قال مسعفون وشاهد إن ضربة جوية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن أسفرت عن مقتل 12 مدنيا، بينهم سبعة أطفال، أمس الإثنين، في مدينة الحديدة الساحلية. وذكر مسعفون وشاهد أن الضربة الجوية دمرت منزلا في مديرية الحالي كان يقيم فيه مدنيون نازحون من محافظات أخرى. وأضافوا أن جميع القتلى من أسرة واحدة.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم التحالف قوله «نتعامل مع هذا التقرير بجدية شديدة وسيتم إجراء تحقيق شامل بشأنه مثلما يحدث مع هذا النوع من التقارير وفق عملية مستقلة متفق عليها دوليا. وبينما يتم إجراء هذا (التحقيق) لن يكون من المناسب التعليق بأكثر من ذلك».
هذا وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثية، مساء أمس الاثنين، إطلاق صاروخ باليستي على معسكر للجيش السعودي جنوب غرب المملكة.
وقالت قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين، «إن القوة الصاروخية (الموالية لهم) أطلقت صاروخا باليستيا على معسكر الجربة السعودي في منطقة ظهران بعسير». وأشارت القناة إلى أن الصاروخ من طراز(بدر1).
ولم تتطرق القناة الحوثية إلى تفاصيل إضافية حول إطلاق الصاروخ، في حين أعلن التحالف العربي، أمس الإثنين، أن صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون باتجاه منطقة «ظهران الجنوب»، جنوبي السعودية، سقط داخل اليمن، على مقربة من الحدود الجنوبية للمملكة.
وهذا هو الصاروخ الباليستي العاشر، الذي يطلقه مسلحو جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) تجاه السعودية خلال ثمانية أيام.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، إنه في تمام الساعة 14:26(ت.غ) «رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف إطلاق صاروخ باليستي أطلقته المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، من محافظة صعده شمال اليمن»، وفق الوكالة السعودية الرسمية للأنباء.
وأضاف أن «الصاروخ كان باتجاه ظهران الجنوب، وتم إطلاقه بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان». وتابع أن الصاروخ «سقط داخل الأراضي اليمنية على مسافة 1.75 كلم من الحدود الجنوبية للمملكة».
ويأتي إطلاق الصاروخ بعد ساعات من مقتل 12 مدنيا، بينهم سبعة أطفال، وإصابة آخرين في قصف للتحالف على مجمع سكني يحوي نازحين في محافظة الحديدة، غربي اليمن.
وكثف الحوثيون مؤخرا من إطلاق الصواريخ الباليستية تجاه الأراضي السعودية، معتبرين ذلك «ردا على الضربات الجوية لمقاتلات التحالف العربي في اليمن والحصار الذي تفرضه عليها».
ومنذ أكثر من ثلاث سنوات تقود السعودية تحالفا عربي ضد مسلحي الحوثيين في اليمن، بعد أشهر من سيطرة الاخيرين على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى بقوة السلاح.
وقالت مصادر أمنية إن غارة جوية أخرى في المنطقة ذاتها استهدفت منزلا يقيم فيه قيادي حوثي في أطراف مدينة الصالح. ولم يعرف ان كان هناك اطفال أو نساء داخل المنزل.
وفي السياق أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الإثنين بأن جماعة الحوثي في اليمن انتهكت قوانين الحرب بإطلاقها صواريخ باليستية عشوائيا على مناطق مأهولة بالسكان في السعودية.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، إن «على الحوثيين أن يوقفوا فورا هجماتهم الصاروخية العشوائية على المناطق المأهولة في السعودية».
وتابعت «لكن مثلما لا تبرر الغارات الجوية غير القانونية، التي قام بها التحالف هجمات الحوثيين العشوائية، لا يمكن للسعوديين استخدام صواريخ الحوثي لتبرير إعاقة وصول البضائع الضرورية للسكان المدنيين».
وأشارت إلى أن هجمات الصواريخ الباليستية غير الموجهة للحوثيين غالبا ما تكون «مثل بركان إتش 2 أو قاهر إم 2 عشوائية، خاصة في المدى البعيد، حيث لا يمكنها استهداف الأهداف العسكرية بدقة».
وأوضحت أن «كثيرا ما قصف الحوثيون مناطق ذات كثافة سكانية عالية بشكل عشوائي في اليمن في انتهاك لقوانين الحرب وقتلوا وجرحوا المدنيين، وتسبب القصف بخسائر فادحة في تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن».
من جهة أخرى، قالت توكل كرمان، الناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أمس الإثنين، إنّ «الإنسانية تموت في اليمن»، مثمنة الدور التركي في تخفيف المعاناة عن بلدها.
وأضافت في حديث مع «الأناضول»، «الوضع في اليمن بات لا يحتمل، ولا بد من وضع هذا الأمر على أجندة المجتمع الدولي بشكل عاجل».
ووصفت كرمان ما يحدث في بلادها بأنه «احتلال كامل، سببه الدور الذي تلعبه الإمارات في اليمن».
وتابعت «تم ترك اليمن لمصيرها، وأعتقد أن اللاعبين العالميين لديهم أجندات خفية في المنطقة، في حين أن المدنيين والمظلومين هم الأكثر معاناة».
كما أوضحت أنّ «اليمن أصبح منطقة يغض عنها العالم أجمع بصره».
وعلى صعيد آخر، أشادت الناشطة اليمنية بجهود تركيا في تخفيف المعاناة في المنطقة، خاصة في مجال إرسال المساعدات الإنسانية. وصنفت كرمان دور تركيا في اليمن بأنه «شديد الأهمية».
وفازت توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام عام 2011، لكفاحها السلمي من أجل سلامة النساء وحقوق المرأة في المشاركة الكاملة في أعمال بناء السلام في اليمن.
ويشهد اليمن، منذ أكثر من 3 سنوات، حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثي)، الذين يسيطرون على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وخلّفت الحرب المتواصلة أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات قرابة 21 مليون يمني (80 ٪ من السكان) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين الذين تتهمهم الرياض والحكومة المعترف بها دوليا بتلقي الدعم من ايران، في أيلول/سبتمبر 2014.
ومنذ 26 آذار/مارس 2015، تقود السعودية التحالف العسكري دعما لسلطة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة المتهمين بتلقي الدعم من طهران.
القدس العربي