ما زالت الحرب في سوريا مستعرة منذ أربع سنوات، وليس هناك أي مؤشرات ملموسة إلى أنها سوف تنتهي في أي وقت قريب. أكثر من 200 ألف شخص قتلوا، وشرد أكثر من 11 مليون، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وقد دفع هذا الصراع بالمقاتلين والمدنيين إلى العيش تحت الأرض؛ وبات السوريون يستخدمون الكهوف الضخمة في مناطق الريف كمعاقل، وأماكن اجتماعات، ومواقع دفاعية خلال المعارك.
وفي حين أن بعض هذه الكهوف طبيعية، البعض الآخر هو اصطناعي وتم حفره مؤخرًا. ولا تستخدم هذه الأماكن من قبل المقاتلين فقط، بل وأيضًا من قبل المدنيين اليائسين لحماية أنفسهم وأسرهم من العنف المستشري في كل مكان من البلاد.
وتظهر لنا الصور التالية، والتي تم التقاطها من داخل هذه الكهوف والأنفاق، إلى أي درجة من الوحشية وصلت الحرب في سوريا بعد أربع سنوات من اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السوري، بشار الأسد.
مريم، وهي فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات، تحمل شقيقها بينما تقف مع أطفال آخرين في مقبرة قديمة تحت الأرض في جبل الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب، سوريا، 26 نوفمبر 2014. السكان يفرون إلى الكهوف القديمة والمقابر للحصول على الأمان أثناء تعرضهم للقصف من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
العديد من هذه الكهوف استخدمت خلال الفترة الرومانية، ولم تستخدم بعد ذلك لعدة قرون. بعضها باتت تستخدم الآن كمنازل مؤقتة للأسر التي تنتظر نهاية القصف.
في هذه الصورة من عام 2012، اتخذ السكان من كهف مماثل قرب حماة مأوى لهم.
فتاة من النازحين داخل كهف تحت الأرض في الريف الجنوبي لإدلب في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. إنها واحدة من أكثر من 11 مليون شخص نزحوا بسبب القتال في سوريا، وفقًا للأمم المتحدة.
صورة لعائلة سورية فرت إلى الكهف خوفًا من القصف، في حي جبل الأربعين في محافظة إدلب.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، قدرت مصادر من داخل سوريا أن عشرات الآلاف من الناس يحتمون في الكهوف.
وأما أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الكهوف الطبيعية فقد خلقوا لأنفسهم ملاجئ تحت الأرض، وغالباً ما تكون هذه الملاجئ مبنية تحت منازلهم. وفي هذه الصورة، ينظر رجل إلى فتحة الكهف الذي يستخدمه كملجأ تحت منزله، في كفرومة، وهي منطقة في محافظة إدلب.
ويساعد الأطفال كذلك في حفر هذه الملاجئ.
وفي الوقت نفسه، أنشأ آخرون ملاجئ لأنفسهم بعيدًا عن منازلهم. وفي هذه الصورة، تظهر مجموعة من سكان دير الزور وقد حفروا الأنفاق والكهوف في الجبال لاستخدامها كملاجئ.
ويستخدم الثوار المناهضون للأسد الكهوف أيضًا. وفي هذه الصورة من مارس 2015، جلس المقاتلون خارج أحد الكهوف التي حفروها لاستخدامها كملاجئ ولإخفاء دباباتهم في أحد أحياء الريف الشمالي لحماة.
مقاتل من لواء البادية في جيش الإسلام يحمل سلاحه خارجًا من أحد الكهوف في ريف حماة الشمالي. وغالبًا ما تكون الأنفاق والكهوف التي تم إنشاؤها من قبل الثوار معقدة للغاية.
وتستخدم الكهوف من قبل الثوار كأماكن اجتماع للتخطيط والاتصالات. وفي هذه الصورة، يظهر مقاتلون من الجيش السوري الحر وهم جالسون أمام جهاز كمبيوتر داخل كهف في معرة النعمان، في إدلب.
ومن الممكن استخدام الكهوف والأنفاق أيضًا كمواقع استراتيجية للكمائن والقتال المباشر. ويظهر هنا مقاتل من الثوار وهو يستخدم النفق في مواجهة القوات الموالية للأسد في حي العامرية في حلب.
وكميزة إضافية، يستطيع الثوار إخفاء وتخزين وإعداد الذخيرة في الكهوف، كما تظهر هذه الصورة المأخوذة في معرة النعمان، في إدلب.
كما ويتم استخدام الكهوف أيضًا كأماكن للاستراحة، كما فعل مقاتلو الجيش السوري هؤلاء في معرة النعمان، في 17 أكتوبر 2013.
ولكن، سرعان ما يعود هؤلاء إلى العمل.
وغالبًا ما تثير الكهوف الشبهة. وأدناه، تقوم قوات الرئيس السوري بشار الأسد بتفتيش منطقة تم حفر الكهوف فيها من قبل الثوار في إحدى قرى دير الزور، في 6 أكتوبر 2014.
وبمجرد دخولهم الكهف، يحاول عناصر النظام العثور على أي من الثوار أو الذخائر.
ولكنهم غالبًا ما يجدون الكهوف مهجورة.
وهنا تأتي أهمية هذه المتاهة من الأنفاق والمداخل بالنسبة للثوار، حيث تسمح لهم بالاستمرار في القتال ضد نظام الأسد.
بزنس إنسايدر – التقرير