بغداد- أفرج، في ساعة مبكرة من الأربعاء، عن الصحافية العراقية افراح شوقي التي خطفت من منزلها قبل اسبوع على ايدي مسلحين مجهولين، كما افادت شقيقتها.
وقالت نبراس شوقي ردا على سؤال عن صحة المعلومات التي افادت بأن شقيقتها استعادت حريتها “نعم هذا صحيح”. بدورها اكدت قيادة القوات الامنية في بغداد ان الصحافية المخطوفة اطلق سراحها. وقال المكتب في بيان صحفي مقتضب إن العبادي اتصل هاتفيا “بالصحفية افراح شوقي للاطمئنان على صحتها وسلامتها”.
وقالت الصحافية أفراح شوقي في مقابلة تلفزيونية لحظة وصولها إلى منزلها إنها بصحة جيدة، مضيفة “عاملوني معاملة جيدة وكان هناك إجراء بسيط استجوبوني وطلعت براءة” من دون أن تبين الجهة التي استجوبتها.
واحتضنت الصحافية لدى دخولها إلى المنزل ابنها يوسف، وكان في انتظارها الإعلامي عماد العبادي الذي قاد حملة بالتظاهر والاعتصام في ساحة التحرير والمنطقة الخضراء للمطالبة بإطلاق سراحها، وهي التظاهرة التي أطلقت الشرطة خلالها النار لتفريقها دون أن تقع إصابات. واثار اختطاف افراح شوقي ردود أفعال دولية واسعة النطاق، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية دعمها التحقيق في القضية.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان عقب واقعة الاختطاف إنها ترحب “بشجاعة السيدة شوقي، ودفاعها عن حقوق المرأة، وهي من الشخصيات المعروفة على نطاق واسع ومحل تقدير في العراق والعالم، وقامت بكشف حالات الفساد والانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات”. كما أعربت منظمة “مراسلون بلا حدود” في باريس عن بالغ قلقها بعد اختطاف الصحافية، وحثت في بيان لها السلطات العراقية على بذل قصارى الجهود للعثور عليها.
واقتحم مجهولون، الاثنين، منزل الصحافية أفراح شوقي في حي السيدية جنوب غربي بغداد، بعد ساعات من نشرها مقالا على الإنترنت، حمل عنوان “استهتار السلاح في الحرم المدرسي” وانتقدت فيه بشده “المجاميع التي تتصور نفسها أكبر من القانون” وتفرض ما تريد بقوة السلاح في العراق.
وطالب العبادي بـ”ملاحقة أي جهة يثبت تورطها بارتكاب هذه الجريمة، واستهداف أمن المواطنين وترهيب الصحافيين”، بحسب بيان لمكتبه. وأصدرت قيادة عمليات بغداد بيانا حول الواقعة، أعلنت فيه تشكـيل فريـق عمـل مشترك في عمليات بغداد للتحقيق في حادثة اختطـاف شوقي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الماسكة للأرض والأجهزة الاستخبارية، وسيتم الإعلان عن نتائج هذا التحقيق، وطالبت قيادة عمليات بغداد الجميع بالإدلاء بأي معلومات تفيد في عملية التحقيق.
وقد أكد مصدر أمني أن مسلحين ملثمين يستقلون 3 مركبات نوع بيك آب لا تحمل لوحات تسجيل ويرتدون ملابس مدنية اقتحموا، ليلة الاثنين، منزلها في منطقة السيدية جنوبي غرب بغداد. وأضاف أن المسلحين اعتدوا على أفراد أسرة شوقي وسرقوا مصوغات ذهبية وأموالا وسيارتها الخاصة واقتادوها إلى جهة مجهولة. وبدوره، صرح زياد العجيلي، مدير مرصد الحريات الصحافية أن “المسلحين دخلوا إلى المنزل وقيدوا ابنها، البالغ من العمر 16 عاما، وقالوا إنهم تابعون لجهاز أمني رسمي”.
وتعمل شوقي مديرة قسم في دائرة الفنون التشكيلية ورئيسة لجنة المرأة في وزارة الثقافة العراقية، وعرفت بكتاباتها التي تنتقد الفساد السياسي والإداري في مرافق الدولة العراقية، وانتشار الميليشيات والجماعات المسلحة وحمل السلاح خارج سلطة الدولة، وعملت ضمن مكتب جريدة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن، كمراسلة من بغداد متفرغة للتقارير والأخبار الفنية والمنوعة، قبل أن يغلق المكتب الشهر الماضي. وهي متزوجة ولديها ابن واحد.
وكانت شوقي اشتكت من تعرضها لحملة تشهير وتحريض واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر تقرير صحيفة الشرق الأوسط، على الرغم من تركها العمل في الصحيفة منذ فترة طويلة، وأفادت تقارير أنها طلبت قبل فترة من بعض أصدقائها والمقربين منها دعمها إزاء ما تتعرض له من تهديدات من مجهولين بسبب مواقفها.
ودفع الصحافيون العراقيون ثمناً باهظاً دفاعاً عن حريتهم، بحسب التقرير الصادر عن النقابات الصحافية في العراق، والذي أشار إلى مقتل “455 صحافياً منذ عام 2003، منهم 20 خلال عام 2016”.
ويُعد العراق من الدول الأكثر خطورة على سلامة الصحافيين في العالم. ويأتي في المرتبة الـ158 (من أصل 180 بلداً) بالتصنيف العالمي لحرية الصحافة، وفق التقرير الذي نشرته “مراسلون بلا حدود” خلال عام 2016.
العرب اللندنية