أعلن النظام السوري سيطرة قواته وحلفائه من المليشيات الأجنبية بقيادة حزب الله اللبناني على البوكمال على الحدود العراقية، آخر معقل كبير لتنظيم الدولة الإسلامية، لكن مصادر حقوقية تحدثت عن استمرار الاشتباكات في بعض أحياء المدينة شرقي البلاد.
وأضاف الإعلام الحربي السوري أن قوات النظام ومن معها التقت بالقوات العراقية الموجودة في الجانب العراقي من الحدود في محيط البوكمال، وأنها صدت هجوما لتنظيم الدولة على مواقعها في المحطة النفطية الثانية، وقتلت بعض مسلحيه خلال المعارك.
ونقلت وكالة رويترز مساء الأربعاء عن قائد في التحالف العسكري الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد أن مقاتلي حزب الله “كانوا هم الأساس في معركة البوكمال”، مشيرا إلى أن المئات من قوات النخبة بحزب لله المدعوم من إيران شاركوا في المعركة.
كما قال مصدر ميداني من القوات الحليفة لجيش النظام السوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات كبيرة من مليشيات حزب الله تقدمت لتصل إلى أطراف جنوب البوكمال، ثم عبر جزء منها إلى الجهة العراقية بمساعدة من مليشيا الحشد الشعبي العراقي، لتلتف حول البوكمال وتصل إلى أطرافها الشمالية بحسب المصدر نفسه.
وفي السياق قالت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصدر عسكري سوري إن قوات النظام ومن وصفها بالقوات الرديفة سيطرت على مدينة البوكمال، “بعد تأمين طريق لمسلحي تنظيم الدولة وانتقالهم إلى ضفة نهر الفرات الشرقية”.
وأكد المصدر أن القوات بدأت الانتشار المحدود في مدينة البوكمال، ولتأمين محاورها الرئيسية ومن ثم القيام بعمليات التمشيط ونزع الألغام والعبوات التي زرعها تنظيم الدولة.
وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن تقدم قوات النظام وحلفائه في البوكمال جاء بعد التقاء وحدات من الجيش وحلفائه مع القوات العراقية عند الحدود بين البلدين، بعد تطهير المنطقة من فلول تنظيم الدولة وعزل مساحات واسعة ينتشر فيها مسلحو التنظيم بين الأراضي السورية والعراقية.
وقالت مصادر محلية للجزيرة في وقت سابق الأربعاء إن أربعة مدنيين -بينهم طفلان وامرأة- قتلوا في قصف جوي من طائرات لم تعرف هويتها على معبر فوق نهر الفرات في قرية السيال القريبة من مدينة البوكمال شرق دير الزور، كما تعرضت مدينة العشارة وبلدتا الجلاء وصبيخان ومناطق أخرى لقصف مشابه.
وطردت القوات العراقية الأسبوع الماضي تنظيم الدولة من قضاء القائم العراقي المقابل لمدينة البوكمال السورية.
وأجبرت المعارك المستمرة باتجاه البوكمال منذ أسابيع نحو 120 ألف شخص على النزوح من المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وتقع البوكمال في ريف دير الزور على الجانب الغربي من نهر الفرات، ويقاتل إلى جانب جيش النظام في جبهات ريف دير الزور الجنوبي: عصائب أهل الحق العراقية، ولواء النجباء، وقوات من الحرس الثوري الايراني، وحزب الله اللبناني.
مرحلة جديدة
وتنذر نهاية المعارك الرئيسية ضد تنظيم الدولة بمرحلة جديدة من الصراع، إذ تستعد القوات المتنافسة التي سيطرت على أراضي التنظيم لخوض مواجهات ضد بعضها بعضا.
وبدعم من إيران وروسيا، انتزع جيش النظام السوري وحزب الله وفصائل شيعية أخرى قطاعات من الأراضي في وسط سوريا وشرقها من تنظيم الدولة العام الجاري.
في المقابل وبدعم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، أجبرت ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل قوامها وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية- تنظيم الدولة على التقهقر من مناطق كثيرة بشمال وشرق البلاد.
وقد تعهد النظام السوري باستعادة أراض تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ومنها الرقة المعقل الرئيسي السابق لتنظيم الدولة في سوريا وحقول للنفط والغاز شرقي نهر الفرات.
وفي الأثناء، قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إنه يتوقع أن يبدأ الجيش السوري قريبا انتزاع السيطرة على محافظة إدلب الخاضعة للمعارضة، وكذلك شرق سوريا حيث تسيطر فصائل تدعمها الولايات المتحدة على مساحات من الأراضي.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن ولايتي -أثناء زيارته لمدينة حلب- قوله “قريبا سنمشط شرق سوريا ثم منطقة إدلب في الغرب”.
وحققت قوات النظام السوري بعض التقدم أيضا في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال غرب سوريا وبجوار إدلب، وهي منطقة تمثل أكبر معقل لمقاتلي المعارضة.
وأشار ولايتي -في حديثه لمجموعات موالية لإيران- إلى أن “خط المقاومة يبدأ من طهران ويعبر من بغداد ودمشق وبيروت ليصل إلى فلسطين”.
المصدر : الجزيرة + وكالات