أبوظبي- قال كريستر فيكتورسن المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية في دولة الإمارات الأربعاء إن الهيئة تمضي قدما صوب بدء تشغيل أول مفاعل نووي في مطلع عام 2020.
وأضاف فيكتورسن في مؤتمر صحافي أن الهيئة في انتظار إعلان شركة نواة، المشغلة لأول محطة نووية في البلاد، جاهزيتها للعمل فنيا وتنظيميا، متوقعا أن يتم بذلك بنهاية 2019.
وذكر أن الهيئة غير مستعدة لمنح شركة نواة رخصة للتشغيل حتى تفي الشركة بالمتطلبات التنظيمية.
ومحطة براكة البالغة تكلفتها 24.4 مليار دولار هي أكبر مشروع نووي في العالم تحت الإنشاء وستكون الأولى في العالم العربي. ويبلغ إجمالي طاقة توليد الكهرباء من المحطة، التي تضم أربعة مفاعلات، 5600 ميجاوات.
وأكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية السلمية، المشغلة للمشروع،”اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الأولى تمهيدا لمرحلة العمليات التشغيلية نهاية 2019 ومطلع 2020″.
ويقول خبراء ومتابعون إن اكتمال أول مفاعل نووي إماراتي سيؤدي إلى تعزيز الدور الجيواستراتيجي للإمارات في المنطقة، باعتبارها أول قوة نووية عربية، كما سيخلق تراكما في الخبرات، قد يشكل رصيدا في كوادر ستحتاجها دول عربية أخرى في تنفيذ مشاريع مماثلة.
ويشير هؤلاء إلى أن نجاح الإمارات في الابتعاد التدريجي عن الاعتماد الكلي على النفط سيحولها إلى قوة مرنة في المنطقة، ويوسع من مساحة الحركة السياسية، ويمنحها حصانة ضد التقلبات في أسعار النفط.
وقال تشارلي سوريل، الخبير في شؤون الطاقة والتنمية، “بدلا من أن تتورط الإمارات في حرب الطاقة، كما تفعل الولايات المتحدة، بحثت عن بدائل في وقت مبكر جدا”.
وليست الطاقة النووية الهدف الوحيد للإمارات في بحثها عن مصادر الطاقة النظيفة، إذ تستثمر أبوظبي بقوة في مشاريع الطاقة الشمسية أيضا.
وقالت الرابطة النووية العالمية، في دراسة نشرت مؤخرا، إنه “بينما الطلب على الطاقة من المتوقع أن يزداد بشكل مطرد، لن يقابل ذلك بزيادة في إنتاج النفط”.
وفي 2009، وقعت أبوظبي عقدا مع ائتلاف تقوده الشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو” بقيمة 20,4 مليار دولار لبناء المفاعلات النووية في براكة غرب إمارة أبوظبي.
كما أن الخطوة الإماراتية فتحت الباب أمام العرب لارتياد المجال النووي الذي ظلّ خلال المرحلة السابقة حكرا على أمم أخرى، بينها من هي معادية بشكل كامل للعرب، كما هو شأن إيران.
وتسعى دولة الإمارات من خلال المفاعلات الأربعة إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز في إنتاج الطاقة، حيث من المقرر أن تساهم المفاعلات مجتمعة في إنتاج 5600 ميغاوات سنويا، وهو ربع استهلاك الطاقة في البلاد.
العرب