لندن – فشل فريق المفاوضين البريطانيين والأوروبيين في التوصل إلى تسويات مهمة في الجولة الأولى من مفاوضات الخروج الشهر الماضي خاصة في ما يتعلق بخلافات رئيسية، منها كيفية حماية المواطنين المغتربين وتسديد كلفة خروج بريطانيا.
ويرجع سايمون فريزر الدبلوماسي البريطاني الذي شغل مناصب كبيرة سابقا إن مفاوضات بلاده للخروج من الاتحاد الأوروبي لم تبدأ بشكل جيد بسبب خلافات بين أعضاء فريق رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول نوع الاتفاق الذي يتعيّن السعي إلى التوصل إليه.
وقال فريزر، الذي ظل حتى عام 2015 كبير موظفي وزارة الخارجية البريطانية ورئيس السلك الدبلوماسي، إن الحكومة تحتاج لعرض موقف أكثر وضوحا.
ومنذ أن فقدت ماي أغلبيتها البرلمانية في مقامرة انتخابية فاشلة في يونيو ظهر التناحر بين أعضاء حكومتها للعلن، وشمل خلافات على قضايا منها ما إذا كان يتعين أن تظل حرية الحركة مكفولة لمواطني الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه في 2019.
ويبرز للعيان بصفة أكبر وجود رؤيتين على طرفي النقيض لدى وزراء بريطانيا ففيما يؤيد وزير المالية فيليب هاموند بريكست مخففا يدعو وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير بريكست ديفيز ديفيز إلى انسحاب صعب.
وقال فريزر الذي تولى كذلك منصب مدير مكتب مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي في بروكسل “المفاوضات بدأت لتوّها، وبصراحة لا أعتقد أنها بدأت بشكل واعد على وجه الخصوص في ما يتعلق ببريطانيا”.
وذكر لراديو هيئة الإذاعة البريطانية “لم نطرح الكثير بسبب، كما تعلمون، وجود خلافات داخل الحكومة بشأن نوع الخروج الذي نسعى إليه وحتى تحل هذه الخلافات أعتقد أنه من الصعب للغاية أن يكون لنا موقف واضح”. وقال فريزر الذي يقدم حاليا المشورة للشركات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “حتى الآن لم نطرح الكثير على الطاولة باستثناء بعض ما يتعلق بوضع المواطنين، لذلك فنحن غائبون نوعا ما عن المفاوضات الرسمية”.
وتابع “نحتاج لإظهار استعدادنا للانخراط في الموضوع ليفهم الناس ما هو الأمر المعرض للخطر هنا وما هي الخيارات ولنتقدم نحو ذلك”.
وتفيد تقارير بأن الحكومة من المقرر أن تنشر مجموعة من الأوراق التي تتضمن موقفها في وقت لاحق هذا الأسبوع.
العرب اللندنية