العالية (سوريا) – أعلنت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية تدعمها واشنطن، السبت بدء المرحلة الثالثة من معركة طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية ضرورة تلقيها المزيد من الدعم من واشنطن لمحاربة الجهاديين بعد حصولها للمرة الأولى على مدرعات أميركية.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في بيان خلال مؤتمر صحافي في قرية العالية شمال مدينة الرقة “نعلن عن بدء المرحلة الثالثة من عملية تحرير ريف ومدينة الرقة”، مشيرة إلى أن الحملة الجديدة “تستهدف تحرير الريف الشرقي للمحافظة”.
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، منذ الخامس من نوفمبر 2016 حملة “غضب الفرات” لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة.
وتسعى قوات سوريا الديمقراطية منذ أسابيع للتقدم نحو مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي، وهي تبعد عنهما خمسة كيلومترات.
وقالت المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” جيهان شيخ أحمد في قرية العالية أن “750 مقاتلا من المكوّن العربي في ريف الرقة انضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية وقد تم تدريبهم وتسليحهم من قبل قوات التحالف الدولي”.
وفي نهاية يناير الماضي، أعلنت واشنطن أنها سلمت للمرة الأولى مدرعات إلى الفصائل العربية ضمن قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو السبت إن “قوات التحالف العرب ضمن قواتنا زودت بعربات”، مشيرا إلى أن “العدد قليل جداً ونتمنى أن يتزايد هذا الدعم في الأيام المقبلة”.
وبالإضافة إلى الغطاء الجوي، تدعم واشنطن قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح والذخيرة فضلا عن مستشارين على الأرض.
وقالت القيادية في قوات سوريا الديمقراطية روجدا فلات “يدعمنا التحالف الدولي في هذه المرحلة الثالثة”، مشيرة إلى أن “الأسلحة التي نحتاجها هي دبابات وأسلحة دوشكا ومدرعات”.
وأضافت “هناك تأخير في وصول الأسلحة التي نحتاجها”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “الدعم سيتضاعف خلال المراحل المقبلة”.
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتبع نهجا في سوريا يعتمد على قتال تنظيم الدولة الإسلامية عبر دعم قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح والمستشارين من دون إرسال قوات أميركية على الأرض، مفضلا تكثيف الحرب الجوية ضد الجهاديين.
ويشكل دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية مصدر قلق دائم بين الولايات المتحدة وتركيا، اذ تصنف الأخيرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي.
وحرصت واشنطن في عهد أوباما على التأكيد مرارا أنها تسلّح المكون العربي لقوات سوريا الديمقراطية وليس المكون الكردي.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس أن “لا تغيير في السياسة” الأميركية حتى الآن”. وأضاف “ما زلنا نسلّح المكون العربي لقوات سوريا الديمقراطية”.
ووضع دونالد ترامب قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا على سلم أولوياته، ووقع في 29 يناير الماضي، أي بعد نحو تسعة أيام من تسلمه الحكم، على أمر تنفيذي يمنح الجيش الأميركي 30 يوما لوضع استراتيجية جديدة “لإلحاق الهزيمة” بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقد أبقى ترامب مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك في منصبه من بين قلائل انتقلوا معه من إدارة أوباما.
وأكد طلال سلو “جرت اتصالات بين قوات سوريا الديمقراطية وإدارة ترامب تم التأكيد خلالها على تقديم المزيد من الدعم لقواتنا وخاصة في حملة تحرير الرقة” ضد الجهاديين.
وأوضح “كانت تأتينا في السابق أسلحة وذخائر، أما اليوم فقد دخلنا بتلك المدرعات مرحلة جديدة من الدعم”.
وباتت قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها منتصف أكتوبر 2015، قوة أساسية في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وحليفة رئيسية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وينضوي نحو ثلاثين ألف مقاتل في صفوفها، ثلثاهم من المقاتلين الأكراد.
وتمكنت هذه الفصائل العربية والكردية خلال عام من طرد الجهاديين من مناطق عدة في شمال وشرق سوريا. ونجحت حملة “غضب الفرات”، في تحقيق تقدم في مناطق واسعة في ريف المحافظة الشمالي والشمالي الغربي.
وتبعد قوات سوريا الديمقراطية حاليا 20 كيلومترا عن مدينة الرقة من الجهة الشمالية، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن.
وأوضح عبدالرحمن أن “تنظيم الدولة الإسلامية يشن هجمات انتحارية متكررة في مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة ما يحول دون تقدم الأخيرة بشكل ملموس”.
وتسعى قوات سوريا الديمقراطية منذ أسابيع للتقدم نحو مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي، وهي تبعد عنهما 5 كيلومترات منذ السابع من يناير الماضي.
ويقع سد الفرات على بعد 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم في سوريا ويقيم فيها أبرز قادته.
العرب اللندنية