاكاديميين وعلماء الدين من مختلف دول العربية, داعين الى ادانة مؤسسية من المرجعيات الاسلامية المتعددة حيال ما تقوم به الجماعات الاسلامية المتطرفة، بحق الاقليات في العراق و بسوريا وغيرها من الدول العربية .
ودعا المؤتمر هذه الى اتخاذ موقف صارم وحازم اتجاه التيارات السياسية المتطرفة، التي تحاول تسيس الديانات السماوية خاصة الاسلام لصالحها ووفقاً لاعتبارات لا تخلو من مصلحة شخصية. وناقشت الورشة محورين اساسين هما:
1- موقف الاسلام من المسيحيين وغير المسلمين في الدول والمجتمعات الاسلامية .
2- موقف الاسلاميين من اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة.
وكان اول المتحدثين الدكتور احمد كريمة استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر، الذي اشار الى ان الفوضى والغلو على مستوى فتاوى الجماعات الاسلامية، معتبراً ان العديد من الجماعات المتشددة تعتمد على مفاهيم مبنية على الفهم البشري، مؤكداً توافر الفهم السليم، والنظرة الشمولية، التي تراعي الزمان والمكان. فمن يتصدى للفتوى لابد له من معرفة وسائل الاستنباط، وفق قواعد علمية توجب العلم بدلالات الالفاظ والاساليب ومراعاة ظروفها, وما يتصل بها من العموم او الخصوص والاطلاق أو التنفيذ, واي انحراف عما تقرر يعد قصورا وجهلا، ولا يعبر بالضرورة عن حقائق الدين.
وتساءل المشاركون عما يلي:
1- هل المسيحيون مواطنون ام ذميون؟
2- المسيحيون بين مفهوم الجزية… والمواطنة.
ما هو الموقف من الاقليات من غير اتباع الديانات السماوية وتحديدا ما يحدث بالعراق؟
واتفق المشاركون على ان المواطنة في المجتمعات الاسلامية، توفر لأهل الكتاب حرمة لدمائهم واموالهم وبيوتهم، وعند حدوث اي مكروه يجب التصدي لأي اعتداء، كما توفر حصانة لرجال الدين من غير المسلمين، إذ تحرم التعرض لهم باي نوع من الإيذاء حتى في أحوال الحرب. ولعله عكس ما يحدث اليوم في (العراق), مؤكدين ان مسألتي “التكفير والجزية”، لابد من إلغاؤهما، فالجزية؛ هي ضريبة لموارد الدولية المالية لظروف استثنائية ومانع من موانع الحرب، وعند تغيير الظروف تترك ولا يعمل بها.
وانتقد استاذ الشريعة والقانون الدولي في المعهد العالي للقضاء في السعودية الدكتور منير البياتي، تأخر إصدار إدانة من علماء المسلمين لما يجري للمسيحيين في الموصل على ايدي جماعة (داعش). واصفاً الوضع الراهن بأنه يدمي قلوب الانسانية بشكل عام والاسلامية بشكل خاص لأنه فيه ابتزاز وتخريب صورة الاسلام, ليحث على ان تكون علاقة الاسلام مع اهل الكتاب كما وصفه القرآن الكريم وهي “البر والقسط”، فالقسط هو العدل، والبر هو أعلى درجات حسن الخلق. ولهذا شبهت ببر الوالدين.
من جهة اخرى اشار المراقب العام السابق لحركة الإخوان المسلمين في الأردن سالم الفلاحات ان عمر الاسلام حوالي 1450 عاما، وهو ليس ملكا لأحد للتحدث عنه، والمتحكم منذ عقود هو العقلية الليبرالية التي أنتجت المتطرفين والمتعصبين الذين يتحدثون باسم الإسلام أو المسيحية، داعيا على جميع الديانات السماوية إدانة الإرهاب بجميع اشكاله وصوره.
ولا شك فان الدين كمفهوم هو مجموعة من القيم والمبادئالتي يتم تطبيقها من جانبين؛ الاول الاجتهاد البشري المعرض للنقد والتغيير والاستدراك حسب القدرة على تطبيق المبدأ.والاخر تاريخي والمقصود هنا ان تغير العصور يجب ان تتغير معها الاساليب والطرق، وما يحدث واقعيا على الساحة العربية مخالف تماما لما يدعو إليه الإسلام الذي هو براء منه.
واكد المشاركون ان المنطقة العربية في ظل وجود التيارات الاسلامية المتطرفة، تواجه تحديات كبيرة في الحصول على ابسط حققوهم المعيشية كحق المواطنة مثلا,اذ وصل عدد العرب المسيحين المهجرين قصرا نحو 2 مليون بسبب القتل والتنكيل والسبي. والدول العربية اليوم ولأول مرة تقف أمام حالة وجود لاجئين دينيين،ولا بد من حشد مختلف التيارات ، لمواجهة التطرف والانقضاض على الدين وما يجري من جرائم كبيرة مخالفة للإسلام، اذ اصبحت الامة الاسلامية تشهد نزيف دماء اكثر من اي مكان في العالم.