تتصاعد وتيرة الهجمات العسكرية والمجابهات بين عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وشهدت الايام الماضية زحفا وامتدادا لهذا التنظيم في مناطق واسعة داخل الاراضي السورية وخاصة بلدتي دير الزور والحسكة ؛وتابعت قيادة التحالف الدولي هذه التطورات الميدانية على الارض وبدات بدراسة الاوضاع العسكرية وطرق المواصلات والامدادات التي يستخدمها التنظيم في ادامة زخم اندفاعه ضمن الاراضي السورية وتدارست الوضع مع جميع الجهات والمؤسسات الامنية والاستخبارية التي تتابع الشأنين السوري والعراقي وتوصلت الى الاتي:
1.بغية ايقاف تمدد واندفاع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية ،بدا الجيش الامريكي عمليات تدريب لمقاتلين سوريين بغية مقاتلة مسلحي التنظيم وسيتم استخدام اراضي دول مجاورة لسورية لتفيذ عمليات التدريب
2.الانفتاح على ابناء العشائر العربية السورية لمواجهة تواجد عناصر تنظيم الدولة في مناطقهم والبدأ بتدريبهم ودعمهم عسكريا وماديا
3.دعوة الدول المجاورة لسورياوالعراق للمشاركة الفعلية في انجاح سلسلة من عمليات التدريب والاعداد البدني والعسكري لابناء العشائر في سوريا والعراق وتهيأة مستلزمات نجاح هذه الخطة
4.قيام وزير الدفاع الامريكي اشون كارتر بالتشاور مع جميع الدول التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية والمنضوية في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية بضرورة دعم خطة بلده في تدريب مقاتلين من اهالي وابناء العراق وسوريا لمواجهة تقدم واندفاع مقاتلي التنظيم
5.تقديم الدعم اللوجستي والامني والاستخباري في المساعدة باعداد مقاتلين اشداء وبروح اندفاعية للمشاركة الفعلية في مواجهة الارهاب والحرب عليه في سورية والعراق
6.تشمل عمليات التدريب تنسيق الجهود لادامة عمل المقاتلين وتدريبهم على المهارات والمعدات العسكرية الاساسية والاسلحة النارية والاتصالات ةالقيادة وقدرات التحكم
7.ان عمليات التدريب ستشرف عليها وحدات متميزة من قوات العمليات الخاصة تتولى تدريب المقاتلين السوريين وتأمل الادارة الامريكية العسكرية ات تتمكن من تدريب 5000 مقاتل سوري معارض خلال ثلاث سنوات
8.اعداد مشروع واضح لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة باحدث الاسلحة وحمايتهم عندما يحين الوقت
وضمن قراءة ستراتيجية واضحة لأسباب اعداد هذا البرنامج يمكن لنا ان نؤشر الملاحظات الاتية:
1.ان التطورات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية من بداية معركة الحزم وما تلتهامن عمليات اعادة الامل جعلت الادارة الامريكية تعكف على رؤية ستراتيجية جديدة في التعامل مع الملف السوري
2.ان ادارة الرئيس الامريكي اوباما اعدت دراسة واضحة المعالم على كيفية معالجة الوضع في سورية وضرورة انهاء الصراع الذي دام اكثر من 4 سنوات في مواجهة النظام لشعبه وقمعه وتشريده
3.اعداد تحالفات جديدة وبرؤية عملية مع الجانب التركي وتحديد مصالح البلدين في انهاء الصراع والتخلص من نظام بشار الاسد واعادة الاوضاع الى طبيعتها في سورية شرط دعم واسناد المعارضة المعتدلة
4.ان الحكومة التركية رأت ان مصالحها في ازاحة النظام السوري جاءت متوافقة مع الرؤية الامريكية الجديدة مما جعلها توافق على البرنامج المشترك لاعداد مقاتلي المعارضة السورية وتدريبهم داخل الاراضي التركية وتقديم الدعم والاسناد لهم لاسقاط النظام
5.مساهمة دول عربية خليجية كالسعودية وقطر في فتح اراضيها لاستقبال مقاتلي المعارضة السورية وتدريبهم ويتواجد 500 جندي امريكي للمساعدة في التدريب واعداد المقاتلين السوريين
6.بلغت عمليات التطوع والمساندة لهذا البرنامج اكثر من 3750 مقاتل من ابناء العشائر السورية يتم اعدادهم وتدريبهم بواقع 300 مقاتل في كل دورة تدريب عسكرية على ان يصل مجموع المقاتلين الذي سيتم اعدادهم الى 15 ألف مقاتل سوري من المعارضة المعتدلة
7.اعتماد سياسة امريكيةجديدة في مواجهة الاحداث وتطوراتها في منطقة الشرق الاوسط ومعالجنها ضمن سياقات الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للتحالف الدولي
8.من الممكن ان نرى مشاركة بريطانية في المساهمة باعداد وتدريب المقاتلين السوريين وتعزيز قدراتهم القتالية خاصة بعد تجديد فوز حزب المحافظين في بريطانبا
فهل ما سنراه هو استمرار لدعم مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ام هي مناورو امريكية تقودها بالتعاون مع قيادة التحالف الدولي لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وايقاف تقدمها وامتداداتها؟؟؟
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية