قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الاتفاق النووي وقعت عليه بلاده ومجموعة “5+1″، وصدقت عليه الأمم المتحدة، وإنه لا يمكن إضافة أي ملف إلى الاتفاق لم يكن مدرجا فيه.
وأضاف ظريف -في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بإسطنبول- أن واشنطن هي من انسحبت من الاتفاق وخرقته، وهي من يجب عليها العودة إليه أولا، حسب تعبيره.
وقال مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم إن ملف التفاوض بشأن الاتفاق النووي أغلق، مؤكدا أن موقف بلاده واضح ولن يتغير، وأنه لا فرق لدى طهران بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن.
وبين المتحدث أن إيران لم تغادر الاتفاق النووي لتعود إليه، وستنفذ كل التزاماتها إذا تأكدت من تنفيذ واشنطن وأوروبا التزاماتهما.
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة قبل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن رئيسا للبلاد خلفا للرئيس دونالد ترامب الذي اتبع سياسة الضغط على طهران من خلال انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2019، وفرض العقوبات الاقتصادية، وتبادل التصريحات النارية بين البلدين.
تخطيط وتوقعات
وفي وقت سابق، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) أمس الخميس إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تخطط لرفع كامل العقوبات عن إيران، في إطار عودة محتملة للاتفاق النووي.
فقد نقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة بايدن قولهم إن الإدارة تخطط للإبقاء على بعض العقوبات في مجالات مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان.
وقالت إن الإدارة الأميركية الحالية تسعى لإلحاق الاتفاق النووي مع إيران باتفاق آخر يشمل قضايا أخرى، ولا سيما برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهو برنامج وصفته الصحيفة بالمحبط، لكنها أشارت إلى أنه غير محظور بموجب اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، قبل أن تعيد أميركا فرض عقوبات مشددة على إيران.
وأضافت الصحيفة أن فريق الأمن القومي في إدارة بايدن يتوقع عقبات كثيرة أمام إقناع إيران بالعودة للاتفاق النووي، وإبرام اتفاق تكميلي يتضمن قضايا، بينها البرنامج الصاروخي الإيراني الذي تصفه طهران بالدفاعي، في حين تعتبره واشنطن وتل أبيب تهديدا لأمن المنطقة.
وفي سياق ذي صلة، قال ظريف في تغريدة باللغة العربية إن الفرصة متاحة أمام إيران وجيرانها لإعادة التأمل في قضية الأمن الإقليمي.
وبين ظريف في تغريدته -التي نشرها أمس الخميس على موقع تويتر- أن الأمن لا يمكن شراؤه بالمال أو تحقيقه عبر تكديس السلاح.
وأضاف أن السبيل الوحيد لإرساء الأمن والاستقرار هو التعاون الإقليمي الواسع بين دول المنطقة، وإيران مستعدة لتفعيل مثل هذا التعاون.
تهديد وترشيح
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن إيران لا تزال تمثل تهديدا في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد كيربي خلال إحاطة صحفية في مقر وزارة الدفاع الأميركية أن إيران تدعم الإرهاب في مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن الوزارة ملتزمة بمواجهة ما سماها “الأفعال الإرهابية” التي تنشرها إيران.
وفي سياق متصل، قالت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أمس الخميس إن إدارة الرئيس بايدن رشحت روبرت مالي مستشار السياسة الخارجية السابق بإدارة باراك أوباما ليكون مبعوثا خاصا في الشأن الإيراني.
وتعطي هذه الخطوة الدبلوماسي المحنك دورا قياديا في واحد من أهم وأصعب تحديات السياسة الخارجية التي تواجه الإدارة الأميركية الجديدة.
وكان مالي عضوا رئيسيا في فريق أوباما في التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران والقوى العالمية الذي أبرم عام 2015 وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 رغم المعارضة القوية من جانب حلفاء واشنطن الأوروبيين.
وقال المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- إن “وزير الخارجية بلينكن يبني فريقا متفانيا استخلصه من بين خبراء ذوي فطنة وتنوع في الآراء، ويأتي في مقدمة ذلك الفريق روبرت مالي بصفته مبعوثنا الخاص بالشأن الإيراني، وسيجلب إلى المنصب سجلا حافلا بنجاحات التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني”.
وأضاف أن “الوزير على يقين من أنه سيتمكن مع فريقه من فعل ذلك مرة أخرى”، مشيرا إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وحين ورد اسم مالي لأول مرة في تقارير إخبارية بوصفه مرشحا بارزا للمنصب انهالت انتقادات من بعض المشرعين الجمهوريين وأعضاء جماعات مؤيدة لإسرائيل عبروا عن قلقهم من أن يبدي لينا إزاء إيران وتشددا إزاء إسرائيل، إلا أن عددا من خبراء السياسة الخارجية هبوا للدفاع عنه وأشادوا بشخصيته التي تحظى بالاحترام وتتمتع بالحيادية.
المصدر : الجزيرة + وكالات