برر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على السعودية، قائلاً إنه لا سبيل (للحوثيين) سوى حمل السلاح، في ظل وجود عمليات التحالف العربي في اليمن، كما نفى قيام بلاده بدور سلبي في المنطقة، مشدداً على أنها تريد «الاستقرار والثبات في المنطقة»، إلا أنه واصل التصعيد الكلامي الإيراني ضد السعودية.
وردّ روحاني في افتتاح الاجتماع الوزاري لحكومته، أمس، على اتهام إيران بزعزعة استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن بلاده «تريد التقدم والتنمية في العراق وسوريا واليمن»، إضافة إلى ذلك، وَجَّه أصابع الاتهام فيما يتعلق بالتوتر الإقليمي إلى دول غربية «تسعى وراء نهب ثروات المنطقة».
وبعد وصوله إلى الرئاسة للمرة الثانية في مايو (أيار) الماضي، قال روحاني إنه يتطلع إلى «الحلول السلمية في المنطقة».
ومع ذلك، قال في دفاعه عن الحوثيين إنه «لا سبيل (للحوثيين) سوى استخدام السلاح»، في محاولة لتبرير إطلاق صاروخ من الحوثيين على الرياض.
ولوحظ من تصريحات روحاني محاولته رد الاتهام عن إيران وتوجيه الاتهامات ذاتها إلى أطراف تطالب طهران بوقف التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وفي 30 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إنه «لا يمكن اتخاذ قرار مصيري من دون إيران في منطقة غرب آسيا». وجاءت تصريحاته بعد أسبوع من خطاب لروحاني أمام البرلمان الإيراني قال فیه إنه «لا يمكن اتخاذ أي قرار مصيري من دون إيران في العراق وسوريا ولبنان وأي دولة أخرى في المنطقة».
في شأن متصل، أعلنت طهران أنها وجهت شكوى إلى مجلس الأمن ضد المواقف الرسمية السعودية التي اعتبرت تزويد الصواريخ للحوثيين وإطلاقها باتجاه السعودية «إعلان حرب» من طهران.
في سياق متصل، أصدر الادعاء العام في طهران حكماً بإيقاف صدور صحيفة «كيهان» الرسمية ليومين، بعدما دعت الحوثيين، الاثنين الماضي، على صفحتها الأولى، إلى إطلاق صواريخ باليستية، وذلك في محاولة لتخفيف الإحراج الدولي، بينما واصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إصرار بلاده على مواصلة دورها في المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء إيرانية، أمس، نقلاً عن الادعاء العام الإيراني، بأن قرار توقيف صحيفة «كيهان» يقتصر على يومي السبت والأحد المقبلين، وأنه اتُّخِذ «نظراً لتجاهل الصحيفة تحذيرات حول مراعاة المصالح والأمن القومي»، وبعد شكوى تقدم بها مجلس الأمن القومي الإيراني.
ونقلت وكالة «إيرنا» الرسمية عن الادعاء العام قوله إن عنوان الصحيفة يتعارض مع «سياسات ومبادئ النظام في القضايا والأمن الإقليمي».
وهي المرة الأولى التي يتوقف فيها إصدار صحيفة «كيهان»، بعد إصدارها في 1941. وتعد الصحيفة الأولى التي تمثل وجهة نظر النظام، وهي من وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري. كما تنقل الصحيفة آراء مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، ويُعدّ رئيس التحرير من بين المسؤولين الذين يجري تعيينهم بإشراف مباشر من المرشد الإيراني.
وكانت صحيفة «كيهان» ضمن تأييدها إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية اعتبرت في عنوانها الرئيسي أن «الهدف التالي» لصواريخ جماعة الحوثي مدينة دبي.
وجاء تأكيد الصحيفة في حين حاول قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري نفي أي دور لإيران في تزويد الصواريخ الباليستية. ولم ينفِ جعفري محاولات إيران لتزويد الحوثيين بالسلاح، لكنه ذكر أن طهران «لا تملك إمكانيات لإرسال الصواريخ إلى اليمن». وصرح بأن جماعة الحوثي المدعومة من طهران «عملت على زيادة مدى الصواريخ».
وكانت الصحيفة لمحت في افتتاحيتها إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردّاً على الخطاب الأميركي والمواجهة مع طهران، في إشارة إلى تطبيق عقوبات «كاتسا» ضد الحرس الثوري، وتوجه الإدارة الأميركية لاحتواء دور طهران الإقليمي، الذي تعتبره تهديداً للاستقرار.
بدوره، نفى رئيس تحرير «كيهان» حسين شريعتمداري في تصريح لوكالة «فارس» أن تكون الصحيفة تلقت رسمياً بلاغاً حول التوقيف، يومي السبت والأحد، وتابع أنه لا يتوقع توقيف الصحيفة بسبب موقفها من اليمن، مضيفاً أنه اطلع على قرار التوقيف عبر وسائل الإعلام.
وتعرضت «كيهان» إلى انتقادات واسعة على الصعيدين الدولي والمحلي بسبب تأييدها إطلاق الصواريخ، وكشف المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت عن نية الملاحقة القضائية للصحيفة.
الشرق الاوسط