تُختتم اليوم الخميس في جنيف الجولة الثامنة من المفاوضات السورية السورية وسط توقعات بعدم إحراز أي تقدم باتجاه الحل السياسي في ظل رفض وفد النظام الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة، وهو ما دفع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى طلب تدخل روسيا، والتحذير من تفكك سوريا.
وقال مراسل الجزيرة معن خضر إن اليوم حاسم لمعرفة ما جنى كل طرف من هذه الجولة التي عقدت على مرحلتين. وأضاف أنه لا يبدو أن أي تقدم تحقق ولا نتائج أفرزتها هذه الجولة التي كانت مثل الجولات السابقة عبارة عن مفاوضات غير مباشرة.
وأشار إلى رفض النظام الدخول في مفاوضات مباشرة ما لم تتراجع الهيئة المعارضة عن مطالبتها برحيل الرئيس بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية المحتملة، وهو المطلب الذي أكدت عليه العليا للمفاوضات في بيان مؤتمر الرياض 2 الذي عقد الشهر الماضي.
كما قال مراسل الجزيرة إن وفد المعارضة يريد أن يتجنب ترحيل الملفات الرئيسية المتعلقة بالحل السياسي، وفي مقدمتها الدستور والانتخابات، إلى مؤتمر الحوار السوري الذي قالت روسيا إنه سيعقد بداية العام المقبل في منتجع سوتشي.
وكان المبعوث الأممي اقترح تأجيل ملفي الانتخابات والدستور إلى هذا المؤتمر، بينما قالت المعارضة السورية إنها لن تشارك فيه إن لم يفض لتحقيق انتقال سياسي، ويوقف خروق النظام، ويضمن عودة اللاجئين، ويفتح ملف المعتقلين لدى النظام السوري.
وفي جنيف، قال الناطق باسم وفد المعارضة يحيى العريضي إن لقاءات اليوم ستتناول الانتقال السياسي. وكان العريضي قال أمس بعيد لقاء وفد المعارضة برئاسة نصر الحريري مع دي ميستورا إنه تمت مناقشة الإجراءات الانتخابية وعرض الجداول، وإن وفد المعارضة أبدى تحفظاته على عرض الأمم المتحدة بشأن الدستور.
المبعوث الأممي لم ينجح بعد في إقناع وفد النظام السوري بالدخول في مفاوضات مباشرة (الأوروبية)
تفكيك سوريا
من جهته، عبر المبعوث الأممي إلى سوريا أمس عن أسفه لرفض وفد النظام الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وحذر من تفكك سوريا إذا لم يتم التوصل إلى السلام سريعا.
وحذر دي ميستورا من تفكك سوريا إذا لم يتم التوصل إلى السلام سريعا، مطالبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالضغط على وفد النظام للدخول في مفاوضات مباشرة، والموافقة على إجراء انتخابات “لكسب السلام”.
وقد قالت مصادر للجزيرة إن وفد النظام لم يدخل أثناء جولة جنيف الحالية في أي تفاوض حول المسائل التي طرحها دي ميستورا عليهم، واكتفى بوضع ملاحظات على أداء المبعوث الأممي وتفسيره قرار مجلس الأمن 2254 الذي يتناول مسار الحل في سوريا.
من جهته، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن المعارضة السورية ما زالت تصر على شرط رحيل الأسد رغم إعلانها رفض الشروط المسبقة للحوار.
وأضاف غاتيلوف في حديث صحفي أن الصعوبات تكمن في أن المعارضة ما زالت تحدد مهمتها برحيل الأسد المنتخب بصورة قانونية على حساب التسوية السياسية المتكاملة، حسب تعبيره.
المصدر : الجزيرة + وكالات